السودان الآن مثله كمثل رجل ثري أدخل غرفة العمليات من غير مرض، وجرّاحوه هم أعداؤه، ويرون أنهم الوارثون له، فهم متفقون على موته، مختلفون على تركته، والذي يعمل مبضع الجراح الغربي -الأميركي والأوروبي- على الاستيلاء علي دويلة جنوب السودان ، الولود غير الودود، التي لن تقف عند حد هذه الولادة، بل ستتعداها لتتبعها بولادة دويلات أخرى.
نحن ندرك أن المؤامرة الغربية على السودان كبيرة، ولكننا نؤمن أن الله أكبر وكلمة الحق أقوى، نحن نعلم أن أطراف الصراع هي أميركا وأوروبا، ومعهما الهيئات الدولية (الأمم المتحدة) والاقتصادية (البنك الدولي وصندوق النقد الدولي) والقضائية (محكمة الجنايات الدولية) ومعهما حكام عملاء لهما خونة لأمتهم قد وطئت رقاب الناس تحت أرجلهم، ومعهما أحزاب معارضة لا تقل في عمالتها وخيانتها عن الحكام... ولكننا نستيقن أننا في المقابل معنا سلاح الكلمة الحق من التعبير الصادق والفهم المشرق لهذا الدين،.
وعلى هذا، فإن فصول المؤامرة الغربية على بلاد المسلمين، ومنها السودان، لن تنتهي عندما يقرر الغرب انتهاءها، بل نحن الذي سيقرر ذلك بإذن الله تعالى، وإن غداً لناظره قريب.