إعلام الورثة
ثلاثون عامًا يحاول هو و إخوته بيع أرض ورثوها عن أبيهم ، يجلس الخلاف معهم ليشتت شملهم و يمنع البيع ، صارت الشحناء أخًا قريبًا سكن بيتهم الذي ورثوه أيضًا عن أبيهم الراحل. بيت جمع أجسادهم و فرق شملهم.
لكنه عازم على إتمام البيع هذه المرة لأنه لا يملك المال الذي يتمم به جهاز ابنته و زواجها الذي تأجل للعام المقبل لضيق ذات اليد، لذلك فإن المشتري الجديد لم يكن ليأتي في وقت أفضل.
أتعرفون الورقة الرسمية التي يستخرجونها من المحكمة بأسماء ورثة شخص ميت؟ هذا ما سعى إليه حين استقبل ذلك الصباح . إعلام وراثة باسمه و اسم الأحياء من إخوته ، ورقة تلزمه كي يبيع بها الأرض.
لا لم يشرب الشاي هذا الصباح فقد خشي أن يتأخر و أن ينادي حاجب المحكمة اسمه و هو غير موجود و من معه من الشهود . أمر قد يؤجل استخراج إعلام الوراثة و بيع الأرض. ماذا لو أعرض المشتري عن الأرض بسبب التأجيل ؟
دق جرس شقة أخته و استعجل زوجها ليأتي معه إلى المحكمة كواحد من الشهود.
دعته أخته إلى كوب من الشاي ،
لا وقت لذلك . انتظار ثلاثين عامًا يوشك أن ينقضي ، و هو متلهف لإنهاء الاِنتظار.
في المحكمة تذكر ورقة هامة نسيها في البيت ، فعاد إلى بيته القريب ليحضرها، هناك طالبته زوجته بأخذ الأمور ببساطة و أن لا يرهق نفسه فقد شكا لها بالأمس نغزة أصابت صدره لكنه طمأنها أنه في أحسن حال.
في المحكمة للمرة الثانية افتقد ورقة أخرى ، هذه المرة لف الاِنزعاج محياه ، تساءل لماذا تعطل الخطوات و الأوراق بيع هذه الأرض ؟
الأوراق الرسمية الخاصة بالأرض و بغيرها رهينة لديه لأنه أراد أن يتم البيع و توزيع المال على يده ، لذلك تعين عليه أن يعود لإحضار الوثيقة المهمة و طلب ممن معه أن يؤجلوا الحاجب إن نادى اسمه لحين حضوره.
في المحكمة ، طال انتظار أقربائه لعودته ، لينتبهوا على جمع من الناس على الرصيف المقابل للمحكمة حول رجل ملقى على الرصيف. أجل هو ، ضعف قلبه عن الاستمرار في النزاع فتهاوى في الشارع مغشيًا عليه على بعد خطوات من المحكمة و قد توفاه الله. حمله أقرباؤه في السيارة إلى بيته فأصابت الصدمة أهله بذهول ، فقد فارقهم منذ دقائق سليمًا معافى.
على سريره ، استلقى جثمانه بانتظار من يغسله ، اقترب ابنه منه و لمس يده ، فاستجابت يد الأب و تحركت أصابعه. دقق الابن النظر فلمح عين الأب تطرف ثم لمح المزيد من الحركة في جسمه. أوشك الابن أن ينقض أمر الطبيب الذي وقع شهادة الوفاة و تصريح الدفن ثم أعادته الحقيقة أدراجه ، لقد غادرت الحياة جثمان أبيه ، ما خالجه كان ردود أفعال توشك أن تتلاشى سريعًا.
لا لم يسمع الحاجب ينادي اسمه و لا استخرجوا إعلام الوراثة ذلك ! و إنا لله و إنا إليه راجعون
|