هؤلاء هم أصحاب نبينا
- نعم إنهم بشر ، يعتريهم ما يعتري البشر ، يغضبون ويحزنون ويضحكون كما يضحك البشر.. ولكن الفارق الجوهري بينهم وبين سائر البشر إنهم سريعا ً ما يرجعون ويندمون.. وبخطئهم يعترفون.. وإذا ما غضبوا يغفرون.. وإذا ما ذكروا يتذكرون.
- وهذا أبو ذر وهو واحد منهم عندما صوبه النبي خطأه لم يكابر أو يقل هو الذي أخطا في حقي أولا ً.. وإنما كان رد فعله سريعا ً أن وضع خده علي الأرض.. وقال لا أرفعه حتى يطأه بلال بقدمه علي مرأى ومسمع من الصحابة.
- وما كان من رد فعل بلال المعير بأمه من قريب إلا أن عفا ونسى الخطأ في حقه.. وقال ما كان لي إن أطأ وجها سجد لله.
- إنها الأخلاق الرفيعة التي رباهم عليها صاحب أرفع خلق وأسماه محمد صلي الله عليه وسلم.. ويمكنك أن تنظر إلي أبي ذر وتستمع إلي قوله وهو يقول: ساببت رجلا ً فلم يسمى في الحديث الرجل.. وإنما قال رجلا وهو يقص القصة بعد حين من الدهر.. تأدبا مع صاحبه بلال وخوفا ً عليه من أن يحتقره السامع .
- فرضي الله عنهم وأرضاهم وأنعم بهم من جيل اختارهم الله لصحبة نبيه صلي الله عليه وسلم فكانوا خير سلف لمن أراد أن يقتدي بهم .
- وفي الحديث توجيه بليغ لكم يا أصحاب القدرة ويا أصحاب المال ويا أصحاب الملك والسيطرة والسلطان إلي الإحسان والرفق بمن جعلهم الله تحت أيديكم من الخدم والحشم أو الأجراء أو العاملين.. والي عدم الترفع عليهم وعدم تكليفهم مالا يطيقون.. وأيضا عدم تحقيرهم أو إيذائهم لمجرد أنهم فقراء أو أجراء.. وتذكروا يوما ترجعون فيه إلي الله فيقف الكل إمام الله سواء.. وقد نزعت النياشين والرتب ، ليس مع المرء وقتها إلا عمله فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر أشأم منه فلا يري إلا ما قدم.. وينظر أمامه فلا يرى إلا النار فيقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: فاتقوا الله ولو بشق تمرة.