جزاكم الله خيرا على ما قدمتم وبارك فيكم وإن كنت سأشرد عن الموضوع قليلا ثم أعرج بالجواب.
كثيرا ما نسمع اتهام جاهز يرثه فصيل عن فصيل وهو أننا نسىء فهم الشريعة أو من يملك الفهم الصحيح للشريعة ومنهم من يتعدى ويقول كل من يتكلم باسم الدين جهلاء لا يفقهون وفى الوقت ذاته لا نرى منه الحجة والبينةوالدليل على خطأ من اتهمهم بذلك .
الحقيقة هؤلاء لا يريدون الشريعة ولكنهم لا يستطيعون البوح بذلك فى مجتمع رأس ماله دينه وقلوبهم معلقة به فكيف يتنصلون منه بالحرب على المنهج العلمى وتخطىء العلماء .
والسؤال الذى يطرح نفسه هل هناك منهج صحيح للوصول إلى حقائق الدين، أم أن الدين كما هي النظرة الغربية له، لا معايير ولا مقاييس لتحديد حقائقه، بل هو مثل مسائل الآداب والفن مسألة "ذوق"، لا تقوم على منهج علمي محدد، أو معايير منضبطة ؟.
إن مصادر حقائق الدين ثلاثة أشياء: النصوص الموحاة، ومعاني هذه النصوص، والاستنباط منها،
ولكل واحد من هذه الأقسام منهج علمي محدد مضبوط، فهناك منهج علمي لتوثيق النصوص، ومنهج لطريقة فهمها، ومنهج للاستنباط منها، وما يتوصل إليه عن طريق هذه المناهج حقائق لا شك في ذلك.
قد يحدث تغيير أو تبديل للنصوص، أو قد يحدث خطأً في الفهم، أو يحدث خطأ في الاستنباط، ولكن هذه مسألة أخرى ومعالجتها تكون بإثبات ما حدث من تحريف بالدليل والبرهان، أما إطلاق العموميات والقول بأن حقائق الدين مسألة نسبية يدركها كلٌ على حسب المعرفة المتاحة، ويراد من وراء ذلك رفض فكر العصور الماضية ! فقول لا تسنده حجة ولا يمكن قبوله) .
فالعلماء أقاموا منهج علميا ضبطوا قواعده كأجود ما أنت راء فلا يستطيع جاهل أن يأتى لينتقد ويطلق حكم عام ويريد منا أن نسلم له من أراد أن ينتقد فليقدم لنا منهجا علميا مؤيدا بالحجة والدليل على أن العلماء أخطأوا فى كذا ويبين لنا ذلك أما أن يقول هو خاطىء بلا دليل فهذا لا يقام لكلامه وزن ولا يعار لهم انتباه نحن أمة ذاخرة بعلمائها الذين أنفقوا حشاشة أرواحهم لخدمة هذا الدين وتوضيح مفاهيمه ولم يتركوا لنا دقيق ولا جليل إلا وضحوه ولهم مؤلفات فيه ثم يأتى لنا الآن أناس لا علم ولا فقه ولا فهم ويسفهون عقول الأمة وضمائرها على مدى قرونها السابقة ويطعنون فى ثوابت الدين بحجج ومهاترات فى عقولهم ولا أرى ذلك إلا رفضا للشريعة وهذا مسلكهم لرفضها
ونجيب على سؤالك اسلامنا فيه عزنا وفيه عصمة أمرنا فى ديننا ودنيانا والعيب ليس فيمن يريد أن يطبق الشريعة ولا يمكن الحكم عليهم لأنهم لم يتاح لهم فرصة لنرى كيف سيطبقون وأظن أن تطبيق الشريعة له ضوابط من حاد عنه فهو على خطأ وسيوجد من يرد عليه بالمنهج والدليل فالأمة بها من الأخيار الكثر كما قال النبى " الخير فى وفى أمتى إلى قيام الساعة "
|