عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 25-08-2011, 02:06 AM
Khaled Soliman Khaled Soliman غير متواجد حالياً
معلم أول أ لغة إنجليزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 9,294
معدل تقييم المستوى: 26
Khaled Soliman has a spectacular aura about
افتراضي العلمانيون في مصر ومعاركهم الخاسرة


العلمانيون في مصر ومعاركهم الخاسرة
http://elmokhalestv.com/index/details/id/6841

Date: 2011-08-24 18:09:02



بقلم : بدر محمد بدر
يوما بعد يوم تثبت الأحداث أن التيار الإسلامي في مصر،* ‬وحركة الإخوان المسلمين في قلبه،* ‬هو الأكثر حرصا علي الالتزام بقيم الحرية ومبادئ الديمقراطية،* ‬واحترام إرادة الشعب،* ‬والاحتكام إلي صناديق الانتخابات،* ‬وقبول الرأي الآخر*. ‬
ويتأكد بالتالي أن كل ما كان يتهمه به خصومه في هذا الجانب،* ‬من العلمانيين واليساريين والليبراليين والمستبدين،* ‬هو محض كذب وافتراء وتضليل،* ‬مثلما تثبت الأحداث أيضا أن العلمانيين ومن شايعهم علي العكس،* ‬يرفضون العملية الديمقراطية،* ‬ولا يحترمون إرادة الشعب،* ‬ولا يقبلون الرأي الآخر،* ‬طالما أنه ليس في صالحهم*! ‬
هي إذن ظاهرة* ‬غريبة ليست موجودة في أي دولة،* ‬أن تقف القوي الليبرالية والعلمانية ضد الديمقراطية،* ‬وترفض امتلاك الشعب المصري قراره لأول مرة في تاريخه،* ‬وتحاول فرض الوصاية عليه بكل وسيلة،* ‬وهذا هو السر في أن هؤلاء يخوضون في هذه الأيام معارك خاسرة،* ‬بعد أن تشدقوا كثيرا بما لا يؤمنون به ولا يعملون من أجله،* ‬وبعد أن احتموا طويلا بالسلطة الفاسدة المستبدة،* ‬واستفادوا منها في هذه الهيمنة الحالية علي أبواق الإعلام ومنافذ الثقافة ومنابر الأدب والفن*.‬
لقد فشلت معركة* "‬الدستور أولا*"‬،* ‬التي حاولوا فيها القفز علي إرادة الشعب،* ‬بعد أن أعلنها صريحة مدوية في استفتاء مارس الماضي،* ‬كما فشلت معركة* "‬تأجيل الانتخابات البرلمانية*" ‬عاما أو عامين،* ‬التي حاولوا فيها استمرار حالة الفوضي،* ‬وترك البلاد تحت حكم استثنائي لفترة طويلة،* ‬وتأخير حلم المصريين جميعا في أن يكون لهم برلمانهم الحر المنتخب،* ‬وأخيرا معركة* "‬المبادئ فوق الدستورية*"‬،* ‬التي حاولوا فيها فرض الوصاية علي الأمة،* ‬والحجر علي قرارها وحقها وحريتها*.‬
والآن يفتعل دعاة العلمانية معركة أخري بالحديث عن* "‬الدولة المدنية العلمانية*"‬،* ‬التي يتقلص فيها دور الدين داخل جدران المسجد،* ‬ولا دخل له بشئون المجتمع والدولة،* ‬وهي معركة خاسرة بكل تأكيد،* ‬لأنها تجري في مواجهة العمق الديني للأمة،* ‬الذي عبرت عنه بوضوح ثورة يناير العظيمة،* ‬وبدأوا كذلك في إطلاق حملات التشكيك في نتائج الانتخابات المقبلة قبل أن تبدأ،* ‬بدعوي استخدام الدين للتأثير علي الناخبين،* ‬وهي مزاعم تخفي شعورا بحالة الفشل التي تعيشها تلك القوي*.‬
سوف يدرك دعاة اليسار والعلمانية والليبرالية في الانتخابات المقبلة،* ‬وهي أول انتخابات برلمانية حقيقية،* ‬يتطلع كل المصريين لأن تكون حرة ونزيهة،* ‬حجمهم الطبيعي ووزنهم الحقيقي،* ‬بعيدا عن الاحتماء بالسلطة والإعلام،* ‬وسوف يمنح الشعب المصري الواعي صوته لمن يعبر بصدق عن هويته وقضاياه،* ‬وسوف تمارس الأمة دورها في تزكية واختيار من يقودها عن جدارة واستحقاق،* ‬ومن يعرف قيمتها ومكانتها،* ‬ومن يبذل من وقته وفكره وجهده من أجل رفعتها وريادتها وتقدمها*.‬
ولكن هل يكف دعاة العلمانية،* ‬ومن سار علي دربهم،* ‬عن افتعال المعارك واختلاق الأزمات وإثارة المشكلات؟ وهل يبحثون في أسباب الفشل،* ‬الذي يلاحق مشروعهم الفكري ومنهجهم السياسي وقبولهم الجماهيري؟ وهل يفكرون في النزول إلي الميدان وطرح أفكارهم والاستماع إلي نبض الناس،* ‬بعيدا عن حضن السلطة وحماية الاستبداد واختطاف الإعلام؟ وهل يجربون القبول بالديمقراطية واحترام الرأي الآخر والمنافسة الحرة،* ‬فإن خسروا الجولة،* ‬فربما كسبوا احترام المنافسين*! ‬
إن أجمل ما ينتظره الشعب المصري في الأيام المقبلة أن يشعر بحريته وكرامته،* ‬وأن يمارس حقه وسيادته،* ‬وأن يعبر عن نفسه وإرادته،* ‬وأن يختار من يمثله ويعبر عنه في كل المجالس الشعبية،* ‬وأن يصنع بالتالي حاضره ومستقبله بنفسه،* ‬وعندها سوف تبدأ مرحلة النهضة والتقدم والاستقرار،* ‬وسوف تأخذ مصر مكانها الطبيعي اللائق بها بين الأمم المتحضرة*.
رد مع اقتباس