الحلقـــــــــــة الرابعة :::
...
..ظلت رانيا طيلة الليل تبكي إلي أن جاء وقت السحر ..
تذكرت رانيا كلام مريم وأن المحن من أجل المجاهدة والصبر
وتذكرت قول الرسول صلي الله عليه وسلم عن الصلاة ( أرحنا
بها يا بلال ) فتوضأت رانيا لتناجي ربها بعد مرور أكثر من شهر
لم تصلِ طيلته القيام ..
أحضرت رانيا سجادة الصلاة و سجدت رانيا باكية ..
يا رب من يرحم ضعفي وعجزي ..
رب أنت قلت "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة
الداعي إذا دعان " وها أنا الآن أصف قدمي بين يديك ..
هل سيشملني عفوك .. يا رب أنا وحدي لا ناصر لي .. لا قريب
لي .. لا مؤيد لي ..
يا رب أنت حسبي وعدتي وأنت نعم المولي ونعم النصير ..
يا رب أنت كافيني مما أنا فيه ..
إلهي ..إن تركتني تسلط علي الأعداء ..إن طردتني فيا بؤسي
والشقاء .. يا من تشاهد أفعالي هل ستسلمني إلي الشيطان لأني
عصيتك ..يا رب اقبلني يا أرحم الراحمين .. اللهم أصلح لي ديني
الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها
معاشي ..وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي ..يااااااااا رب اللهم
لاتعاملني بما أنا أهله فأنا أهل للذنوب والخطايا .. وعاملني بما
أنت أهله فأنت أهل الجود والكرم ..
وظلت طيلة الليل راكعة ساجدة باكية ..
إلي أن نودي لصلاة الفجر ..وإذ بها تشعر براحة
غريبة لم تشعر بها منذ أمد بعيد .. منذ بداية إلتزامها ..
صلت رانيا الفجر ثم غالبها النعاس وهي تردد أذكار الصباح ..
استيقظت رانيا قبل صلاة الظهر بساعة وأكملت أذكار الصباح
ولكن غلبها شيطانها فلم تصلي الضحي .. ظلت حزينة طيلة
الوقت .. فرفضت تناول وجبة الإفطار ..
ويجول برأسها هذه الأبيات
كيف لى أن أُزيل ذا الحجابَ الأصيلَ
صار منّى كبعضي صِـرتُ فيه جليلة
لن أًميط َ غِـطائي رغمَ مُـرِّ الجفاءِ
شَـرعُ ربي دليلي لا هوى الأدعياءِ
ولكن كيف كيف كيف أنزعهُ
كيف اُقصي حجابي بعدَ صدّق ِ المتابِ
كيف أعصي الهى ضلَّ عنِّى جوابِ
من يَـعِـش في الهداية لن يَمِل للغواية
ربِّ ثبت فؤادى وامحو عنِّى الخطايا
ومن ثم قررت عدم مغادرة المنزل ..إلي أن يفرج الله كربها
كانت رانيا قد إعتادت علي الذهاب إلي إحدي صديقاتها وهي
زميلتها في الدراسة ..
كانت تذهب لها بين الحين والآخر وكانت ترغب بأن تكون سببا
لهدايتها ..
وكان والد رانيا ووالدتها لا يعارضان رانيا في ذلك ..
فهي غير ملتزمة ..
بل كانوا يظنون أنها ستكون سببا في تغير رانيا ..
لاحظ والد رانيا عدم خروجها من المنزل طيلة أسبوع ..
ولا حظت والدتها امتناعها عن الطعام ..
ظانين ذلك عندًا منها وضغطًا نفسيًا منها عليهم ..
فعاقبها والدها بأن أخذ هاتفها المحمول ..
وإنقطع الاتصال بين مريم ورانيا .. إلي ذلك اليوم الذي جاءت
فيه بنت خالة رانيا لزيارتها .. فطلبت منها أن ترسل رسالة من
هاتفها
"وحشتيني خالص يا مريم .. معلش يا حبيبتي مش معايا موبايل
ومش هقدر أقابلك بعد كده .. لا تنسيني من صالح دعائك ..اللهم
إني وإن كنت أعصاك إلا أنني أحب من يطيعك فإجعل ذلك قربة لي
عندك .."
وبعد أن أرسلت تلك الرسالة سارعت بمسحها من هاتف بنت
خالتها المحمول ..
تري ما الذي سيحدث .. وكيف سستقبل مريم الرسالة !!
وهل ستتمكن مريم من التواصل مع رانيا !!
هذا ما سنعرفه في الحلقات القادمة ...إنتظرونااااااااا