أنا أراها نائب عن مفعول مطلق، والله أعلم، فالعدد ينوب عن المفعول المطلق كما في الآية الكريمة :" فاجلدوهم ثمانين جلدة". موضع الاختلاف أن الفعل الآن متعد لم يذكر مفعوله بعد .. أنا اخترت نائبا من أجل أني وجدت المعنى توكيديا "ثمانين جلدة" ليست مقياسا الآن يا أستاذ .لأن الفعل اجلدوهم قد استوفى الفاعل والمفعول. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كون الفعل متعديا لم يستوف مفعوله أو مفعوليه أو مفاعليه ليس مسوغا أن نتكلف له مفاعيل دون النظر إلى المعنى، فقد تحذف المفاعيل اختصارا أو اقتصارا. وأنت إذا قلت حسبت للأمر حسابه أو حسبت له ألف حساب لا تقصد أنك أوقعت حدث الحساب على (حسابه) أو (ألف حساب)، وإنما تقصد أنك حسبت له الحساب الذي ينبغي، فكأنك قلت : فكرت له التفكير اللازم ، أو فكرت له ألف مرة. لو جاءك مثلا استدعاء إلى دار القضاء بلا ذكر لسبب الاستدعاء: أظنك ستبيت ليلك تفكر: أحسبهم فاعلين معي كذا، أحسبني قائلا لهم كذا ..... هنا ظهرت مفاعيل حسب. فإذا قلت بعد ذلك : لقد حسبت لهذا الاستدعاء ألف حساب ، لم يظهر مفعولا حسب، وظهر عدد مرات حدوث ذلك ( ولو مجازا فقد يفهم من الألف الكثرة لا غير). ومثل ذلك قوله تعالى: " الظانين بالله ظن السوء" و " وظننتم ظن السوء" و " يظنون بالله غيرالحق ظن الجاهلية" هم (ظنوا الله كذا وكذا) ظهرت مفاعيل ظن هنا ولم تظهرفي الآيات. المفعول قد يحذف اقتصارا أو اختصارا للعلم به أو للإطلاق. وقريب منه أيضا قوله تعالى " إن تستغرلهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم" لم يستوف تستغفر مفعوله أو مفعوليه (أن تستغفر لهم الله ذنوبهم سبعين مرة..... ) وانتصبت (سبعين) مفعولا مطلقا، ولا تصلح أن تكون مفعولا به. أما قولنا في سبعين وألف وثمانين أنها نائبة عن المفعول المطلق، فهو قول غير دقيق وإن قال به بعضهم، العدد وغيره لم ينب عن المفعول المطلق بل ناب عن المصدر في كوته مفعولا مطلقا. بمعنى أن الأصل في المفعول المطلق أن يكون مصدرا وقد ناب عن المصدر غير المصدر فأصبح مفعولا مطلقا. والله أعلم. هل لو حذفنا نائب المفعول المطلق أو المفعول المطلق في هذه الجملة يستقيم المعنى ؟ فلو قلنا: "أن تحسب لهذا الأمر" وفقط المعنى مستقيم؟ كل التحية و التقدير.