هذا هو ديننا
- الذي أرس قواعد العدل ووضح موازين المساواة بين الناس كل الناس أبيضهم وأسودهم ، أعلاهم وأوضعهم.. كبيرهم وصغيرهم ..أعربهم وأعجمهم ، أغناهم وأفقرهم.. الكل في الميزان سواء.. لا تفاضل بينهم إلا بالتقوى والعمل الصالح فالأتقى قلباً والأرجى عملاً هو الأكرم عند الله تعالي.. وهو المقرب المحمود وأن كان عبد جيشاً ، والأشقي قلباً والأسواً عملاً هو المبعد الطريد وإن كان شريفاً قريشاً .
هذا هو دينناً
- الذي يأخذ الحق للضعيف وينتصر للمظلوم، فلا محاباة لشريف ولا هضما لحق ضعيف ، لا مجاملة لأبيض عربي علي حساب أسود عجمي فالقوي عنده ضعيف حتى يأخذ الحق والضعيف عند
- قوي يأخذ الحق له .
هذا هو ديننا
- الذي راعي في قواعده وأصوله مبدأ الإنسانية وراعي مبدأ العدل في التعامل حتى مع غير المسلمين (ولا يجرمنكم شنآن علي أن لا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون)
- فالناس كلهم إخوة في الإنسانية (إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم).. فليس معنى أنني صاحب مال أو رجل أعمال أو وزير أو أمير إن استعلي علي من هو أجير عندي أو عامل تحت يدي فأحقره أو أظلمة فما هؤلاء العبيد وما أولئك الخدم أو الأجراء إلا أخوانا لنا في الإنسانية.. من دم ولحم وروح وأحاسيس ومشاعر.. كل ما هنالك أن الله حرمهم المال أو الجاه أو السلطان وأعطاه لكم يا أصحاب المال أو الجاه أو السلطان فتنة لكم واختباراً .
وهذا هو ديننا
- صلوات ربي وسلامه عليه الذي كان لا يغضب لنفسه قط.. وإنما يغضب لله.. يغضب إذا انتهكت حرمة من حرمات الله.. أو ضيع فرض من فرائضه.. أو أعيد إحياء أمر من أمورا الجاهلية قد دفنه رسول الله تحت قدمه فيغضب لذلك.. فيحمر وجهه وتنفخ أوداجه وينطلق لسانه ويعلوا صوته موبخا ومؤدبا ثم ناصحا ً وموجها ً (يا أبا ذر أعيرته بأمه إنك امرؤا فيك جاهلية إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم.. الحديث)
هذا هو ديننا
- صلي الله علية وسلم والذي يعلم أنه لا يجوز في حقه أن يؤخر البيان عن وقت الحاجة ، بل أنه يعرف كيف تكون إدارة ألازمة وقد أتاه بلال مظلوماً معيراً بأمة يريد منه أن يأخذ له حقه هذا طرف في القضية.
- ثم الطرف الأخر أبو ذر الغفاري قد تعدي وظلم وعير، وأبو ذر حبيب إلي قلبه ولكن الحق أحب إليه.. ولابد أن يبين وجه الحق في القضية ويرد للمظلوم مظلمته.. وأن يقول للظالم أنت ظالم وفيك من أمور الجاهلية ويقسو عليه لا ليتشفي منه ، بل ليرحمه.
قسا ليزدجروا .. ومن يك حازما .. يقس أحياناً علي من يرحم
- ولو لم يفعل صلي الله عليه وسلم لظل أثرها في نفس بلال مدي حياته ، فما أقسى الإحساس بالظلم.. فنعم المعلم هو صلي الله عليه وسلم ونعم المؤدب ونعم المربي.