عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 19-07-2011, 07:17 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي





أولا: النهي عن الغلو والإطراء في مدحه صلى الله عليه وسلم:
الغلو: تجاوز الحد – يُقال: غلا غلوًا، إذا تجاوز الحد في القدر، قال تعالى: (لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ) النساء: 171، أي تجاوزوا الحد.
والإطراء: مُجاوزة الحد في المدح والكذب فيه – والمراد بالغلو في حق النبي صلى الله عليه وسلم: مجاوزة الحد في قدره بأن يرفع عن مرتبة العبودية والرسالة ويجعل له شيء من خصائص الإلهية، بأن يدعى ويستغاث به من دون اللّه ويحلف به.
والمراد بالإطراء في حقه صلى الله عليه وسلم: أن يُزاد في مدحه – فقد نهى صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله تعالى: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم – إنما أنا عبد، فقولوا: عبد اللّه ورسوله»
[1]، أي لا تمدحوني بالباطل ولا تجاوزوا الحد في مدحي كما غلت النصارى في عيسى عليه السلام، فادَّعوا فيه الألوهية، وصفوني بما وصفني به ربي عز وجل، فقولوا: عبد اللّه ورسوله. «ولما قال له بعض أصحابه: أنت سيدنا: فقال: السيد اللّه تبارك وتعالى ولما قالوا: وأفضلنا وأعظمنا طولا، فقال: قولوا بقولكم أو بعض قولكم، ولا يستجرينكم الشيطان»
[2]، وقال له ناس: يا رسول اللّه، يا خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا، فقال: «يا أيها الناس قولوا بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد عبد اللّه ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني اللّه عزّ وجل»
[3].فقد كره صلى الله عليه وسلم أن يمدحوه بهذه الألفاظ: أنت سيدنا – أنت خيرنا – أنت أفضلنا – أنت أعظمنا، مع أنه أفضل الخلق وأشرفهم على الإطلاق – لكنه نهاهم عن ذلك ابتعادًا بهم عن الغلو والإطراء في حقه وحماية للتوحيد، وأرشدهم أن يصفوه بصفتين هما أعلى مراتب العبد، وليس فيهما غلو ولا خطر على العقيدة، وهما: عبد اللّه ورسوله، ولم يحب صلى الله علييه وسلم أن يرفعوه فوق ما أنزله اللّه عزّ وجلّ من المنزلة التي رضيها له، وقد خالف نهيه صلى الله عليه وسلم كثير من الناس، فصاروا يدعونه ويستغيثون به ويحلفون به ويطلبون منه ما لا يطلب إلا من اللّه كما يُفعل في الموالد والقصائد والأناشيد، ولا يميزون بين حق اللّه وحق الرسول صلى الله عليه وسلم.
يقول العلامة ابن القيم في النونية:
للّه حـق لا يـكـون لـغـيره … ولعبده حق هما حـقـان
لا تجعلوا الحقين حقًا واحدًا … من غير تمييز ولا قربان



__________________
رد مع اقتباس