عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 05-02-2008, 03:38 PM
الصورة الرمزية adwosey
adwosey adwosey غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 53
معدل تقييم المستوى: 18
adwosey is on a distinguished road
افتراضي الفصل العاشر

الفصل العاشر

لقاء قطز بجلنار، والتقاؤه بالصليبيين
أحداث الفصل :


اشترى الملك الصالح أيوب (قطزاً) ثم وهبه لأحد أمراء مماليكه (عز الدين أيبك) الذى أحبه، ووثق به لصدقه وأمانته وشجاعته، وحاول (عز الدين) أن يقوى بقطز على منافسيه فى السلطة ..

بدأ قطز يبحث عن جلنار بعد وصوله مصر، فأخذ يتصفح وجوه الناس، ويسأل عنها النخاس الذى باعهما فى سوق الرقيق، فلا يخبره إلا عن (بيبرس) الذى أصبح من أتباع (أقطاى) فيذهب إليه قطز، فلا يجده يعرف شيئا عن أخبار ( جلنار ) ، وتنشأ بينهما صداقة قوية على الرغم من اختلافهما فى الرتبة والمزاج والأخلاق.

وثق (عز الدين) بقطز ثقة مطلقة فجعله رسوله الخاص إلى (الملك الصالح أيوب) فى قلعة الجبل، وبينما كان قطز عائدا من هذه القلعة، وتحت مقصورة (شجرة الدر) زوجة الملك الصالح سقطت أمامه وَرْدَاتٌ فى كل يوم وَرْدَة وهو لا يجرؤ أن يرفع عينيه ليرى مصدرها أو راميها، أو حتى التقاطها ، خوفاً من مراقبة الحرس له لاختباره فى مدى أمانته، وخاصة وهو يعرف شدة غَيْرة الملك الصالح على نسائه وجواريه، وقد تشجع قطز يوماً والتقط الوردة الثالثة وأخذ يتأملها، وطافت به ذكريات حالمة حول (جلنار)، ولعلها صاحبة هذه الوردة.. وأخيراً وقع بصره على من رمى الوردة الرابعة فرآها وكانت حبيبة قلبه (جلنار) فابتسمت له ثم اختفت.. ثم كان اللقاء واكتشفت وصيفات القصر سر الحبيبين فوشين إلى شجرة الدر، وتأكدت مِنْ صدق الخبر.. فعاتبت جاريتها، وتوعدتها إذا هى عادت بإخبار السلطان، وطلبت من (عز الدين) أن يتخذ رسولا آخر غير قطز وهكذا حيل بين الحبيبين.

توالت الأحداث عاصفة بعد ذلك فقد أرسل الملك الصالح حملاته لفتح الشام والقضاء على (الصالح إسماعيل) فاستولى على غزة، والقدس ثم دمشق، ولكن صحته ساءت فنقل إلى (دمشق) للاستشفاء بهوائها ومعه زوجته شجرة الدر وجواريها وفيهن (جلنار).

انتهز الصليبيون فرصة مرض الملك الصالح أيوب، فأعدوا جيشاً لغزو مصر بقيادة لويس التاسع مما جعل الشيخ ابن عبد السلام أن يخرج من عزلته ويكتب إلى السلطان بسرعة الرجوع إلى مصر ناسياً الخصومة التى كانت بينهما، ويعود السلطان محمولاً على محفة إلى مصر ليصد هجوم الصليبيين، ولكن الموت يفاجئه أثناء المعركة، وتخفى (شجرة الدر) خبر موته حتى لا تضطرب صفوف المسلمين، ثم تقوم بتدبير الأمور حتى يأتى (توران شاه) ، واستمرت مقاومة المصريين مدة شهرين، وظهرت بطولاتهم الرائعة، حتى تسرب خبر وفاة السلطان للأعداء، فقويت نفوسهم، وتمكن قائدهم (الِكنْد دَاْرتُوا) من مفاجأة المسلمين فى المنصورة، وقتلوا قائدهم (الأمير فخر الدين )، حتى وصلوا إلى السدة الخارجية لقصر السلطان..

حدثت مبارزة رهيبة بين قطز و (الِكنْد دَاْرتُوا) أظهر فيها قطز شجاعة نادرة حتى أرداه صريعاً بعد أن كاد يقتل بيبرس، وامتلأ فناء القصر بجثث الأعداء وقد أعجبت شجرة الدر ونساء القصر ببطولة قطز وكن يشهدن هذه المبارزة ومعهن (جلنار) التى لحظتها الملكة وهى لا تحول عينيها عن المملوك الشاب فاستغربت ذلك وودت أن تسألها لو لم يشغلها اهتمامها بمصير المملكة عن مثل هذا السؤال.

فى ذلك الوقت وصل ملك فرنسا (لويس التاسع) بعد قتل أخيه (الِكنْد دَاْرتُوا) وصمم على الانتقام، ولكن المسلمين غلبت عليهم حمية الإسلام، وجمعوا صفوفهم، حتى مزقوا صفوف الأعداء، وقدم (توران شاه) السلطان الجديد، ففرح به المسلمون، وقويت شوكتهم، واستولوا على سفن كثيرة للعدو وحاصروهم حتى ضاقت نفوسهم فأحرقوا مراكبهم، وضربوا بيوتهم بأيديهم وأيدى المؤمنين، وولى أسطولهم فراراً معهم، وأُسر عدد كبير منهم على رأسهم ملكهم (لويس التاسع).