عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 11-08-2011, 01:30 PM
tom_tom tom_tom غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 26
معدل تقييم المستوى: 0
tom_tom is on a distinguished road
افتراضي

مخلوف المتضايق

اليوم تملؤنى سعادة كبيرة لأن صديق عمرى مخلوف المتضايق سيأتى من الصعيد لكى يقضى معى شهرا فى القاهرة ، ولا تتعجبوا الاسم فهناك عائلات كبيرة غريبة اللقب ، مثل عائلة المفش وعائلة العبيط وعائلة الجعران وعائلة العريان ، ومخلوف عكسى تماما ، فانه متشائم للغاية وعنده وسواس من المصائب ، والذى يعيش معه يشعر كأنما يعيش فى خطر دائم .
استقبلته فى المحطة وتعانقنا وتذكرت لحظتها أيام الطفولة ، فمددت يدى لأحمل حقائبه فكانت احدى الحقائب ثقيلة جدا ....، فسألته : ماذا يوجد فى هذه الحقيبة ؟ ، فرد على : يوجد فيها مطفأة حرائق وكمامات ومسدس وست سكاكين ، فصحت من التعجب : لماذا ؟!!
فقال بثقة : تحسبا لأى حرائق فى القطار أحضرت مطفأة حريق ، أما الكمامات فتحسبا لانتشار أى غاز خانق فى الجو ، فقلت : من أين سيأتى الغاز ؟!! ، قال : لا أحد يعلم من أين سيأتى الخطر ، فقلت : : والمسدس ؟!!، قال : تحسبا لأى عملية ارهابية واختطاف أسرى ..... فلابد أن يكن معى ما أدافع به عن نفسى ، قلت فى تعجب : هل سيختطفون قطارا بأكمله ؟!! ، قال : لا أحد يعلم من أين يأتى الخطر ، قلت : والسكاكين؟!، قال : زيادة فى الاحتياط ...... سلاح أبيض ضد المختطفين !!
وعندما وصلنا الى البيت قال بخجل : أريد أن أسألك سؤال محرج ، ما هذه الرائحة الكريهة الفجة ؟ ، قلت : انها رائحة اللية التى تطبخ بها أم جمالات جارتنا ، فجلس وقال لى : افتح الحقيبة الكبيرة انها لك ، فقلت : أنت مثل أخى ولا يصح أن تأتى بهدية مثل الضيف ، فضحك ولم يتكلم ، فوجدت فى الحقيبة أشياء كثيرة منها مظلة ، فنظرت له متسائلا ، فقال : تحسبا لأى أمطار ، فقلت : أعتقدت أنك أحضرتها للشمس .....اننا فى فصل الصيف .....، وأخرجت من الحقيبة نظارة سوداء فسألته : للشمس ؟ ، قال : لا ....تحسبا لأى مشاجرة بينك وبين أحد اذا ضربك فى عينك وتورمت ...... فيمكن أن تغطى بها عينك ، وأخرجت من الحقيبة شموعا كثيرة فقال : تحسبا لانقطاع الكهرباء، وأخرجت عطرا فواحا جميل الرائحة و يبدو أنه غالى الثمن ، فقلت : هذه أفضل هدية أحضرتها لى ، فقال : تحسبا لوقوعك فى بالوعة أو تعرضك لروائح كريهة ، فنظرت اليه باستخفاف وقلت : أرخص أن أستحم ، قال : كان الأولى أن تستحم لتتخلص من رائحة اللية التى تملأك .....
وبمجرد أن حان آذان المغرب انقطعت الكهرباء ، و سمعت الناس يتكلمون فى الشارع أن العطل الكهربى سيستمر لفترة طويلة !!، قلت فى نفسى : بركاتك يا شيخ مخلوف !!
وفى صباح اليوم التالى وبعدما ارتديت ملابسى أعطانى المظلة وقال : لقد كدت أن تنساها، فصرخت : اننا فى فصل الصيف !!، فقال بكل وقار وحكمة : لا أحد يعلم من أين سيأتى الخطر ، ثم جلس يتصفح مواقع التوظيف على الانترنت ، فتساءلت : أتبحث عن وظيفة ؟ ، قال : لا .... أبحث لك عن وظيفة تحسبا لانفصالك من العمل ،وفتحت حقيبتى التى بها أوراق العمل فلم أجد الأوراق ووجدت شاشا وقطن فقلت له : ما هذا ؟، قال : تحسبا لأى حادثة لك فى الطريق !!
ذهبت للعمل وفورا أخبرنى الزملاء أن المدير غاضب ويطلبنى فى مكتبه، فذهبت لمكتبه فقال لى : هناك شكوى من زملاءك أن لك رائحة لا تطاق ، فقلت : ماذنبى أن جارتى أم جمالات تطبخ باللية ؟ ، فقال متعجبا : وما علاقة رائحتك بطبيخ الجيران ، فقلت فى شكوى ومرارة : لقد صبت على رأسى كمية كبيرة من اللية ولم تفلح كل محاولاتى للتخلص من هذه الرائحة لا بالاستحمام ولا بالعطور ، فقال : لا أصدق هذه القصة، انك تكذب ...، ولا أريد أن يعمل معى كذابين ....، انك مفصول من اليوم.....، وها قد أصبحت عاطلا بالفعل !!...... بركاتك يا شيخ مخلوف ...
