[Ismael Ibraheem]

*

2ــ الفــــخ

سرح ( السباعي ) بأفكاره في الفضاء معيدا لذاكرته ما حدث الشهر الماضي عندما طلب ( الصعيدي ) مقابلته لإنهاء ما بينهما من خلاف وصراع ، وبينما يتحدثان إذ انتهز ( الصعيدي ) فرصه خروج طلاب الصف الأول من فصولهم عقب انتهاء الحصة الرابعة ووضع بمعطف ( السباعي ) خاتما ذهبيا كان قد فقد من إحدى المدرسات من أسبوع ، وذهب لمدير المدرسة مسرعا وقال له وهو يلهث { سيدي المدير لقد وجدته ... الخاتم ....الاستاذه (منال) ..... ( السباعي ) ....} فقال له المدير بتعجب { ماذا حدث يا بني اخبرني ولكن اهدأ أولا.... تفضل بالجلوس }، ولما جلس ( الصعيدي ) مع المدير واخبره بكل شئ ، وبالفعل المدير صدقه واحضر قوه من الشرطة المدرسية وذهبوا لغرفه ( السباعي ) ، فقال له المدير { نريد أن نفتش في أغراضك عن شئ يقال انه معك وهذه جريمة سرقه وان ثبت الأمر فستعود مع أول قطار لبيتك }، ولكن رد ( السباعي ) أدهش كل من حوله فكان فقال له { تفضل سيدي المكان كله لك .. عندي حصة فيزياء استأذنك }, فأذن المدير له بعد أن تم تفتيشه بالكامل ، وبعد ساعات من تفتيش غرفه( السباعي ) كلها ولم يجد المدير أثرا لما يبحث عنه تم إحالة ( الصعيدي ) إلى شئون الطلبة لأنه حاول تشويه صوره طالب والإساءة إليه وعوقب بمنعه اسبوعين متتاليين من العوده إلى بيته ، وهنا ربت ( الرازي ) على كتف ( السباعي ) معيدا الأخير إلى الحياة الواقعية وقال له { أرأيت كم أن ( الصعيدي ) من الخطر أن يتواجد بهذه الرحلة وأكيد سيرتب لك شيئا آخر } فالتفت إليه ( السباعي ) وقال له بلطف { وأكيد ستنقذني مثل المرة السابقة كعادتك ، أليس كذلك ؟ } فابتسم ( الرازي ) فقال { لم افعل إلا الواجب }، وتذكر ( السباعي ) كيف أنقذه ( الرازي ) فبعد أن عاد من لقاءه مع ( الصعيدي ) قال له ( الرازي ) { هل لاحظت اى فعل غريب له ؟ } فقال ( السباعي ) { بمجرد خروج طلبه الصف الأول دفعني وجرى بسرعة ! } فقال له ( الرازي ) كأنما يستنبط شيئا { دفعك ... وجرى ...؟!! رأيت تلك الحركة في فيلم سابقا .. أتسمح لي بإفراغ محتويات معطفك .. بنطالك .. قميصك .. افرغ كل ما في جيوبك ...} وبعد ما فعل ما أشار به ( الرازي ) إذا بهما يندهشان مما رأوا فقال ( الرازي ) بلهفه { القه من النافذة ولن يعرف احد } ولكن ( السباعي ) كان له رأى آخر، فقد كان هو من أذاع في الاذاعه المدرسية عن اختفاء خاتم الاستاذه (منال) ولما رآه عرفه في الحال فقال بسرعة { سأعيده لصاحبته في الحال ولكن لن يعرف احد }، وبسرعة كان عند حجره الاستاذه ( منال ) ولما تأكد من عدم مرور احد طرق الباب بسرعة ووضع الخاتم عند الباب وانزوى في احد أركان الممر ليراقب ، إلى أن فتحت الاستاذه (منال) وأخذت الخاتم بفاه مفتوح من الدهشة ولم يكن عندها الرغبة لتعرف كيف اختفى وكيف عاد لا بل حمدت الله لأنه عاد ووضعته في إصبعها وأغلقت الباب ، وبينما ( السباعي ) غارق في أفكاره وأحلامه أيقظه منهما ( ابو سمره ) عندما قال بصوت عال { انظرا بسرعة } .