أعتقد أن شيخ الأزهر لا يعنى بشئون المعلمين ، وإنما اهتماماته خارج هذا النطاق ، ما بين سياسية أيدلوجية دولية ، وما بين انشاء صراع مع التيارات السلفية ، ولا يعلم عن الكادر أو التربوي الذي يدرسه معلمون على باب الإحالة للمعاش لأن هذه الأمور كانت لها حسابات خاصة إبان عصر مبارك ، تقوم على الانتهازية ، وتدمير التعليم ، فضلا عن سيطرة الحكومة على الأزهر متمثلة في وزير الدولة لشئون الأزهر وهو رئيس الوزراء ، وسيطرة وزارة التربية والتعليم على ما تبقى من اختصاصات للأزهر ، ناهيك عن زعران أمن الدولة الذين مسخوا الأزهر ، وحولوه إلى قطاع لأمن الدولة بمشائخه ، ولم يتغير شئ من ذلك حتى الأن باستثناء أمن الدولة التي تلعب من وراء ستار وليس مباشرة ، هذا من ناحية ، والناحية الأخرى أن جميع قيادات الأزهر والافتاء معينة من النظام السابق ، الذي لم يختر شخصا قط على أساس الكفاءة ، بل على أساس الثقة والولاء للنظام الغاشم ، فلا يظنن ظان ، ولا يستغفلنا أحد مدعيا الشرف والنزاهة في قيادات الأزهر ، فهذا قفز على الحقيقة المرة ، فما يقال عن المحافظين والوزراء أتباع النظام السابق الذين مازالوا في مناصبهم بعد الثورة يقال تماما على الأزهر ، فالثورة لم تؤثر في الأزهر إلا من جانب تحكم أمن الدولة فقط ، أما الأنظمة واللاوائح الفاسدة والتبعية البغيضة ، هي نفسها ، فإن جاءكم شهر منحة أو تثبيت ، فلن يكون ناتجا عن إصلاح في الأزهر بل من باب ( وإذا حضر القسمة ) بالنسبة للدولة على العموم
|