عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 05-02-2008, 03:29 PM
الصورة الرمزية adwosey
adwosey adwosey غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 53
معدل تقييم المستوى: 18
adwosey is on a distinguished road
افتراضي الفصل السابع

الفصل السابع

حياة سعيدة .. وفراق حزين

أحداث الفصل :


عاش (قطز وجلنار) فى بيت سيدهما الشيخ غانم المقدسىّ حياة سعيدة مطمئنة ، فقد أحبهما وأنزلهما من نفسه منزلة كبيرة وعلمهما اللغة العربية، وكان يرجو أن يعوضه الله بهما ما فقده فى ابنه الفاسد (موسى) الذى حاول إصلاحه بكل ما يملك فلم يوفق.
وردت الأنباء بموت (جنكيز خان) ورجوع التتار إلى بلادهم، ففرح الناس بذلك فرحاً عظيماً لأن الله كفاهم شر أولئك الغزاة المتوحشين.
ثم جاءت الأنباء بموت السلطان جلال الدين قتيلا فى جبل الأكراد، فمن الناس من شمت بموته لما ارتكبه فى بلاد الملك الأَشرف من فظائع وحشية، ومنهم مَنْ حزن عليه لما قام به هو وأبوه من جهاد لصد التتار عن بلاد الإسلام.
أما (قطز وجلنار) فكان حزنهما شديدا لموت السلطان، فقد أيقنا أنهما سيبقيان إلى الأبد عبيداً، ولم يخفف عنهما إلا ما كانا يجدانه من مولاهما الشيخ غانم المقدسي من حسن رعاية وإكرام.
وبعد عشر سنوات من إقامتهما فى بيت الشيخ غانم بلغ قطز مبلغ الرجال وبلغت جلنار مبلغ النساء وتوطدت العلاقة بينهما فصارت ألفة، ثم حبا ، وغراماً والشيخ غانم وزوجته يرعيان هذا الحب الطاهر النبيل، ويعدان الحبيبين بالزواج حينما يبرأ الشيخ غانم من مرضه.
اشتد المرض بالشيخ غانم، وطال، فأوصى بجزء من ماله لهما، كما أوصى بعتقهما عند وفاته ولكن موسى الابن العاق لوالده، كان يكدر على الحبيبين سعادتهما، وخاصة بعد أن ازدادت غيرته من قطز عندما انفرد بثقة أبيه وسلمه مقاليد خزائنه وإدارة أمواله أثناء مرضه، فكان يتوعَّده ويتهدده، وقطز لا يأبه له.
ولم تسلم (جلنار) من مضايقاته والتعرض لها ومغازلتها، وقد استغل مرض أبيه، وصار يشرب الخمر فى القصر مع ندمائه، حتى ضجت أمه، ولما أمرته بالخروج رفض أمرها، وهم أن يضربها لولا أن دفعه قطز عنها.
مات الشيخ غانم، وحزن الجميع عليه ما عدا ابنه موسى الذى زاد فجوره، واعتداؤه على قطز بالسب والضرب، وقطز صابر إكراماً لوالده الراحل، وانتظاراً لانتهاء أيام العزاء فيبرحان القصر حيث يتزوجان ويعيشان سعيدين حرين كما أوصى مولاهما الفقيد.
لكن (موسى ) نجح فى إلغاء الوصية، دون علم أحد، ودبر مؤامرة لبيع ( جلنار) لتاجر مصرى رغما عن أمه التى حاولت أن تستردها بدفع أكثر مما دفع المشترى فلم تفلح.
كانت لحظة الفراق بين الحبيبين قاسية عليهما وعلى الأم التى عرضت على قطز أن تعتقه ليكون حرا، ولكنه رفض تركها. وعندما خشى من أن يتحرش به موسى فيرد عليه فتغضب الأم. قالت له لن أغضب لموسى منك. ولو قتلته لأرحتنى منه. فلم يوافق قطز أن يعتدى على ابن مولاه الذى أكرم مثواه.
مضى قطز إلى صديقه (الحاج على ) يشكو إليه حاله وهمومه ويأتى إليه موسى ويحاول ضربه بالسوط. فيمسكه قطز ويقول : "لا يمنعنى من البطش بك إلا احترامى لذكرى أبيك" فيلطمه موسى على جبينه، ويسبه ويلعن أباه وجده. وقطز جامد لا يتحرك ولا ينطق .. ثم ينفجر باكيا بعد أن يذهب موسى والحاج على يواسيه حتى يكتشف حقيقة أصله، وتتحقق فراسته فى أنه ليس مملوكا، وأنه من أصل كريم، وظهر ذلك عندما كان يحكى له وقائع السلطان جلال الدين ضد التتار فكان وجهه يتغير مما أكد أنه من أولاده.
ثم يطمئنه الحاج على أنه سيخلصه من موسى، ويجعل سيده (ابن الزعيم) يشتريه من الوصى دون علم موسى. وهنا هدأت نفس قطز وتفاءل خيراً.