عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 22-08-2011, 07:54 PM
جهاد2000 جهاد2000 غير متواجد حالياً
أحصائى أول مكتبات
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
العمر: 51
المشاركات: 2,512
معدل تقييم المستوى: 19
جهاد2000 will become famous soon enough
افتراضي

خواطر مسافر على طائره (( دوله المؤمن ))

المؤمن لا يعرف شيئا اسمه المرض النفسي
لأنه يعيش في حالة قبول و انسجام مع كل
ما يحدث له من خير و شر.. فهو ****ب الطائرة الذي يشعر بثقة كاملة في قائدها و في
أنه لا يمكن أن يخطئ لأن علمه بلا حدود، و مهاراته بلا حدود.. فهو سوف يقود
الطائرة بكفاءة في جميع الظروف


و سوف يجتاز بها العواصف و الحر و البرد و الجليد
و الضباب.. و هو من فرط ثقته ينام و ينعس في كرسيه في اطمئنان و هو لا يرتجف و
لا يهتز اذا سقطت الطائرة في مطب هوائي أو ترنحت في منعطف أو مالت نحو جبل..
فهذه أمور طبيعيه وتحدث معه كل سفريه تقريبا


و ليس في الامكان أبدع مما كان
وهو لهذا يسلم نفسه تماما لقائده بلا مساءلة و بلا مجادلة و يعطيه كل ثقته بلا تردد و
يتمدد في كرسيه قرير العين ساكن النفس في حالة كاملة من تمام التوكل


و هذا هو نفس احساس المؤمن بربه الذي يقود سفينة المقادير و يدير مجريات الحوادث
و يقود الفلك الأعظم و يسوق المجرات في مداراتها و الشموس في مطالعها و مغاربها..
فكل ما يجري عليه من أمور مما لا طاقة له بها، هي في النهاية خير


اذا مرض و لم يفلح الطب في علاجه.. قال في نفسه.. هو خير


و اذا احترقت زراعته من الجفاف و لم تنجح وسائله في تجنب الكارثة.. فهي خير
و سوف يعوضه الله خيرا منها..


و اذا فشل في حبه.. قال في نفسه حب فاشل خير من زيجة فاشلة
فاذا فشل زواجه.. قال في نفسه الحمد لله أخذت الشر و راحت.. و الوحدة خير لصاحبها من
جليس السوء..


و اذا أفلست تجارته قال الحمد لله لعل الله قد علم أن الغنى سوف يفسدني
و أن مكاسب الدنيا ستكون خسارة علي في الآخرة.
. و اذا مات له عزيز.. قال الحمدلله..
فالله أولى بنا من أنفسنا و هو الوحيد الذي يعلم متى تكون الزيادة في أعمارنا خيرا لنا و
متى تكون شرا علينا

سبحانه لا يسأل عما فعل.
و شعاره دائما: (و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم و عسى أن تحبوا شيئا و هو شر
لكم و الله يعلم و أنتم لاتعلمون)
و هو دائما مطمئن القلب ساكن النفس يرى بنور بصيرته

أن الدنيا دار امتحان و بلاء
وأنها ممر لا مقر،
و أنها ضيافة مؤقتة شرها زائل و خيرها زائل.
. و أن الصابر فيها هو
الكاسب و الشاكر هو الغالب.

لا مدخل لوسواس على قلبه و لا لهاجس على نفسه،
لأن نفسه دائما مشغولة بذكر العظيم
الرحيم الجليل و قلبه يهمس: الله.. الله.. مع كل نبضة، فلا يجد الشيطان محلا و لا موطئ
قدم و لا ركن مظلما في ذلك القلب يتسلل منه.
و هو قلب لا تحركه النوازل و لا تزلزله الزلازل لأنه في مقعد الصدق الذي لا تناله
الأغيار


و كل الأمراض النفسية التي يتكلم عنها أطباء النفوس لها عنده أسماء أخرى

الكبت اسمه تعفف

و الحرمان رياضة

و الاحساس بالذنب تقوى

و الخوف (و هو خوف من الله وحده) عاصم من الزلل

و المعاناة طريق الحكمة


و الحزن معرفة

و الشهوات درجات سلم يصعد عليها بقمعها و يعلو عليها بكبحها الى منازل الصفاء

النفسي و القوة الروحية

و الأرق.. مدد من الله لمزيد من الذكر..
و الليلة التي لا ينام فيها نعمة تستدعي الشكر

ليست شكوى يبحث لها عن دواء منوم فقد صحا فيها الى الفجر و قام للصلاة

و الندم مناسبة حميدة للرجوع الى الحق و العودة الى الله

و الآلا م بأنواعها الجسدي منها و النفسي هي المعونة الالهية التي يستعين بها على

غواية الدنيا فيستوحش منها و يزهد فيها

و اليأس و الحقد و الحسد أمراض نفسية لا يعرفها و لا تخطر له على بال

و الغل و الثأر و الانتقام مشاعر تخطاها بالعفو و الصفح و المغفرة


و هو لا يغضب الا لمظلوم و لا يعرف العنف الا كبحا لظالم

و المشاعر النفسية السائدة عنده هي المودة و الرحمة و الصبر و الشكر و الحلم و الرأفة

و الوداعة و السماحة و القبول و الرضا

تلك هي دولة المؤمن التي لا تعرف الأمراض النفسية و لا الطب النفسي..


و الأصنام المعبودة مثل المال و الجنس و الجاه و السلطان، تحطمت و لم تعد قادرة على

تفتيت المشاعر و تبديد الانتباه.

. فاجتمعت النفس على ذاتها و توحدت همتها، و انقشع

ضباب الرغبات و صفت الرؤية و هدأت الدوامة و ساد الاطمئنان

و أصبح الانسان

أملك لنفسه و أقدر على قيادها و تحول من عبد لنفسه الى حر بفضل الشعور

بلا اله الا الله..

و بأنه لا حاكم و لا مهيمن و لا مالك للملك الا واحد،

فتحرر من الخوف من كل

حاكم و من أي كبير بل ان الموت أصبح في نظره تحررا و انطلاقا و لقاء سعيد بالحبيب.


المصدر

http://greenhaert.maktoobblog.com/61/
رد مع اقتباس