ومستند هؤلاء الأئمة:
قوله تعالى: {تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام} فاشتقوا منه اسم الجليل ..
وقد اختلف العلماء في الأسماء المشتقة فمنهم من لم يثبتها، ومنهم من أثبتها بشرط ثبوت الصفة التي اشتق منها في الكتاب أو السنة أو الإجماع، والشرط الثاني صحة إطلاق الاسم على الله وعدم إيهام شيء من النقص ..
ومن مستندهم : ورود (الجليل) ضمن حديث أبي هريرة رضي الله عنه في عد أسماء الله الحسنى..
وهو حديث ضعيف بعد الأسماء وفيه اضطراب وإدراج..
ومن مستندهم وجود أحاديث ذكر فيها اسم الجليل منها:
ما رواه ابن الأعرابي في معجمه : حدثنا عبد الله ، نا حماد بن عبد الواحد الخياط ، نا ميمون بن عبد الله أبو سعيد الزمام ، حدثني سعيد بن عبيد الهنائي ، عن قتادة ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( إذا كان يوم القيامة ، استوى الجليل لفصل القضاء ، يعفو عن الناس عفوا تعجب فيه الملائكة ، حتى إن إبليس الأبالسة ليتطاول رجاء أن تصيبه الرحمة))
وهو حديث ضعيف..
ومنها: حديث كهيل بن علية الأزدي
خرج حديثه الأزدي في المخزون في علم الحديث(ص/ 147) حدثنا عيسى بن سليمان بن عبد الملك الوراق ، ثنا داود بن رشيد ، ثنا عبد الملك بن محمد أبو الزرقاء ، ثنا علقمة بن عبد الله القرشي ، عن القاسم بن محمد عن كهيل بن علية الأزدي وكانت له صحبة قال :
أصيب الناس يوم أحد ، وكثرت فيهم الجراحات ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم « انطلق فقم على الطريق ؛ فلا يمر بك أحد جريح إلا قلت له : بسم الله ، وتفلت في جرحه : باسم الله ، شفاء الحي الجليل من حد حديد ، وحجر تليد ، اللهم اشف لا شافي إلا الله » قال كهيل : فإنه لا يقيح ولا يرم)) .
وقد رواه الحسن بن سفيان وأبو نعيم في المعرفة وابن عساكر في تاريخ دمشق وابن الأثير في أسد الغابة ولم يذكروا في روايتهم اسم الجليل ..
وهو حديث ضعيف أيضاً
ومنها حديث أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إذا كان أول يوم من شهر رمضان نادى الجليل جل جلاله رضوان خازن الجنة فيقول لبيك وسعديك ..))
رواه ابن عدي في الكامل في الضعفاء وابن حبان في المجروحين وابن الجوزي في الموضوعات وفيه أصرم بن حوشب كذاب ..
ومنها حديث مكذوب على أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه في فضل فاطمة رواه الآجري في الشريعة وفيه أربعة متروكون!! ثلاثة منهم متهمون بالكذب
ومنها حديث رواه أبو نعيم في الحلية وابن النجار في تاريخه من طريق أويس القرني عن عمر بن الخطاب عن علي مرفوعاً في دعاء ورد فيه اسم (الجليل) وفيه الحسين بن داود البلخي كذاب يضع الحديث..
ومنها أثر عن علي رضي الله عنه رواه ابن أبي الدنيا في الزهد رقم190 من طريق عبدالله بن صالح العجلي -وهو ثقة- عن رجل من بني شيبان عن علي رضي اله عنه أنه خطب خطبة ورد فيها: (وأوقفتم للتحصيل بين يدي الملك الجليل))
وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل، وللانقطاع-بل الإعضال- بينه وبين علي رضي الله عنه فغالباً ما يكون من صغار أتباع التابعين..
وورد في أثر طويل عن أبي الدرداء رواه الشجري في أماليه وفيه داود بن المحبر وهو كذاب.
كذلك أثر علي رضي الله عنه في تعريف التقوى وهو لا أصل له ..
كما أن العلماء قالوا أن المقصود من الخوف من الجليل
أي من العمل الجليل
فهذا مجموع ما وقفت عليه مما قد يستدل به على تسمية الله بالجليل،
وكلها لا يصح منها شيء، إلا ما يتعلق بالاشتقاق من الصفة وهذا محل خلاف والأظهر أنه لا يشتق من الصفة اسم وإنما يسمى الله سبحانه بما ثبت من أسمائه في الكتاب والسنة وقول الصحابة والإجماع . والله أعلم