عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 12-07-2011, 05:55 PM
جهاد2000 جهاد2000 غير متواجد حالياً
أحصائى أول مكتبات
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
العمر: 51
المشاركات: 2,512
معدل تقييم المستوى: 19
جهاد2000 will become famous soon enough
افتراضي

الثورة على

الكتالوج الامريكى لمصر

بقلم / محمد سيف الدولة

Seif_eldawla*************


كانت مصر تدار وتحكم منذ عام 1974 ، بموجب كتالوج وضعه الامريكان للرئيس السادات ونظامه ، فالتزم به هو ومبارك من بعده .

ويعتبر هذا الكتالوج هو الدستور الفعلى والحقيقى لمصر ، فله السيادة على دستور 1971 .

و كان الهدف الرئيسى لهذا الكتالوج هو تفكيك مصر التى انجزت النصر العسكرى فى 1973

تفكيكها مسمارا مسمارا، و صامولة صامولة

واستبدالها بمصر أخرى غير راغبة فى مواجهة اسرائيل ، وغير قادرة على ذلك ان هى رغبت .

فامن اسرائيل ، هو الفلسفة والغاية التى من اجلها تم تصنيع مصر الجديدة ، مصرعلى الطريقة الامريكية .

ولهذا الكتالوج المقدس ، خمسة ابواب ، نستعرضها معا بابا ، بابا :



الباب الاول :



 هو ابقاء سيناء رهينة ، بحيث يمكن لاسرائيل ان تعيد احتلالها فى اى وقت تشاء خلال ايام .

 وذلك بهدف وضع أى نظام مصرى تحت تهديد وضغط مستمر ، يجعله يفكر الف مرة قبل ان يقدم على اى سياسة او خطوة تغضب

منه الولايات المتحدة واسرائيل .

كيف فعلوا ذلك ؟

 فعلوها من خلال الترتيبات الامنية القائمة فى سيناء بموجب اتفاقية السلام ، والواردة فى الملحق الامنى ، والتى بموجبها تم

تقسيم سيناء الى شرائح طولية موازية لقناة السويس اسموها من الغرب الى الشرق ( ا ) و ( ب ) و (ج) ، وسمح لمصر بوضع قوات

مسلحة فى المنطقة ( أ ) فقط ، وبتعداد 22 الف جندى فقط أى ما يوازى ربع عدد القوات التى عبرنا بها فى 1973 ، بعرق جبيننا وبدم

شهدائنا ، والتى قبل الرئيس السادات اعادتها مرة اخرى الى غرب قناة السويس فى اتفاقيات فض الاشتباك الاول الموقعة فى 18

يناير 1974

 اما المنطقة ( ب) فمحظور وضع اكثر من 4000 جندى حرس حدود فقط مسلحين باسلحة خفيفة .

 وفى المنطقة ( ج ) بوليس مصرى فقط

 وتراقبنا على اراضينا ، قوات اجنبية موجودة فى سيناء فى قاعدتين عسكرتين فى شرم الشيخ والجورة ، بالاضافة الى 31 نقطة

تفتيش اخرى .

 وهى قوات غير خاضعة للامم المتحدة ، يطلقون عليها قوات متعددة الجنسية ، وهى فى حقيقتها قوات وحيدة الجنسية تقريبا ،

حيث ان 40 % منها قوات امريكية والباقى قوات حليفة لها من حلف الناتو وامريكا اللاتينية . والقيادة دائما امريكية .

 هذه هى خلاصة التدابير الامنية فى سيناء ، والتى تحول دون قدرتنا على الدفاع عنها فى حالة تكرار العدوان الصهيونى علينا ،

على الوجه الذى حدث فى عامى 1956 و1967 .

 ان هذا الوضع هو بمثابة " طبنجة " موجهة الى راس مصر طول الوقت .

 وهى طبنجة مستترة ، غير مرئية للعامة ، العدو لا يعلن عنها ، والنظام ينكر وجودها ، ولكنه يعمل لها ألف حساب ، بل أصبح الآن

يستمرئها و يتوافق معها.

