قصيدة قارئة الفنجان لنزار قباني :
جلست
والخوف بعينيها
تتأمل فنجاني المقلوب
قالت يا ولدي لا تحزن
فالحب عليك هو المكتوب يا ولدي
يا ولدي قد مات شهيدا
من مات فداء للمحبوب
* * * * * *
بصرت ونجمت كثيرا
لكن لم أقرأ أبدا
فنجانا يشبه فنجانك
بصرت ونجمت كثيرا
لكني لم أعرف أبدا
أحزانا تشبه أحزانك
مقدورك أن تبقي أبدا
في بحر الحزن بغير رجوع
وتكون حياتك طول العمر
كتاب دموع
مقدورك أن تبقي مسجونا بين الماء وبين النار
فبرغم جميع سوابقه
وبرغم جميع حرائقه
الحب سيبقي يا ولدي
أحلي الأفكار
يا ولدي
* * * * * *
بحياتك يا ولدي أمرأة
عيناها سبحان المعبود
فمها مرسوم كالعنقود
ضحكتها أنغام وورود
والشغر الغجري المجنون
يسافر في كل الدنيا
قد تغدو أمرأة يا ولدي
يهواها القلب
هي الدنيا
* * * * * *
لكن سماءك ممطرة
وطريقك مسدود
فحبيبة قلبك يا ولدي
نائمة في قصر مرصود
من يدخل حجرتها
من يطلب يدها
من يدنو من سور حديقتها
من حاول فك ضفائرها
مفقود مفقود مفقود
يا ولدي
* * * * * *
وسترجع يوما يا ولدي
مهزوما مكسور الوجدان
وستعرف بعد رحيل العمر
بأنك كنت تطارد خيط دخان
فحبيبة قلبك يا ولدي
ليس لها أرض أو وطن أوعنوان
ما أصعب أن تهوي أمرأة
ليس لها عنوان
ليس لها عنوان
يا ولدي
|