عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 22-08-2011, 08:07 PM
الصورة الرمزية ndeem55
ndeem55 ndeem55 غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,038
معدل تقييم المستوى: 17
ndeem55 will become famous soon enough
افتراضي

أنا أتكلم ياأحبابي عن آخر مشائخ الأزهر من ذوي الهمم العالية ، والمواقف السامية ، ممن ملكوا آلة الاجتهاد الفقهي ، وتحرروا من كل قيد إلا قيد الخوف من الله ، والعمل لمرضاته ، ولم يسعوا لمنصب ، ولا إرضاء حاكم أبدا على حساب دينهم
وأنا على يقين كامل أن حسني مبارك خاصة في الخمس عشرة سنة الأخيرة من حكمه ، كان عداؤه سافرا لدين الله ، وكان اختيار أي منصب وزيرا أو محافظا أو شيخ للأزهر لابد من توافر شروط منها :
1- أن يكون ذا قبول أمريكي ، أو مما لا يعلمه كثير من إخواني الأزهريين الطيبين -أن تنطبق عليه شروط مؤسسة راند الأمريكية التابعة للبنتاجون ، وهذاالشرط يشدد على وجوده في الوزارت الهامة وذات العمل الاجتماعي والديني
2- أن يثبت ولاؤه التام لمبارك وأسرته ولمشروعه التخريبي لمصر ، ومشروع التوريث
3- أما في المجال الديني كالأزهر والأوقاف والافتاء- اضافة لما ذكر - إلا يكون صاحب فكر أصولي أو ريدكالي ، فيكون صوفيا ، وهذا ملاحظ في المعينين أخيرا زقزوق والطيب وعلى جمعة ، والثلاثة صوفيون ، ولا حتى من الفقهاء المتخصصين في الفقه فقد استبعدوا عن رأس هذه المؤسسات الدينية ، فكم مكث الشيخ نصر فريد واصل في دار الافتاء ؟

فلا يحاول شخص تجاهل الواقع ، وطمس حقائق منشورة ومعلنة في استرتيجيات الغرب وعملائهم كمبارك
واسألوا كيف مات الشيخ جاد الحق عندما جاءته أزمة قلبية ، وجاءت الأوامر للمستشفيات بتفريغها من الأطباء النباطشية حتى يقضى نحبه الشيخ ، لماذا لأنه رجل فقيه أصولي عالم في الفقه والأصول ، وليس متخصصا في الفلسفة! ...
والشيخ سيد طنطاوي- رحمه الله - اختير لأنه رجل طيب مطيع ضعيف في مواجهة النظام ،ثم تم الاختيار من عباءة النظام نفسه ، بل من لجنة السياسات ، هذا بصرف النظر عن شخص الدكتور الطيب ، كونه رجلا نزيها ماديا ، صاحب عفاف ، لكن رأس الأزهر لا يحتاج لرجل يعمل بالسياسة ولا بالعقل وحده ، بل رجل يتكلم باسم العلم والفقهاء والدين وهو منهم ، ويكون مجتهدا يملك أدوات الاجتهاد واستنباط الأحكام ، وله باع طويل وكتب في الفقه والأصول ، على اعتبار أنه أكبر مرجعية إسلامية في العالم .
لكني لا أرى من الشيخ إلا تحركات سياسية بحتة لا تفترق كثيرا عن تحركات أهل السياسة ، ونحن في مرحلة فارقة خطيرة تحتاج لمواقف صلبة واضحة لرسم صورة الأزهر الجديدة التي تعيد له شموخه ، والتي منها مطالبته بشدة بتطبيق الشريعة الإسلامية
ومنها : تحديد هوية مصر ، بأنها دولة إسلامية وليست علمانية ولا ليبرالية
ومنها : الدعوة فورا لاستقلال الأزهر ماديا واداريا تأسيا باستقلال الكنيسة
وما تم مما ذكر فقد تم على استحياء وطوي أدراج البحث ، بل أدراج المكاتب ، فلو قويت ارادة الشيخ ، وكان عنده الرغبة لهذا لقدم استقالة مسببة علانية إذا لم تنفذ مطالبه هذه ، لكن رغبته ضعيفة .
رد مع اقتباس