قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا؛ كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ, فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا, وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا, فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِن الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ, فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا, فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا, وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا ))
شرح الحديث :
يضرب الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) هذا المثل ، ليبين مدى الحرية التى كفلها الإسلام للمسلمين ، بشرط ألا تضر الآخرين ، وأن يلتزم المسلم بكل أوامر الله تعالى ، وينتهى عما نهى عنه . فيوضح الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) أن هناك قوماً كانوا فى سفينةٍ وأجروا قرعةً ، ليحددوا من يكون فى أعلاها ، ومن يكون فى أسفلها ، فصار بعضهم أعلاها ، وبعضهم أسفلها ، وكان الذين فى أسفلها إذا أرادوا أن يشربوا مروا على من فوقهم ؛ لأن الماء كان موجوداً فى أعلى السفينة . فقال الذين فى أسفلها : لو خرقنا فى نصيبنا من السفينة خرقاً ؛ لنستقى منه ، حتى لا نؤذى من فوقنا . واختتم الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) حديثه قائلاً : وإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً . إذا خرق الذين فى أسفل السفينة خرقاً ، فيدخل الماء فى السفينة ، وتغرق ، وإن منعوهم نجا الذين فى أسفل السفينة ، ومن فى أعلى السفينة ... يشير خرق السفينة إلى تجاوز أهل الطابق الأسفل لحدود الحرية ، والضرر الكبير الذى سيلحق بهم وبأهل الطابق الأعلى ، وهو خرق السفينة .
ولذلك لابد ان نتذكر تلك الكلمات جيدا خاصة فى وقتنا الحالي حيث فهم بعض الناس مفهوم الحرية بصورة خاطئه فأصبحنا نري السائقون يخالفون قوانين المرور بمفهوم الحريه وغلاء الاسعار بمفهوم الحريه وبناء الادوار المخالفة بمفهوم الحريه واستخدام الالفاظ الجارحه لبعض الاشخاص علي شاشات التلفاز في بعض البرامج الاعلامية بمفهوم الحريه فاتذكر انت حر مالم تضر فصنع الحرية شئ رائع ولكن المحافظه علي نقائها وصورتها الصحيحة أمر في غاية الأهمية ولكم مني جزيل الشكر
__________________
|