.. عند الأمة المؤمنة – حتى تنهض – لابد من توافر عنصرين متلازمين أولها : الأخذ بالأسباب .. أسباب التقدم من جد و عمل مثمر دؤوب فى شتى المجالات ، علما و اقتصادا ، اجتماعا و سياسة . ثانيا : أن يكون عنصر الأخذ بالأسباب متلازما للشرعة و المنهاج اللذين ارتضاهما رب السموات و الأرض ( صاحب الأسباب و مسببها ) للأمة الآخرة ، و قد قبلت بهما فاتصفت بالإيمان ، لأنه منوط بها العمل على تبليغ منهج الله و شرعته للعالمين أجمعين و ذلك بالسبل و الوسائل التى قررتها تلك الشرعة ، و حدد أطرها ذلك المنهاج . و من هنا لا يصبح الإسهام الحضارى و الرقى المادى المنشود وسيلة لرفاهية الأفراد فحسب ، بل يكون فى المقام الأول أحد الوسائل و السبل للوصول إلى الغاية الكبرى من خلق الكون و التى هى تعبيد الناس لرب الناس .
قد تسألنى .. لماذا حقا تقدم الكوريون ج و تخلفنا نحن مع مشابهة الظروف التى مرت بها كلا الأمتين العربية الإسلامية ، و الكورية البوذية ؟! ..
أجيبك : لابد أن يكون السؤال له تكملة كهذه : و لماذا حقا تقدم الماليزيون المسلمون و تخلفنا نحن فى أمتنا الإسلامية ؟! .. و فى الإجابة رد على شبهات أثيرت من وقت بعيد مفادها أن " الإسلام " هو سبب تخلف هذه الأمة بدليل أن غيرها من الأمم غير المسلمة أخذت بأسباب نجاحها فأنجزت ...أتابع معك