اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مدرس علي ما تفرج
قلق القمــــــرـر
القمر وحدة يتصدر المشهد في نافذتي !
حتى بعد أن نثرت الشمس خيوطها الذهبية داخل غرفتي
تري لما القمر مازال معلقاً في السماء !
يبدو حزيناً شارداً كمن يبحث عن شيء !
لماذا لا يذوب في تلك الخيوط الذهبية كعادتة .............
ما أروع دائرتة الفضية في المساء حين تتناثر حولة النجوم كعقد انفرطت حباتة
أما في هذا الصباح فيبدو لونه شاحباً باهتاً كما لو كان أمراً قد أهمه
تري هل يشاطرني قلقي
فأنا لم انم منذ ليلة البارحة
*** كنت عائداً من عملي عندما سألتني عن العنوان المكتوب في ورقة صغيرة تحملها
كان العنوان يحمل اسم الشارع الذي اقطنة كان صوتها رقيقاً وهادئاً يحمل في نبراتة أنوثة ناعمة رددت عليها قائلاً
- أنا اسكن في نفس الشارع
- هل تود مساعدتي
- بكل سرور
- هل يمكنك أن تدلني عن هذا العنوان
- يمكننا أن نذهب سيراً علي الأقدام فالمكان ليس بعيداً
طوال الطريق شعرت أن كل المارة يحدقون في ربما لأنني لأول مرة أسير في الشارع بصحبة امرأة وأيه امرأة فهذا الحسناء التي أسير برفقتها قادرة علي أن تخلب لب كل من يشاهدها
فهي أشبه بملاك جميل حل علي الأرض ليملاءها نوراً
ملامحها الرقيقة والدقيقة تزيدها روعة وعيناها البنيتان تشعان نوراً يكسبان ملامحها وسامة و.........
وقبل أن أطلق لخيالي العنان لوصف تلك الفاتنة التي تصحبني جاءني صوتها الرقيق
- أخشي ألا أكون قد عطلتك عن أعمالك سيدي
- أي أعمال فأنا ذاهباً إلي منزلي وهو في نفس العنوان الذي تحملينة
ولكن علي الرغم من تلك الملامح الرقيقة والتي تشبه نجوم السينما فقد كانت شاردة يكتسي وجهها الملائكي بالحزن
تري لماذا تبدو حزينة لابد أن اسألها عن سبب حزنها وعن اسمها أيضاً فهذه فرصة لن تعوض فأنا لم اعتد علي صحبة امرأة في الطريق كل يومً ........
- هل تبقي كثيراً لكي نصل إلي العنوان
- ليس كثيراً عند نهاية هذا الشارع .. هل تودين زيارة احد أقاربك
- والدتي
وقبل أن اعلق
- والداي منفصلان منذ كنت صغيرة , وكل منهم تزوج , أما أنا فأنا أعيش عند جدتي والدة أبي هي التي ربتني وتعطف علي ونحن نعيش في بلد أخر وقد قررت أن ازور والدتي بعد أكثر من عشر سنوات لم أراها
قلت مبتسماً
- لابد وأنها ستجد صعوبة في تذكر ملامحك قولتها
ولم اسمع بالتحديد ما قالتة فقط سمعتها تتمتم ببضع كلمات
ثم أردفت قائلاً
- لماذا تذكرتي أن تزوريها بعد كل تلك السنوات
- أنا لم أشاء زيارتها تحديداً أو حتي زيارة والدي فكل منهم مشغول بأبناءة
وقبل أن اعلق بادرتني قائلة
- جدتي أصبحت طاعنة في السن وأبي يريد أن يطمئن علي قبل وفاتة هكذا يدعي لذا فهو يريدني أن أتزوج
لا ادري لماذا لم اشعر بالارتياح لجملتها الأخيرة
- معه حق فأي شخص مكانة لا يرغب أن يترك أبنتة وحيدة في هذا العالم خاصة لو كانت جميلة مثلك
شعرت أن جملتي تلك ذادتها حياء فلم تزد علي قول
- أشكرك علي هذه المجاملة الرقيقة ولكن
وقبل أن تكمل كلامها شعرت بغصة في كلامها كما لو كانت علي وشك البكاء
- هل هناك شيء ما يحزنكِ
- وما هو الشيء الذي لا يجعلنا نشعر بالحزن والآسي في هذا العالم
- هل تسمحين لي بأن أتطفل عليكي وأسالك ما الذي يجعلك حزينة
- لا عليك لا أريدك أن تحمل همي فأنت لا ذنب لك
- لكي تستطيع السفينة أحياناً أن تكمل رحلتها في عرض البحر وسط الأمواج العاتية تقوم بالتخلص من بعض أحمالها
