شيخ الأزهر لم يكذب علينا فوقف على الحياد بين المسلمين وغير المسلمين في موضوع الوثيقة، ولم يتكلم باسم الإسلام قط، ويكفي للاحتجاج عليها أن فيها نقاط عديدة ، ويكفي ذكر سوءة أن المسلمين يحتكمون إلى المبادئ الكلية للشريعة ، وغير المسلمين يحتكمون إلى شريعتهم كاملة كلية وجزئية ، وهناك نقطة مهمة جدا أن غير المسلمين الذين ذكرهم في الوثيقة يقصد بهم النصارى وهذا خطأ وهذه هي الألغام التي تمرسوا على وضعها لتنفجر فينا في يوم من الأيام – لكن غير المسلمين ليس المقصود بهم النصارى بل يشمل كل معتقد آخر -بوذية ، عبدة الشيطان ، البهائية الى غير ذلك ، فهم يقصدون وضع مسمار جحا عندك ليدفعوا بقوات المارينز يوما ما عندك في مصر لحماية هؤلاء،فلست أدري كيف فات على شيخ الأزهر الرجل الذي درس الفلسفة من باريس هذا الأمر الخطير ؟
لست أدري كيف فات شيخ الأزهر ذكر ضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية
لست أدري كيف فات شيخ الأزهر ذكر أن مصر دولة إسلامية؟
وأن مصر ليست دولة علمانية ، ألم يدرس معنى العلمانية ؟ وأنها تعني الكفر ، وهذا حكمها الشرعي عند كافة علماء السنة
هل أعلن الليبراليون بين يدي شيخ الأزهر وكتبوه في الوثيقة عن تصورهم للدين وللشريعة الإسلامية ، وأنهم على استعداد لتطبيقها ، وأن دين الإسلام شريعة وعقيدة وعبادة ؟ هذا لم يحدث أبداً لأنهم يرفضون الإسلام جملة وتفصيلا فلا يؤمنون بألوهية الله بل بربوبيته فقط ، فلا يؤمنون بالله الها حاكما أنزل شرعا يجب الاحتكام إليه في الحياة
كنا نريد منه ألا يمارس موقفا سياسيا بعيد عن كونه ممثل المسلمين في العالم ، كنا نريد أن يتكلم باسم الإسلام ، لا باسم السياسة
كنا نريد أن نفخر به ، ونفخر بمن يتكلم بلسان الأغلبية المسلمة لا بلسان رئيس الوزراء ولا السلمي
كنا نريده مثل شنوده الذي يفخر به النصارى عندما قال لو تناقض الدستور مع الإنجيل لعمل بالإنجيل وترك الدستور ، فلماذا لم تفعل ذلك ياشيخ الأزهر ؟
والله لو قام وقال بصريح القول للمجلس العسكري لا يوجد شئ حاكم على الدستور ولا يوجد مباديء دستورية إلا القرآن والسنة لحقن دماء الأمة وقطع دابر الفتنة ، لكنه لم يفعل !!!
لكن يزول العجب عندما أعلم أن واضع هذه الوثيقة جابر عصفور العلماني المتطرف الذي راعي الفجور وحرب الإسلام في الثقافة وليلى تكلا وغيرهما من قمم العلمانيين
ويتضح الأمر عندما يعترف مستشار شيخ الأزهر ا، الأزهر مجرد موقع فقط عليها
ويتضح الأمر عندما تجد التوافق التام عليها ممن يسبون الإسلام ليلا ونهارا ويحاربون الإسلام من عملاء إسرائيل وأمريكا من الليبراليين والشيوعيين
فربما أعلنوا توبتهم وتنظفوا من أدرانهم بين يدي شيخ الأزهر !!!!
فالقول بعودة دور الأزهر ثانية نوع من الألتباس الشديد والتدليس ، فدوره في الماضي اسلاميا وطنيا خالصا لا سلطان لأحد عليه إلا الله ، اما الأن فدوره توفيقي تلفيقي سياسي موجه من أهل الساسة ، وليس دينيا مستقلاً
|