عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 08-08-2011, 07:45 PM
جهاد2000 جهاد2000 غير متواجد حالياً
أحصائى أول مكتبات
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
العمر: 51
المشاركات: 2,512
معدل تقييم المستوى: 19
جهاد2000 will become famous soon enough
Impp

ما دخل الدين فى السياسة؟‏

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

ثم أما بعد ،،،

خرجت فى الاونة الاخيرة عبارة كثيرة التردد وهى ما دخل الدين فى السياسة فالسياسة تكون للناس والدين يكون لله
بل هناك من تطاول وقال ما دخل الله فى السياسة وكأن الله ليس له إلا العبادات وليس له -نعوذ بالله من ذلك - ان يأمر الناس وينهاهم فى حياتهم العادية وفى معاملتهم أو ينظم له حياتهم
وهذا شئ غريب وقد قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ )فقد أمرنا الله أن نأخذ الاسلام كله جملة واحدة لا نأخذ جزء ونترك الاخر بحسب أهوائنا بل نأخذه كله جملة واحدة سواء وافق أهوائنا او عارضها فهذا أمر الله ولا يجوز للعبد أن يرد أمر مولاه
فأولاً نتعرف على معنى كلمة السياسة


السياسة في اللغة: مصدر ساس يسوس سياسة.
فيقال: ساس الدابة أو الفرس: إذا قام على أمرها من العَلَف والسقي والترويض والتنظيف وغير ذلك.
وأحسب أن هذا المعنى هو الأصل الذي أُخِذ منه سياسة البشر. فكأن الإنسان بعد أن تمرس في سياسة الدواب، ارتقى إلى سياسة الناس، وقيادتهم في تدبير أمورهم. ولذا قال شارح القاموس: ومن المجاز: سُسْتُ الرعية سياسة: أمرتهم ونهيتهم. وساس الأمر سياسة: قام به. والسياسة: القيام على الشيء بما يصلح
وتعرِّفها موسوعة العلوم السياسية الصادرة عن جامعة الكويت -نقلا عن معجم (روبير)- بأنها: (فن إدارة المجتمعات الإنسانية).
وحسب معجم (كامل): (تتعلَّق السياسة بالحكم والإدارة في المجتمع المدني).

وتبعا لمعجم العلوم الاجتماعية: تشير السياسة إلى: (أفعال البشر التي تتَّصل بنشوب الصراع أو حسمه حول الصالح العام، والذي يتضمن دائما: استخدام القوة، أو النضال في سبيلها).

ويذهب المعجم القانوني إلى تعريف السياسة أنها: (أصول أو فن إدارة الشؤون العامة)


كلمة (السياسة) لم ترد في القرآن الكريم، لا في مكيِّه، ولا في مدنيِّه، ولا أي لفظة مشتقة منها وصفا أو فعلا. ومن قرأ (المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم) يتبين له هذا. ولهذا لم يذكرها الراغب في (مفرداته). ولا (معجم ألفاظ القرآن) الذي أصدره مجمع اللغة العربية.
ويفرح أصحاب المنهج العلمانى بهذا فيقولون إذا السياسة ليس لها علاقة بالدين فهذا من جهلهم بالدين
فقد يكون هناك كلمات غير موجودة بالقرأن ولكن يوجد مايدل عليها أو فى معناها
أضرب مثلا لذلك بكلمة (العقيدة) فهي لا توجد في القرآن، ومع هذا مضمون العقيدة موجود في القرآن كله، من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، بل العقيدة هي المحور الأول الذي تدور عليه آيات القرآن الكريم

فالقرآن وإن لم يجئ بلفظ (السياسة) جاء بما يدل عليها، وينبئ عنها، مثل كلمة (المُلك) الذي يعني حكم الناس وأمرهم ونهيهم وقيادتهم في أمورهم.


ذكر القرآن في المُلك الممدوح: {فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً} [النساء:54].