وفى طريق العودة الى المنزل.....، وفجأة ودون سابق انذار ..... أفرغت امرأة مياه الغسيل من شرفتها على رأسى تماما ،فقلت فى نفسى : ياليتنى استخدمت المظلة .... فلا أحد يعلم من أين يأتى المطر ! ، فنظرت الى أعلى فقالت : يقطعنى ! .... ماخدتش بالى ....،وتحملت رائحة مقلب القمامة الذى كان تحت بيتها حتى أجفف وجهى ثم أنصرف ، فوجدت رجلا ضخم الجثة كأبطال المصارعة وعينيه مملوءتين بالغضب ....، ياللكارثة ! ... انه قادم نحوى ! ، فأعطانى صفعة قوية أحسست معها أن رأسى قادر على الدوران حول نفسه لمدة لا تقل عن شهر دون توقف ، فقلت بدهشة : من أنت ؟! ، ورأيت فتاة جميلة تجرى نحونا وحاولت التكلم ولكنه قاطعها : (هو ده اللى بيعاكسك يا بت ؟! ..... وكمان مبلول ؟! )
قالت متفاجئة : لا لا .... ليس هو ، ولكن من يضايقنى يقف هنا كل يوم فى نفس الوقت ....
سمعت الجملة السابقة كأنها تقال فى عالم الخيال ، فقبل أن تقل شيئا فاجئنى الرجل بلكمة قوية من يده الحديدية فى عينى ، فطرت فى الهواء ..... وتذكرت أثناء لحظاتى الساحرة فى الهواء قول مخلوف وهو يحذرنى من أن يضربنى أحد فى عينى فتتورم ، ولكن .......
أفاقتنى على عالم الواقع رائحة تفيق الميت !.....، لقد وقعت فى مقلب القمامة ..... والرائحة ذكرتنى بالعطر الذى أهداه لى مخلوف تحسبا للروائح الكريهة أو السقوط فى بالوعة ، فصرخت : بركااااااااااااتك يا شيخ مخلوف .......!، سأقيم هنا .....فى القمامة حتى ترجع الى الصعيد !!
( تمت)
( احدى حلقات يوميات متفائل كتبتها بقلمى : فاطمة على )
مخلوف المتضايق

اليوم تملؤنى سعادة كبيرة لأن صديق عمرى مخلوف المتضايق سيأتى من الصعيد لكى يقضى معى شهرا فى القاهرة ، ولا تتعجبوا الاسم فهناك عائلات كبيرة غريبة اللقب ، مثل عائلة المفش وعائلة العبيط وعائلة الجعران وعائلة العريان ، ومخلوف عكسى تماما ، فانه متشائم للغاية وعنده وسواس من المصائب ، والذى يعيش معه يشعر كأنما يعيش فى خطر دائم .
استقبلته فى المحطة وتعانقنا وتذكرت لحظتها أيام الطفولة ، فمددت يدى لأحمل حقائبه فكانت احدى الحقائب ثقيلة جدا ....، فسألته : ماذا يوجد فى هذه الحقيبة ؟ ، فرد على : يوجد فيها مطفأة حرائق وكمامات ومسدس وست سكاكين ، فصحت من التعجب : لماذا ؟!!
فقال بثقة : تحسبا لأى حرائق فى القطار أحضرت مطفأة حريق ، أما الكمامات فتحسبا لانتشار أى غاز خانق فى الجو ، فقلت : من أين سيأتى الغاز ؟!! ، قال : لا أحد يعلم من أين سيأتى الخطر ، فقلت : : والمسدس ؟!!، قال : تحسبا لأى عملية ارهابية واختطاف أسرى ..... فلابد أن يكن معى ما أدافع به عن نفسى ، قلت فى تعجب : هل سيختطفون قطارا بأكمله ؟!! ، قال : لا أحد يعلم من أين يأتى الخطر ، قلت : والسكاكين؟!، قال : زيادة فى الاحتياط ...... سلاح أبيض ضد المختطفين !!