هذا هو الباب الاول فى كتالوج حكم مصر

الباب الثانى

:
 جاء هذا الباب لتجريد مصر من المقدرة على دعم اى مجهود حربى جديد على الوجه الذى حدث قبل واثناء حرب 1973 .

 فلقد اكتشفوا ان وراء نصر اكتوبر قوة اقتصادية صلبة هى القطاع العام المصرى الذى استطاع ان يمول الحرب ، فقرروا تصفيته .

 أى أن بيع القطاع العام او الخصخصة كما يقولون ، والذى تمارسه الادارة المصرية بنشاط وحماس منذ 1974 وحتى الآن ، ليس مجرد

انحياز الى القطاع الخاص أوالى الفكر الراسمالى ، وليس قرارا سياديا صادر من وزارة الاقتصاد المصرية ، وانما هو قرار حرب صادر من

وزارة الخارجية الامريكية ، الزمت به الادارة المصرية ، فالتزمته .

 وكان صندوق النقد الدولى والبنك الدولى وهيئة المعونة الامريكية هى آليات الضغط والتنفيذ لاتمام هذه المهمة .

 واستبدل دور القطاع العام فى دعم المجهود الحربى ، بمعونة عسكرية امريكية سنوية لمصر مقدارها 1.3 مليار دولار ، يعتمدها

الكونجرس فى ميزانيته فى مارس من كل عام ، مقابل 2.4 مليار لاسرائيل .

 وبهذه الطريقة ضمنوا ضبط الميزان العسكرى لصالح اسرائيل ، والاحاطة الدائمة بقدراتنا العسكرية ، والتحكم فيها من خلال الخبراء

وقطع الغيار وخلافه.

 ان صدور قانون الانفتاح الاقتصادى فى مارس 1979 بعد شهرين من اتفاقية فض الاشتباك الاول ، وقبل انسحاب القوات الصهيوينة

من سيناء ليس صدفة .


كان هذا هو الباب الثانى فى كتالوج حكم مصر .



الباب الثالث :



 وهو الباب الذى ينظم الحياة السياسية فى مصر ، فيرسم الخطوط الحمراء والخضراء ، ويحدد معايير الشرعية ومحاذيرها ، ويحدد من

المسموح له بالعمل السياسى والمشاركة فى النظام من الحكومة والمعارضة ، ومن المحجوب عن الشرعية والمحظور من جنتها .

 وفى هذا الباب تم وضع الشرط الامريكانى الاساسى بل والوحيد لحق اى مصرى فى ممارسة العمل السياسى ، وهو شرط

الاعتراف باسرائيل وحقها فى الوجود ، والقبول بالسلام والتعايش معها .

 وعلى ذلك فان اى جماعة او حزب لا تقبل الاعتراف باسرائيل ، يحظر عليها المشاركة فى العملية السياسية .

 وتم صياغة ذلك بتاسيس نظام حزبى صورى ، مكون من عدد محدود من الاحزاب على راسها دائما حزبا واحدا يستاثر بالحكم

وبالسلطة ، يسمى بحزب مصر او الحزب الوطنى أو اى اسم ، ولكن بشرط ان يكون فى الصلب من برنامجه ما يفيد ان السلام خيار

استراتيجى .

 والسلام كما نعلم هو الاسم الحركى لامن اسرائيل

 وعلى ذلك فان الالتزام الرئيسى لأى حزب حاكم فى مصر يجب ان يكون هو : " امن اسرائيل خيار استراتيجى "

 لقد وضع الامريكان هذا الباب فى الكتالوج خوفا من ان ياتى خليفة لانور السادات ينقلب على السلام مع اسرائيل كما انقلب هو

على سياسة عبد الناصر بسهولة فائقة .

 ليس ذلك فحسب ، بل بلغت بهم الدقة فى تفكيك مصر القديمة ، مصر المعادية لاسرائيل ، ان قرروا منع العمل السياسى فى

الجامعات المصرية .

