
29-07-2011, 02:11 PM
|
 |
عضو متألق
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2008
العمر: 31
المشاركات: 3,125
معدل تقييم المستوى: 20
|
|
الحلقة الأولى :
إن دون الوصول إلى يحيى سبعة أبواب
لتحميل الحلقة اضغط هنا
فى مساء كل خميس من كل أسبوع كان يعقد فى بيت عماد الواقع فى زواية حى الوفاء قريبا من المدرسة كان يعقد فيه مجلس للطرب واللعب والغناء وكان يحضره بعض شباب الحى منهم حسن وأسامة وماجد وغيرهم ممن لا أتذكر أسماءهم
وقد تأخر ذات يوم عن الحضور فى الوقت المعين أسامة
وعندما حضر بادره الجميع بقولهم : أين كنت ؟
فأجابهم وهو يتخفف من بعض ملابسه وعلامات التأثر بادية عليه : التقيت هذه الليلة بيحيى
سرت فى نفوس الحضور هزة خفيفة وساد المكان سكون شامل
ثم تابع أسامة قائلا : التقيت به فى السوق المركزى وهو يحمل معه كتابا قد اشتراه من مكتبة الهداية بدأنى بالسلام وقال : أين انت يا اسامة ؟ لم نرك فى المسجد منذ شهور طويلة .
فابتسمت حياءا ثم اعتذرت قائلا : أنت تعلم يا يحيى الإختبارات على الأبواب وهذه هى المرة الثانية التى أرسب فى مادة الأحياء ولابد أن أنجح هذه السنة حتى لا أفصل من المدرسة
ابتسم يحيى وهو يشير إلى المسجد ويقول : النجاح يبدأ من هنا
ثم وقف ينظر إلى فشعرت أن نظراته تغوص فى أعماقة وتكشق المكنون فى صدرى ثم قال : انت تعلم يا أسامة أنى أحب لك الخير فاتق الله واجتنب المعاصى ثم تابع قائلا : الناس فى غفلة هل تعلم متى ينتبهون ؟ فلما لم أجب مضى يقول : عند الموت
فارتعدت فرائصى من موعظته وأطرقت لا أعرف ما أجيب
ثم مضى وهو يدعو لى بالهداية
التفت عماد وكان حاضر النكتة سريع البديهة يتقن أربع لغات من كثرة ما سافر إلى أوربا وتايلاند والفلبين وكان يتحف الحاضرين بما رأى فى تلك البلاد ابتسم عماد ابتسامة ماكرة و قال وهو يضحك : سيأتيكم يحيى
التفت الحضور جميعا إلى عماد لمعرفة ما يدور فى ذهنه
أكمل : سيأتيكم يحيى ولكن هذه المرة ليس واعظا وإنما .. واشار بيده كأنه يعزف على العود
ثم قهقه وجلس على الأريكة المركونة عند التلفاز
نهض ماجد وهو يضحك وأخرج خمسمائة دينار وضرب بها على المنضدة وهو يقول مشجعا : ما هاهنا لك إن استطعت أن تفعل .
