عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 05-02-2008, 03:49 PM
الصورة الرمزية adwosey
adwosey adwosey غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 53
معدل تقييم المستوى: 18
adwosey is on a distinguished road
افتراضي الفصل الثالث عشر

الفصل الثالث عشر

قطز يتولى الملك ويستعد لغزو التتار
أحداث الفصل :


أخذ (بيبرس) يحرض بعض ملوك المسلمين على غزو مصر للانتقام من قتل سيده أقطاى على يد المعز وقطز، ولكنه هزم ورجع خاسراً، حتى عاد خطر التتار على البلاد الإسلامية بقيادة (هولاكو) فخربوا بغداد وهتكوا الأعراض وأغرقوا كتب التراث وجعلوها جسراً مرت عليه خيولهم، وبلغ عدد القتلى من المسلمين حوالى مليونين!!..
أخذ قطز يطمئن الناس حتى لا ينتشر بينهم الذعر من فظائع التتار، وخاصة أن بعض ضعاف النفوس من الملوك ساعدوا التتار على إخوانهم المسلمين، مثل الأمير بدر لؤلؤ صاحب الموصل والملك الناصر صاحب دمشق..
وجاء دور قطز ليحمى حمى الإسلام بالانتقام من التتار، وعقابهم على جرائمهم الوحشية فى أسرته وتمثلت له ذكريات خاله (جلال الدين ) وجده (خوارزم شاه) ، وتذكر رؤياه للنبى فى المنام. فأخذ يستثير شيخه (ابن عبد السلام) فأشار عليه بخلع السلطان الصغير الفاسد ليستقل هو بالسلطة، ويتمكن من حماية الإسلام من خطر التتار نفذ قطز ذلك ثم ناقش الأمراء واقتنعوا به سلطانا يتولى عرش مصر.
كتب بيبرس إلى قطز يسأله الصفح ويطلب منه أن يقبله فى خدمته ليشد من أزره فى قتال التتار ويفرح قطز بعودة صديقه القديم، ويستقبله فى مصر ويبالغ فى إكرامه ليستل من صدره حقده القديم على قتل سيده (أقطاى)، وينتفع بقوته وذكائه فى جهاد أعداء الإسلام.
وأظهر بيبرس إخلاصه أول الأمر، ولكن زملاءه المماليك أو غروا صدره، وذكروه بثأر رئيسهم (أقطاى) ، فصادف ذلك هوى فى نفسه، ولكنه أوصاهم بالكتمان إلى حين..
بدأ قطز يستعد لحرب التتار بتقوية الجيش وإعداد الأسلحة وتدبير المال، فوجد المال لا يكفى، فأفتاه الشيخ ابن عبد السلام فتواه الجريئة، بوجوب أخذ الأموال من الأمراء وأملاكهم حتى يتساووا مع العامة فى ملابسهم ونفقاتهم، بعد ذلك يجوز الأخذ من أموال العامة.

ويجد قطز صعوبة فى تنفيذ هذه الفتوى على الأمراء لا متناعهم عن تنفيذها، ولتحريض بيبرس لهم، فيناقش بيبرس ويحاول إقناعه بكل الوسائل حتى يعاهده بشرفه ودينه على أن يقاتل معه أعداء الإسلام حتى ينتصر عليهم أو يقتل دونه. وعلى أنه لا يعين الأمراء عليه ولا يعينه عليهم.

ثم أخذ قطز يناقش الأمراء بالحجة واللين ليتنازلوا على ما يزيد عن حاجتهم، فيراوغونه ، فيعطيهم المثل من نفسه ويبدأ بتنازله عن أمواله، ولكنهم لا يستجيبون ، فيمهلهم ساعة ليصلوا إلى قرار وفى أثناء ذلك صادر أموالهم للمصلحة العامة، ودخل عليهم قائلا : انصرفوا إلى بيوتكم فقد نفذ أمر الله فيكم، وسجن رؤساءهم وترك الباقين.. ولما لم يجد أموالهم تكفى لتقوية الجيش فرض ضرائب على العامة، ثم أنشأ ديوانا للتعبئة والإعداد للجهاد فى سبيل الله.

جاء رسل التتار إلى (قطز) مهددين متوعدين فاستشار الأمراء فى أمرهم فبعضهم رأى مهادنتهم وقبول دفع الجزية لهم، وهنا يغضب قطز غضباً شديدا، ويأمر بإحضار الرسل والطواف بهم فى المدينة ثم قتلهم واحداً واحداً، وتعليق رءوسهم على (باب زويلة) ، واستبقى واحداً منهم ليشاهد استعراضاً ضخماً لفرق الجيش المصرى ومعداته القوية حتى يخبر التتار بكل هذه القوة فيلقى الرعب فى قلوبهم.

رأى قطز بعد أن أقام جبهة داخلية قوية لصد التتار، أن يقيم جبهة خارجية كذلك، فأرسل إلى ملوك الشام ليستعدوا لقتال الأعداء، وهددهم ، بأن من يعاون الأعداء سيورث بلاده لمن هو أحق بها ممن قاتل التتار، ومن لم يستطع منهم الوقوف فى وجههم، واضطر إلى النجاة بنفسه فعليه أن يأتى إلى مصر حيث يجد الحفاوة والتكريم.