الموضوع: قدر
عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 28-06-2011, 05:36 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,413
معدل تقييم المستوى: 18
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

تفتح وعيي على قبول إله للكون خالق عظيم آمنت بوجوده و حكمته و بدت رسالة المصطفى صلوات ربي و سلامه عليه منطقية، تدعو لتزكية النفس و زيادة القوة و العزة و الكرامة ، لاقت قبولاً عند نفس تحرص على الخير تستمد مقياسه من خير البشر.
أما الإيمان بالقدر خيره و شره فاستوقفني متسائلة : يا قدر ما أنت ؟ استقلال نفسي جعلها تظن أن خطواتها تصنع طريقها !
وهم بدده الزمن . في مرحلة أعلى أسأل كيف تصيب رميتي هدفها مباشرة ؟
يرأف بحالي و يلقي لي خاطر ، يقول أ يبلغ دقة حسابك أن تعطي كلاً حقه بالعدل ؟ أو تبلغ قدرتك ذلك ؟
أما أنا فأرتب الخطوات بين النور و العدل و الرحمة ، يتبدد الأرق و الشك و الفساد.
كان لي طالبة أحبها ، أراها صالحة ، أخشى عليها من رفيقة تجرها إلى محرم . قلت أتودد للحلوة عسى الله أن يؤلف القلوب. اشتمت رائحة عطري الجميلة فاستحسنتها (أقضي يومي كله بين نساء لا نرى الرجال و لا نعرف لهم طريقاً) ، فأهديتها العطر ، جاءت رفيقتها فأخذت تذم العطر و تنتقص منه ، تقبح فعلي . آذاني ما فعلت و لم أحب أن تنقض ما فعلت ، و خشيت أن تطغى كلماتها على رائحة عطري .
و إذا به يرتب خطواتي كي أمر بالثانية ، تجري وراءها أخرى تهينها ، تقول لها ما أسوأ رائحتك فتستوقفني باكية شاكية .
فاتني الباص ذات مرة و انقضى وقت طويل و أنا انتظر وسيلة مواصلات و لم أدر ِ ما أفعل و احترت لشدة حيرتي .
و إذ أركب سيارة أجرة يلمح سائقها في عيناي الضيق ، لا يفهم ما الذي يضايقني فيحكى لي قصة غريبة .
قال : طلب مني زبون إيصاله و انتظاره ساعتين كي يعيده لبيته و وعده بستين جنيه ، فتوسم السائق الربح اليسير في وقت قليل . و ما أن تحرك حتى اتصل أحدهم بالزبون فألغى المشوار و نزل من التاكسي.
يركب زبون آخر و يدفع 3 جنيهات في غاية قريبة . من هذا المكان يركب من يذهب لمكان أبعد قليلاً و يطلب من السائق الإنتظار بضع دقائق و إذ يصل إلى بيته يدفع مئة جنيه كاملة ، يصر عليها ، يلقيها له لا يلقى لها بالاً!
رد مع اقتباس