ومثل ذلك: كلمة (التمكين) كما في قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ}(يوسف: 56)،
ومثل ذلك: كلمة (الاستخلاف)، وما يشتق منها، مثل قوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (النور:55)
ومثل كلمة (الحُكْم) ومايشتق منها، مثل قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً} (النساء:58) وهي الآية التي أدار عليها ابن تيمية نصف كتابه السياسة الشرعية
.................................................. ..............................................
وأما فى السنة فقد ورد ا0لحديث المتفق عليه عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء فيكثرون". قالوا: فما تأمرنا؟ قال: "فُوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم الذي جعل الله لهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم"

فالسياسة جزء من الدين فالدين كما ينظم للناس أمر دينهم كذلك ينظم أمر دنياهم
فالله عندما وضع القوانين والتشريعات التى تنظم للمجتمع حياته ان لمصلحتهم ولو لم يرى الناس كذلك فإن الله أعلم بما ينفع الناس وما يضرهم فهو علام الغيوب قال تعالى ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)
فالخالق أعلم بمصلحة المخلوق منه فلو ضربت مثالاً - ولله المثل الأعلى - لو أتى رجل بأختراع أو مهندس صمم سيارة ثم قال هذا السيارة لاتسير إلا على سرعة كذا فيأتى من يقول هذه السيارة يمكن أن تسير على سرعة أكبر من ذلك وهذا الرجل لايحمل الشهادات التى يحملها هذا المهندس
فبربكم بكلام من نأخذ؟
الطبيعى أن نأخذ بكلام المهندس فهو الذى صمم السيارة وهو اعلم بإمكانياتها وعيوبها وما ينفعها وما يضرها
فإذا أخذت برأى الأخر كان ذلك هو قمة الجهل والخطا
كذلك الله هو الخالق للجميع المخلوقات وهو العالم بالسرائر وهو العالم بالغيوب وهو الكامل بجميع الصفات وهو العالم بكل شئ فكملت صفاته ونقص غيره ووسع علم وجهل غيره فكيف ارد أمره واتبع غيره وهو القائل جل جلاله(إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) فهذه الأية يوضح الله فيها قدرته ويقول للعالم بإنه هو خالك كل ذلك فكيف يكون هو الخالق ولا يكون هو الأمر الناهى فيه ؟
فإن الله هو العالم بما فيه المصلحة فيأمرنا به وعالم بما فيه المفسدة فينهانا عنه
ونضرب فى ذلك مثالاً
عندما أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم والمسلمين بمنع المشركين من دخول الكعبة ومكة كما قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا ) وكانت هذه بمثابة السياحة عندهم وهو المصدر الكبير للاستثمار فى مكة فهم كانوا يتاجرون مع هؤلاء الزوار فإذا منعوهم من الحضور فإن الإستثمار سوف ينهار والحالة الاقتصادية ستسوء وسيجوع الناس فهذه هى التجارة الوحيدة عندهم
فيقول الله لهم فى ذلك (وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) فأخبرهم ربهم بإنه يعلم ما ينفعهم ومايضرهم وهو يامر دائماً بما ينفعهم فإن نفذوا ما امرهم وفقهم إلى الاصلاح وإن لم يروا ذلك وأن ينتهوا عما نهاهم فإن فيه مفسدتهم وإن رأوا غير ذلك
وها هى مكة بعدها أصبحت من أكبر المدن فى العالم زيارة وسياحة وتردد الناس عليها وأغنى المدن ذلك لتباعهم أمر ربهم
فالخير كل الخير فيما يأمرنا الله والشر كل الشر فيى أتباع غير منهجه
فنقول لمن يقول لادخل للدين فى السياسة أو يقول ما لله والسياسة
نقول له أتقى الله فالدين الاسلامى هو اخر الاديان وأخر الشرائع وقد كمل كما اخبرنا ربنا فالكامل يكون شامل لكل شئ ليس بناقص
من يقول بأن الدين لادخل له بالسياسة كأنه اتهم الدين بالنقص
ومن امتع ما تقرأ لتعلم مدة علاقة الدين بالسياسة بل أفضل سياسة التى تكون بالدين كتاب ( السياسة الشرعية ) لشيخ الاسلام بن تيمية بشرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين لتعم مدى العدل والتكافؤ الذى كفله هذا الدين
فنسأل الله ان يوفق القائمين على أمورنا بأتباع دين ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم
وأخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
رد مع اقتباس