عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 23-08-2011, 03:54 AM
elkahateeb elkahateeb غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 350
معدل تقييم المستوى: 17
elkahateeb is on a distinguished road
افتراضي

دخل مدير الموساد حجرة رئيس الوزراء وعلى وجهه إمارات الهلع وإرتمى على أقرب مقعد وقال بشفتين مرتجفين:
- كارثة ياسيادة الرئيس كارثة.
عقد رئيس الوزراء حاجبيه وشعر انه أمر جلل فتساءل فى اهتمام:
-أى كارثة يا مدير المخابرات ؟ هل احترقت تل ابيب؟
زفر مدير المخابرات فى توتر وقال: - اكثر ياسيدى
قال رئيس الوزراء فى قلق متزايد:
- هل قرر المشير طنطاوى شن هجوم علينا؟
- ياسيدى أنت تعلم أن المصريين قوم مسالمون لا يبدأون الهجوم.
هب رئيس الوزراء واقفا وقال بحدة:
- حيرتنى يارجل ماذا حدث بحق الجحيم؟
تردد مدير المخابرات قليلاً قبل أن يقول بخفوت:
-لقد بدأت ثورة المعلمين المصريين.
تهاوى رئيس الوزراء على مقعده وقال غير مصدق: - ماذا تقول؟
- صدقنى ياسيدى لقد احتشد المئات من المعلمين امام مجلس الوزراء اليوم فى ثورة غاضبة لتحسين أوضاعهم المادية و.........
قاطعه الرئيس فى غضب:أصمت لا تقل هذا يبدو.... يبدو أنها اشاعة .
غمغم المدير فى خنوع:لا ياسيدى هذه حقيقة لقد قام المعلمون رغما عنا.
انتصب رئيس الوزراء واقفا وشبك اصابع يديه خلف ظهره ودار فى المكان قليلاً ثم وقف أمام نافذة مكتبه ثم قال فى شرود:
لقد قام المعلمون اذا وبعد كل هذه السنوات
ثم التفت الى مدير المخابرات وانحنى نحوه ثم قال:
- هل تعلم كم تكبدنا من مشاق وأموال لمنع هذا ؟ سنوات طويله و نحن نضغط على حليفنا فى مصر لكى نقضى على التعليم هناك ولم يخذلنا الرجل طوال سنوات حكمه واستطعنا أن نقضى على أى تطوير فى المنظومة كلها
- لقد استطعنا ان نقضى على المعلم تماما فلم يعد له كرامة ولا مكانة فى مجتمعه وصار يعانى أكثر من أى مواطن مصرى فلم يعد قادرا على الابداع فى عمله مطلقا
هز رئيس الوزراء كتفيه قائلا:
لقد جعلنا المعلم يمد يديه كالشحاذ الى طلابه
وجعلنا الطالب يحتقر معلمه ويضربه ويهينه ويسخر منه
توقف رئيس الوزراء قليلا ثم صرخ فجأة :
هناك تقصير ما...نعم....لابد انكم قصرتم فى أداء واجبكم أليس كذلك؟
قال المدير فى توتر:
- سيدى نحن لم نقصر اطلاقا ؟ لقد حرم حليفنا المعلمين من الرواتب التى تكفل له العيشة الكريمة وإلغى تكليف التربويين حتى نضمن انهيار المنظومة تماما وقسم المعلمين الى فئات مشتته فمنهم متعاقد بالحصة ومنهم بالأجر ومنهم مكافأة شاملة ومنهم معلم مساعد ومنهم عقد مميز وعادى لا يعرف اى منهم الآخر ولكى نضمن عدم اتفاقهم على شىء واحد ثم جعلنا غالبيتهم يعمل فى غير تخصصه فجعلنا خريج آداب لغة عربية أخصائى مسرح وخريج العلوم فى المكتبات وجعلنا خريج الزراعة فى الاذاعة المدرسية وأنهكنا المعلم معنويا فجعلناه يمتحن الكادر بالقلم الرصاص مثل تلميذ الابتدائى وجعلناه مسخة أمام طلابه اذا رسب
ماذا كنا نفعل أكثر من ذلك؟
عقد رئيس الوزراء حاجبيه وبدا على وجهه التفكير العميق ثم قال:
-اذا أخذ المعلمون حقوقهم فلن نفلح أبدا
هل تعلم ما يعنيه هذا؟
يعنى أن المعلم سيكون أكثر تأثيرا فى مجتمعه وسياتى اليوم الذى نجد فيه ملايين من احمد زويل فى مصر..
- نعم سيهدم المعلمون كل ما زرعناه فى نفوس الاجيال السابقة
سيأتى يوما ونسمع عن التلميذ الذى يحترم معلمه ونسمع عن الأسرة الفاضلة ونسمع عن حضارة مصرية حديثة تنافس كل حضارات الدنيا..
ضرب الرئيس مكتبه بكفيه قائلا:وهذا ما لا يجب أن نسمح به اطلاقا
هل تسمع؟ يجب اجهاض ثورة المعلمين الى الأبد
سأل المدير :حسنا ياسيدى لقد اجتمعنا وتشاورنا فى الأمر وأصبح لدينا خطة للقضاء على الثورة ومنعها من التجمع ولكنها لا تخلو من المخاطرة
قال رئيس الوزراء فى سرعة:
لا مخاطرة......... كل شىء يهون امام تدمير هذا المجتمع .
قال المدير :
ستقوم مجموعة مسلحة نقوم نحن بتجهيزها بضرب بعض الاوتوبيسات فى اسرائيل ونتهم الجيش المصرى بأنه لا يستطيع حماية حدودنا معه فى سيناء مما يعطينا المبرر للتحرك تجا ة الحدود وجر مصر الى اشتباكات تقلق الرأى العام وتجعل الكل مشغول بما يحدث فى سيناء
وفى المقابل سوف نتصل بالنقابة المستقلة لكى تضرب ضربتها وتعلن تأجيل الوقفات والاضرابات .....
وطبعا المعلمون ستقرر الوقوف بجانب الجيش وعدم ارهاقه وسيتوقفون حتما عن مطالبهم المادية فى سبيل رفعة وطنهم
وبعد اقل من شهر ستبدأ الدراسة ولن يتأخر المعلم المصرى رغم معاناته عن تلبية واجبه المقدس وسينهمك فى عمله ولن يفكر فى الثورة مطلقا
سأله رئيس الوزراء :
وماذا لو حققت الحكومة مطالبهم بدون ثورة؟
ضحك المدير وقال فى سخرية:
اطمئن ياسيدى لن يتحقق هذا مطلقا.
ثم استطرد فى خبث:
وهل تعطى الحكومات شىء بدون ثورات؟
رد مع اقتباس