[عاطف خليفة]

ثانيا : مصر وإنشاء جامعة الدول العربية

*أين ولدت فكرة إنشاء جامعة الدول العربية ؟

ولدت فكرة إنشاء جامعة الدول العربية - كشكل من أشكال الوحدة - في مصر وليس هذا بغريب على مصر التي وقفت ولا تزال تقف بجانب أشقائها العرب من أجل الحصول على الاستقلال .

*لماذا رأت بريطانيا قيام نوع من الوحدة ين العرب ؟

أثناء الحرب العالمية الثانية حاولت بريطانيا تخفيف حدة العداء العربي لها وكسب العناصر العربية فرحبت بأي عمل في اتجاه الوحدة العربية وجاء ذلك على لسان وزير خارجية بريطانيا "مستر إيدن " في 29 مايو 1941م وذلك للأسباب الآتية :
-إرضاء للعرب وضماناً لمساعدتهم لبريطانيا في محنة الحرب
-تكتيل الدول العربية وراء مصالح الاستعمار باعتبار أن هذه الدول كلها كانت مناطق نفوذه ومن السهل توجيه آى نظرة عربية نحو هذه المصالح .
-ما تمتعت به المنطقة العربية من أهمية اقتصادية وحربية بسبب البترول وقناة السويس .

* كيف كان موقف العرب من إعلان "مستر إيدن "؟

أظهر العرب فتوراً نحو هذا الإعلان "المنشور البريطاني " حيث أدركوا أهدافه لذلك أصدر "ايدن" اعلاناً ثانياً في فبراير 1943م جاء فيه أن حكومة صاحب الجلالة تؤيد كل حركة يقوم بها العرب لتقرير الوحدة الاقتصادية والثقافية والسياسية وأن الخطوة الأولى يجب أن تأتي من جانب العرب أنفسهم .

*ما موقف مصر تجاه النداء البريطاني "لمستر ايدن" ؟

استجابت مصر للنداء البريطاني ودعت الحكومات العربية لإجراء مشاورات في موضوع الوحدة بعد أن ألقي مصطفي النحاس بياناً في مجلس الشيوخ المصري 1943 م حدد فيه برنامج مشروع الوحدة العربية وقد تم تنفيذه بكل مراحله حتى أصبحت جامعة الدول العربية حقيقة واقعة رغم أن النحاس لم يستمر في الحكم ليشهد تنفيذ كل الخطوات (أقال فاروق حكومة النحاس باشا بعد إتمام بروتوكول الإسكندرية في أكتوبر 1944 م"

*بروتوكول الإسكندرية 1944م

كان بروتوكول الإسكندرية 7 أكتوبر 1944م بداية دخول جامعة الدول العربية إلي حيز التنفيذ في ضوء هذه العبارة وضح .
-أهم ما جاء في بروتوكول الإسكندرية ؟
-ميثاق جامعة الدول العربية ولماذا جاء أضعف من بروتوكول الإسكندرية ؟
أهم ما جاء في بروتوكول الإسكندرية 7 أكتوبر 1944 م:

عقب عقد المشاورات التمهيدية - اجتمعت لجنة من ممثلي الدول العربية التى اشتركت فى تلك المشاورات لوضع البروتوكول الذي نص على ما يلي :
-تؤلف جامعة الدول العربية من الدول المستقلة التي تقبل الانضمام إليها.
-تكوين مجلس جامعة الدول العربية
-الدول المشتركة في الجامعة على قدم المساواة
وقد حدد البروتوكول مهام مجلس الجامعة فيما يلي :
-مراعاة تنفيذ ما تعقده الدول المشتركة فيما بينها من اتفاقيات .
-عقد اجتماعات دورية لتوثيق الصلات بين الدول العربية المشتركة .
-تنسيق الخطط السياسية تحقيقاً للتعاون .
-صيانة استقلال وسيادة الدول العربية من كل اعتداء بكافة الوسائل
-النظر بصفة عامة في شئون البلاد العربية ومصالحها .
6-تكون قرارات مجلس الجامعة ملزمة لمن يقبلها .
7-لا يجوز الالتجاء إلي القوة لفض المنازعات بين دولتين من دول الجامعة.
8 -لا يجوز إتباع سياسة خارجية تضر بسياسة جامعة الدول العربية والاعتراف بسيادة واستقلال الدول العربية الأعضاء .

