كل انسان وله رأيه الخاص
وليس من حقه ان يفترض انه المنقذ وان رايه هو الصواب
فما بالك بمن يقولون اسفين ياريس, هل نكتب مقالاتهم و نقتنع بها و نؤيدهم
**************************************************
و على العموم يعرف الرجال بالحق و لا يعرف الحق بالرجال
**************************************************
"منقول"
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل الحق و خلق الخلق، الحمد لله صاحب العزة و مذل الجبابرة
و الصلاة و السلام على سيد البشر و خاتم الرسل.
أخوتي في الله. يعلمنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في مواقفه و سلوكه معنى الاستخلاف في الأرض، و معنى الثبات على الحق، ففي لحظة واحدة و كلمات موجزة، و كأنه يقول لمن بعده " تعلموا" و الله لو وضعوا الشمس في يميني و القمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته.
و في آية من كتاب رب العزة تبارك و تعالى " و جاء من أقصى المدينة رجل يسعى، قال يا قوم اتبعوا المرسلين". يا الله ما أبلغ هذه الآيات و كيف تصفع وجوه المداهنين و المتخاذلين. انظروا معي أخوتي كيف يقول رب العزة أن مؤمناً واحدا تحدى كفر و جبروت و عنجهية أهل الكفر " لئن لم تنتهوا لنرجمنكم و ليمسنكم منا عذاب أليم" في المقابل و جاء من أقصى المدينة، لم يكن حاضرا بينهم، بل جاء يسعى و يجاهد و يجاهر بالحق، لم يتخاذل ككثير من أبناء جلدتنا، بل جاء يسعى، جاء و هو يعلم الثمن الذي سيقدمه. و رسول الله من قبل أن تنزل الآيات في دعوته إلى الله قالها لنا، لو وضعوا الشمس في يميني و القمر في شمالي.
هكذا يعرف الرجال أخوتي، ففي نموذجين نتعلم كيف نتصرف في الشدائد، أولهما أمام المغريات، يعرف الرجال بالثبات و لا يتنازلون، و يعرف بأنهم لا ينهزمون و يتحججون ليتغيبوا و يتراجعوا عن الحق.
و يعلمنا الأمام علي رضي الله عنه كيف يقف الرجال في الحق، بل و أكثر عندما يهاجم أتباعه لمجرد تقاعصهم عندما يلومهم كيف يكونون على باطلهم أحرص منكم على حقكم؟؟
و من بعده نرى الإمام عبد الله بن المبارك يخاطب عابد الحرمين بأبياته المشهورة
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك بالعبادة تلعب
ان كنت تخضب وجهك بدموعك فنحورنا بدمائنا تتخضب
" و لاحظوا لم يخاطب فرداً عاديا" بل عابد الحرمين. الله أكبر!! ما بال كثير من خطبائنا يتلونون و يداهنون
ما بال أمتنا، بل ما بالنا نحن استكنا و رضينا بالسكوت!!
أخوتي في الله الخطب جلل ، و الأمر عصيب، و في مثل هذه الأوقات يعلم الرجال بثباتهم على الحق، فلا تكونن أخي ممن قال فيهم الأمام حسن البصري
ادعيتم حب الله و عصيتموه
و لا تعطي الدنية في الدين و الحق، و ارفع صوتك داعيا إلى الحق بوضوح الشمس في كبد السماء،
و هذه دعوة إلى مشايخنا الكرام أن لا تأخذكم في الله لومة لائم، و لايروعنكم من اتخذ اله هواه بالخوف على الوحدة الوطنية و الفتنة، فتستكينوا،
__________________
|