 وذلك بسبب ما رصدوه من دور الحركة الطلابية فى اعوام 1971 و72 و73 فى الضغط على السادات للتعجيل بقرار الحرب ، وما

رصدوه ايضا من دور الجامعة والحياة الطلابية فى تربية واعداد وصناعة اجيال وطنية تعادى امريكا واسرائيل .

 فقرروا اغلاق المصنع الوحيد فى مصر الذى ينتج شبابا وطنيا ، مسيسا ، واعيا بحقائق الامور .

 ولم تكن صدفة ان تصدر اللائحة الطلابية التى تمنع العمل السياسى فى الجامعات عام 1979 ، فى ذات العام الذى وقعت فيه مصر اتفاقية السلام مع اسرائيل .

 ولقد ساعدهم على كل ذلك طبيعة النظام السائد فى مصر والذى يضع كل السلطات فى يد رجل واحد هو رئيس الجمهورية ، الذى

يحكم البلد الى ان يموت ، ويفعل بها هو وحاشيته ما يريد ، ويبطش بلا هوادة بكل معارضيه .

كان هذا هو الباب الثالث فى كتالوج حكم مصر .

* * *

الباب الرابع :


 اما هذا الباب فكان هدفه بناء وتصنيع طبقة من رجال الاعمال المصريين موالية وتابعة للولايات المتحدة وصديقة لاسرائيل

 طبقة تتبنى المشروع الامريكى وتدافع عن النظام الجديد وتحميه ضد باقى طبقات الشعب و فئاته .

 طبقة تدافع عن السلام مع اسرائيل وعن التبعية لامريكا ، وترتبط مصالحهم معا بروابط التوكيلات والتجارة والبيزنس .

 ولقد تم تصنيع هذه الطبقة باموال المعونة الامريكية الاقتصادية البالغة 800 مليون دولار سنويا منذ 1975 ، والتى تقلصت فقط فى

السنوات الاخيرة .

 فقامت هيئة المعونة الامريكية بالتعاقد مع مئات من الافراد والشركات على مئات المشروعات وبتسهيلات هائلة وصلت فى بعضها

الى اقراضهم بفائدة مؤجلة 1.5 % بأقل عشرة مرات عن الفائدة السائدة فى البنوك المصرية.

 وتمت المهمة بنجاح وتم تصنيع طبقة المصريين الامريكان ، وهى التى تملك مصر الآن وتديرها ، وهى التى تعقد اتفاقيات البترول

والغاز و الكويز والسياحة مع اسرائيل ، وهى التى ادخلت الشتلات الزراعية الاسرائيلية الى مصر وصدرت الاسمنت الى الجدار العازل هناك ، وما خفى كان اعظم .

 وهى الان تمتلك عدد من الصحف و القنوات الفضائية والجمعيات الاهلية ، وتوجه ما يصدر من تشريعات برلمانية . ومن رجالاتها تتشكل كل عام بعثات طرق الابواب التى تحج الى امريكا كل عام لتصون العلاقات وتعقد الصفقات ، وتسجل التعليمات .

 أما عن باقي الشعب المصرى فلقد وضعه الكتالوج فى القوائم السوداء ، فتم استبعاده وحصاره بالشقاء المستمر والبطالة وربطه

فى طواحين الجرى وراء الاحتياجات المعيشية ، بعد أن تخلت الدولة عنه ورفعت يدها من قيادة التنمية فى البلاد بأمر من الأمريكان

ومؤسساتهم الاقتصادية الدولية .

 فخلت لهم الساحة ، وانفردوا بالبلد وبمقدراته وبمصائره .

كان هذا هو الباب الرابع من الكتالوج

الباب الخامس :

 اما الباب الخامس والاخير فى الكتالوج الامريكى لحكم مصر ، فهو يتناول كل خطط عزل مصر عن الامة العربية والاسلامية ، وضرب

اى جماعة او فكرة او عقيدة او ايديولوجية تعادى المشروع الامريكى الصهيونى .