ابتسمت قائلة
- وما ذنب البحر في ذلك
- لأنه البحر
- لم اعتد علي أن أشارك الآخرين همومي
- جربي
- في حقيقة الأمر أبي يريد أن يزوجني من شريكة في العمل فهو رجل أعمال ويرغب في توسيع أعمالة لذا فهو لمح لي أكثر من مرة عن رغبة شريكة هذا في الارتباط بي
- وماذا قولتي له
- لم أعطه جواباً
- وهل ضغط عليكي
- لا لم يفعل هذا فهو يخشى غضب جدتي فهو ينتظر أن يرثها فهي سيدة ثرية ويخشى أن تكتب كل أموالها لي لذا فهو لم يضغط علي فقط هو كثير الكلام عن صديقة وعن دماثة أخلاقة وعن شبابة الدائم وهكذا
- ولماذا لم تخبري والدتك بما يحدث
- أنا أتيت هنا لأخبرها ولو وافقت علي أن أقيم عندها وان اعمل في شركتها التي تملكها هي وزوجها سأفعل ذلك علي الفور
- هذا شيء جيد
- لقد طلبت جدتي أن افعل هذا قالت اذهبي إلي والدتك حتي تستريحي من إلحاح والدك
- يبدو أنها سيدة حسنة التصرف
- إن جدتي لديها خبرة حياتية كبيرة
وقبل أن اصل إلي البناية التي تقطن فيها والدتها وقفت قليلاً
- ها هو البيت الذي تقطن فيه والدتك
أخذت تنظر إليه نظرات طفلة تائهة وجدت بيت أهلها بعد عناء
- أشكرك سيدي علي أدوارك العديدة التي قمت بها من اجلي
- عن ايه ادوار تتحدثين
- دور الرفيق في رحلة البحث عن عنوان والدتي ودور البحر
ما أن انتهت من جملتها الأخيرة حتي ارتفع صوتنا بالضحك
- أتعلمين شيء لقد تعرفت علي حياتك الشيقة تلك قبل أن اعرف اسمك
- لقد أخذنا الكلام بعيداً
- لديك حق يا
- نورا اسمي نورا
- اسم جميل ومناسب لهذا الوجه الذي يشع بالنور
اكتسي وجهها الجميل بحمرة جميلة ثم أردفت قائلة
- وأنت ما اسمك
- اسمي مصطفي
- عاشت الاسامي والآن هل تسمح لي بأن أتركك لأذهب لأري ما الذي سيحدث في حياتي المليئة بالمتاعب
- كل خير يا نورا لا تقلقي
- أتمني ذلك يا مصطفي
- هل تسمحي لي بأن أعطيكي رقم هاتفي لكي اطمئن عليكي وما الذي سيحدث
وبنفس ابتسامتها الرائعة قالت
- يبدو انك من هواة النكد
ضحكت من كلامها قائلا
- يبدو ذلك
وبعد أن عطيتها رقم هاتفي ودعتني وصعدت سلم العمارة
لم أكن اعلم ما الذي سأفعلة بعد أن تركتها هل أظل مكاني لا أتحرك أم اذهب إلي بيتي أم اذهب لاتمشي قليلا ... يبدو أني فعلت كل تلك الأشياء فلقد ظللت مكاني أسفل العمارة التي تسكن فيها والدة نورا برهة من الزمن ثم مضيت أتسكع قليلا حتي وصلت إلي بيتي وما أن دخلت البيت ظللت واقفا في غرفتي لم أتحرك
ثم ذهبت لأفتح النافذة والتي ظللت أتطلع منها إلي الشارع ثم إلي السماء كانت النجوم التي تشبه آنية من الكريستال وقد تحطمت وتناثرت إلي أشلاء كثيرة مضيئة
وكانت متناثرة بشكل رائع حول القمر الذي يتوسط المشهد في نافذتي
حتي بعد أن أخذت الشمس في الظهور شيئا فشيئا
أما الشارع فقد بدأت المارة التحرك فرادا وجماعات وبدأ ضجيج السيارات يملا الأجواء
حتي لمحتها هناك
كانت ترتدي فستانا ابيض جعلها هذه المرة ملائكاً حقيقاً وكانت بصحبة امرأة يبدو عليها سيدة أعمال وكانا يحملان بعض الأوراق
لا ادري لماذا شعرت برعشة لذيذة تسري في جسدي وقد تحول قلقي إلي رغبة في القفز
رفعت رأسي لأشكر القمر الذي شاطرني قلقي فوجدتة قد ذاب وسط الأشعة الذهبية
يبدو انه ذهب ليستريح بعد كل هذا القلق .
تمتـــــــ
قصة بقلمي
محمود
|
تحياتى لفارس الرومانسية
__________________
النار لاتحرق الا رجل واطيها
اللهم انى اشكو اليك ضعف قوتى و قلة حيلتى و هوانى على الناس انت رب المستضعفين و انت ربى
|