وعندما وصلنا الى البيت قال بخجل : أريد أن أسألك سؤال محرج ، ما هذه الرائحة الكريهة الفجة ؟ ، قلت : انها رائحة اللية التى تطبخ بها أم جمالات جارتنا ، فجلس وقال لى : افتح الحقيبة الكبيرة انها لك ، فقلت : أنت مثل أخى ولا يصح أن تأتى بهدية مثل الضيف ، فضحك ولم يتكلم ، فوجدت فى الحقيبة أشياء كثيرة منها مظلة ، فنظرت له متسائلا ، فقال : تحسبا لأى أمطار ، فقلت : أعتقدت أنك أحضرتها للشمس .....اننا فى فصل الصيف .....، وأخرجت من الحقيبة نظارة سوداء فسألته : للشمس ؟ ، قال : لا ....تحسبا لأى مشاجرة بينك وبين أحد اذا ضربك فى عينك وتورمت ...... فيمكن أن تغطى بها عينك ، وأخرجت من الحقيبة شموعا كثيرة فقال : تحسبا لانقطاع الكهرباء، وأخرجت عطرا فواحا جميل الرائحة و يبدو أنه غالى الثمن ، فقلت : هذه أفضل هدية أحضرتها لى ، فقال : تحسبا لوقوعك فى بالوعة أو تعرضك لروائح كريهة ، فنظرت اليه باستخفاف وقلت : أرخص أن أستحم ، قال : كان الأولى أن تستحم لتتخلص من رائحة اللية التى تملأك .....
وبمجرد أن حان آذان المغرب انقطعت الكهرباء ، و سمعت الناس يتكلمون فى الشارع أن العطل الكهربى سيستمر لفترة طويلة !!، قلت فى نفسى : بركاتك يا شيخ مخلوف !!
وفى صباح اليوم التالى وبعدما ارتديت ملابسى أعطانى المظلة وقال : لقد كدت أن تنساها، فصرخت : اننا فى فصل الصيف !!، فقال بكل وقار وحكمة : لا أحد يعلم من أين سيأتى الخطر ، ثم جلس يتصفح مواقع التوظيف على الانترنت ، فتساءلت : أتبحث عن وظيفة ؟ ، قال : لا .... أبحث لك عن وظيفة تحسبا لانفصالك من العمل ،وفتحت حقيبتى التى بها أوراق العمل فلم أجد الأوراق ووجدت شاشا وقطن فقلت له : ما هذا ؟، قال : تحسبا لأى حادثة لك فى الطريق !!
ذهبت للعمل وفورا أخبرنى الزملاء أن المدير غاضب ويطلبنى فى مكتبه، فذهبت لمكتبه فقال لى : هناك شكوى من زملاءك أن لك رائحة لا تطاق ، فقلت : ماذنبى أن جارتى أم جمالات تطبخ باللية ؟ ، فقال متعجبا : وما علاقة رائحتك بطبيخ الجيران ، فقلت فى شكوى ومرارة : لقد صبت على رأسى كمية كبيرة من اللية ولم تفلح كل محاولاتى للتخلص من هذه الرائحة لا بالاستحمام ولا بالعطور ، فقال : لا أصدق هذه القصة، انك تكذب ...، ولا أريد أن يعمل معى كذابين ....، انك مفصول من اليوم.....، وها قد أصبحت عاطلا بالفعل !!...... بركاتك يا شيخ مخلوف ...
وفى طريق العودة الى المنزل.....، وفجأة ودون سابق انذار ..... أفرغت امرأة مياه الغسيل من شرفتها على رأسى تماما ،فقلت فى نفسى : ياليتنى استخدمت المظلة .... فلا أحد يعلم من أين يأتى المطر ! ، فنظرت الى أعلى فقالت : يقطعنى ! .... ماخدتش بالى ....،وتحملت رائحة مقلب القمامة الذى كان تحت بيتها حتى أجفف وجهى ثم أنصرف ، فوجدت رجلا ضخم الجثة كأبطال المصارعة وعينيه مملوءتين بالغضب ....، ياللكارثة ! ... انه قادم نحوى ! ، فأعطانى صفعة قوية أحسست معها أن رأسى قادر على الدوران حول نفسه لمدة لا تقل عن شهر دون توقف ، فقلت بدهشة : من أنت ؟! ، ورأيت فتاة جميلة تجرى نحونا وحاولت التكلم ولكنه قاطعها : (هو ده اللى بيعاكسك يا بت ؟! ..... وكمان مبلول ؟! )
قالت متفاجئة : لا لا .... ليس هو ، ولكن من يضايقنى يقف هنا كل يوم فى نفس الوقت ....
سمعت الجملة السابقة كأنها تقال فى عالم الخيال ، فقبل أن تقل شيئا فاجئنى الرجل بلكمة قوية من يده الحديدية فى عينى ، فطرت فى الهواء ..... وتذكرت أثناء لحظاتى الساحرة فى الهواء قول مخلوف وهو يحذرنى من أن يضربنى أحد فى عينى فتتورم ، ولكن .......
أفاقتنى على عالم الواقع رائحة تفيق الميت !.....، لقد وقعت فى مقلب القمامة ..... والرائحة ذكرتنى بالعطر الذى أهداه لى مخلوف تحسبا للروائح الكريهة أو السقوط فى بالوعة ، فصرخت : بركااااااااااااتك يا شيخ مخلوف .......!، سأقيم هنا .....فى القمامة حتى ترجع الى الصعيد !!
( تمت)
( احدى حلقات يوميات متفائل كتبتها بقلمى : فاطمة على )
رد مع اقتباس