2- ميثاق جامعة الدول العربية :

وقع الميثاق في 22 مارس 1945 م من 7 دول عربية هي (مصر - السعودية - سوريا - لبنان - الأردن - العراق - اليمن ) وترك الباب مفتوحاً لانضمام أي دولة عربية تنال استقلالها - أصبح عدد الدول الأعضاء 22 دولة .
وصارت القاهرة مقراً لمجلس الجامعة واختير عبد الرحمن عزام باشا أول أمين عام للجامعة العربية .

أسباب ضعف ميثاق الجامعة :

جاء ميثاق الجامعة أضعف من بروتوكول الإسكندرية في تأكيد الروابط بين الدول الأعضاء بسبب كثرة التحفظات التي أبداها المندوبين ويرجع سبب هذا الضعف إلي :
-الاستعمار الذي كان لديه مخطط محدد لمدى ما يسمح به من وحدة بين العرب
-المنافسات الأسرية والنزعات الإقليمية والطائفية مما أضعف إرادة العرب .
وكانت الجامعة اتحاد حكومات لا اتحاد شعوب لذلك نص الميثاق أن تكون القرارات بالإجماع حتى تكون ملزمة لجميع الدول المشتركة وأن ما يتقرر بالأغلبية فلا يسري إلا علي الدول التي تقبله وكان هذا سبب الضعف في كيان الجامعة وعطل الكثير من القرارات .
أهداف الجامعة :
-توثيق الصلات بين الدول العربية المشتركة في الجامعة وتنسيق الخطط السياسية تحقيقاً لمبدأ التعاون .
-صيانة استقلال وسيادة الدول العربية والنظر في شئونها ومصالحها .
-تعاون الدول المشتركة في المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والصحية والمواصلات.
لا يجوز الالتجاء إلي القوة لفض المنازعات بين دولتن أو أكثر من أعضاء الجامعة .

*ما مدي نجاح وفشل جامعة الدول العربية ؟

ما نجحت الجامعة في تحقيقه :
-كانت الجامعة مظهراً من مظاهر التعاون بين العرب
-أسهمت في قضايا العرب مثل استقلال سورية ولبنان وليبيا والمغرب العربي خاصة الجزائر
-حققت نجاحاً في مجالات التعاون الثقافي والاقتصادي والصحي والاجتماعي
ما فشلت الجامعة في تحقيقه :
-فشلت في تحقيق الوحدة السياسية
-عجزت عن إنشاء قيادة عسكرية موحدة في حرب فلسطين 1948م
- خضوع بعض حكام العرب لضغط الدول الغربية خصوصاً أمريكا ، كما تطلع بعض هؤلاء الحكام إلى استغلال هذه المحنة لتحقيق أطماعه كالملك عبد الله ملك الأردن فى ذلك الوقت.
-أظهرت محنة فلسطين مدي التفكك السياسي في الجبهة العربية فقد وقف الجيش المصري وحده يدافع ضد العدوان الإسرائيلي عام 1948م بينما وقفت الجيوش العربية وقائدها الملك عبد الله موقف المتفرج المتخاذل .

* ميثاق الضمان الجماعي 1950م (معاهدة الدفاع المشترك)

نتيجة لفشل الجامعة في إنشاء قوة عسكرية وقيادة موحدة في حرب فلسطين حاولت الجامعة إنشاء وحدة عسكرية بين الدول المشتركة فيها فعقدت ميثاق الضمان الجماعي 1950م ونصت المادة الثانية منه على :
-اعتبار أي اعتداء مسلح يقع على أي دولة عربية أو أكثر اعتداء عليها جميعاً وتتخذ على الفور منفردة أو مجتمعة جميع التدابير لرد العدوان وإعادة الأمن والسلام إلى نصابهما.