فصاح حسن : اتقوا الله واتركوا الرجل فى عالمه النقى
استرسل عماد ضاحكا وهو يقول : سوف يأتيكم إلى هنا سيعزف على العود بيده وما أجلم العزف إن كان بيد عابد
ثم ضحك ضحكة قوية ارتجت لها الغرفة ثم مال وأسر فى أذن ماجد شيئا وقبل أن يخرج صاح حسن منفعلا : إن دون الوصول إلى يحيى سبعة أبواب عليها سبعة أقفال من حديد
فى ليلة الجمعة جلست ليلى كعادتها تتسامر مع خادمتها خديجة تتبادلان الضحكات وتسردان القصص الطريفة
كانت غرفة الإستقبال مفروشة بالسجاد العبقرى الموشى والستائر خضراء تتخللها خيوط صفراء بلون الذهب والثريا الملونة بألوان الطيف تتدلى من السقف وهى تتمايل سكرى , فى زوايا الغرفة قناديل وشموع تزيد من جمال الغرفة تفوح منها رائحة المسك
أخذت ليلى تضحك وهى تقول لخديجة : هل رأيت أؤلئك الشباب فى الحى المجاور عندما مررنا عليهم
قهقهت خديجة وهى تقول : نعم يا سيدتى لقد ذهلوا من جمالك الساحر حتى إن أحدهم كان يمشى فلما رآك كاد أن يقع فى الحفرة التى أمام باب المدرسة
- كل شباب المنطقة يتحدثون عن جاذبيتى وجمالى
فقالت خديجة وكأنها تخاطب نفسها : إلا شابا واحدا
توقفت ليلى عن الضحك وبدت عليها علامات الإنتباه وقالت : ومن هو الشاب الذى يصمد أمام جمالى ؟
قالت خديجة وهى تتامل المزهرية الموضوعة على الطاولة : ليتنى أرزق بابن مثله
قال ليلى باهتمام : من هو هذا الشاب يا خديجه
قالت خديجة وهى لا تزال تتأمل المزهرية : إنه يحيى
وقاربت بين حاجبيها وسألتها : ومن يحيى هذا ؟
وأخذت الخادمة تحدثها بكل ما تعرف عنه عن علمه وورعه وزهده وتواضعه وعن حسن أخلاقه وعذوبة منطقه
وسكتت قليلا ثم أضافت قائلة : كثيرا ما كنت أراه فى الصباح الباكر وهو عائد من المسجد يترنم بالقرءان إنه يسكن فى البيت الأبيض المقابل للبحر ليت كل الشباب كيحيى
وقفت ليلى مشدوهة أمام وصف خادمتها خديجة لهذا الشاب المؤمن
فسألتها قائلة : هل هو متزوج ؟
امتعض وجه خديجة وتغير لونها وعرفت ما ترنو إليه ليلى وقالت : لا سبيل لك إلى يحيى دعيه ودنياه الزكية الطيبة
وانصرفت مسرعة ولكن ليلى استطاعت أن تمسك بيدها ثم قالت لها بعطف : كلا يا خديجة إننى أريد الهداية .
فأجابتها خديجة : وما الذى يصدك عن الهداية ؟
فقالت ليلى وهى تنظر من النافذة تجاه منزل يحيى : لا إننى أريد أن الهداية على يديه
أخذت خديجة فى الإنصراف وهى تقول : هذه خطوة من خطوات الشيطان لا سبيل لك إلى يحيى
" يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشّيْطَانِ وَمَن يَتّبِعْ خُطُوَاتِ الشّيْطَانِ فَإِنّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَآءِ وَالْمُنْكَرِ "
رفعت ليلى يدها تتحس القرط اللؤلؤى الذى يزين أذنها ثم نادت خامتها خديحة
فلما أقبلت طلبت منها رقعة ثم كتبت عليها شيئا وطوتها بعناية فائقة وزلفتها فى منديلها المعطر ثم التفتت إلى خديجة وقالت : أين نجد يحيى فى هذه الساعة ؟
فأجابتها وهى تشير بيدها : قد يكون آلان معتكفا فى المسجد ولكن أفضل وقت بعد شروق الشمس وهو ذاهب إلى جامعته
وقفت ليلى عند الشباك وهى تتأمل منزل يحيى وسيارته البيضاء الواقفة عند الباب وقد تجمع على زجاجها الندى الرقراق
اقتربت منها خديجة وأمسكت بيدها وهى تقول : لا تفعلى بالله عليك
ولكنها دفعت يدها بيدها اليسرى فرنت الأسورة التى تزين يدها وأسرت فى نفسها قائلة : ما عزمت على شئ إلا فعلته
ترى هل سينجح عماد فى فتح الأقفال ؟!
وماذا ستصنع ليلى ؟!
هذا ما سنعرفه فى الحلقات القادمة
|