 ولقد وضع الاساس القانونى لهذا الباب فى المادة السادسة من معاهدة السلام التى نصت صراحة على اولوية هذه المعاهدة عن

اى التزامات مصرية سابقة عليها ، وبالذات اتفاقيات الدفاع العربى المشترك .

 كما ألزمت مصر فى نفس المادة بعدم الدخول فى اى التزامات جديدة تتناقض مع احكام ونصوص المعاهدة الاسرائيلية .

 وكانت الخطوة التالية هى تشكيل جيش من المفكرين والكتاب والصحفيين والاعلاميين ، مهمته توجيه مدفعية فكرية ثقيلة ، الى كل

ما هو عربى وكل ما هو اسلامى وكل ما هو وطنى او تقدمى

 جيش مهمته تجريد مصر من هويتها التاريخية والحضارية بصفتها جزءا من كل عربى اسلامى فى مواجهة مشروع استعمارى

امريكى صهيونى .

 وكان المستهدف فى هذا الباب هو وعى الناس ومعتقداتهم ، من حيث هما خط الدفاع الاخير والاصلب عن الوطن .

 وافتتح الهجوم توفيق الحكيم عندما كتب فى منتصف السبعينات مقالا بعنوان حياد مصر ، طالب فيه بان تقف مصر على الحياد بين

العرب واسرائيل ، كما وقفت سويسرا على الحياد فى الحرب العالمية الثانية ، وانضم له فى الهجوم لويس عوض وحسين فوزى ،

وبدأوا حملة على عروبة مصر وعلى ما اسموه بالغزو العربى الاسلامى ، ونادوا بالفرعونية وبحضارة 5000 سنة ، وبالروابط التاريخية

بيننا وبين اليهود ...الخ

 ونجح للتصدى لهم حينذاك ، نخبة من اشرف الكتاب الوطنيين على راسهم احمد بهاء الدين ورجاء النقاش . ولكنهم ما زالوا بيننا ،

ينشطون مع كل اعتداء جديد على الامة . نشطوا فى العدوان الاخير على غزة ، وفى العدوان على لبنان 2006 ، و فى الاحتلال

الامريكى للعراق 2003 ، و فى الانتفاضة الفلسطينية 2000 ، و مرات كثيرة اخرى ، كلما يكون مطلوب التغطية على موقف الادارة

المصرية .

* * * * *

 كان ذلك هو الكتالوج الامريكى بأبوابه الخمسة الذى كان يحكم مصر:

1) رهن سيناء

2) تصفية القطاع العام

3) نظام سياسى أبدى يعترف باسرائيل ويسالمها .

4) طبقة رأسمالية تابعة لامريكا وصديقة لاسرائيل ، مع استبعاد باقى الشعب واستنزافه .

5) وأخيرا عزل مصر عربيا .

* * *

ولقد قاد مبارك ونظامه جريمة تفعيل وتسييد هذا الكتالوج على ارض مصر ، مستخدما كل وسائل القهر والتنكيل ضد شعبنا الطيب وقواه الوطنية .

وذلك فى مقابل صك امريكانى يتركه يحكم البلاد هو وعائلته الى أبد الآبدين .

وبعد أن تصوروا أن الأمر قد استقر واستتب لهم ، وانهم قد جرفوا مصر تماما من كافة أشكال الوطنية والمقاومة .

فاجأهم الشعب الكريم

فأطاح بكتالوجهم وبشرعيتهم وباستقرارهم .

و حدد منذ لحظات الثورة الاولى هدفه الواع العميق فى أن :

(( الشعب يريد إسقاط النظام ))

* * *

وبالفعل اصيب الأمريكان والغرب واسرائيل بذعر شديد من ثورة المصريين ، وكان رد فعلهم الرئيسى ، هو التأكيد ثم التأكيد على ضرورة

الالتزام بمعاهدة السلام مع اسرائيل بصفتها خلاصة الكتالوج الامريكى لمصر .

* * *

ولكن بعد ثورة الحرية باذن الله ، سيسطر الأحرار كتالوجهم الخاص بأنفسهم وبدماء شهدائهم .