الثالثة عشرة :
يضرب الله مثلا للنافع الذى يمكث وينتج أثره ، وللضار الذى لا قيمة له ولا
نفع منه / ويمثل ذلك بماء ينزل من السماء فتسيل أودية وتمتلئ بالمياه ..
وهذه السيول عندما تنطلق بقدر محسوب وطاقة محددة تشهد بتدبير الخالق
وتقديره لكل شيئ .. وهذا الماء الذى ينزل من السماء ويندفع فى الأودية على
صورة سيول ، يحمل فى طريقه غثاء فيطفو على وجهه فى صورة زبد .. وقد ينتفخ
هذا الزبد حتى يخفى تحته الماء ، ولكنه فى آخر الأمر غثاء ، أما الماء من
تحته فهو الذى يحمل الخير والحياة .. وتستمر صورة الزبد أيضا لتظهر فى مكان
آخر عند الصناع والحدادين وغيرهم ، فعندما تصهر المعادن لتصاغ منها الآلات
أو الآنية أو غيرها يطفو على السطح .. وقد يزيد على السطح حتى يخفى المعدن
الأصيل ، ولكنه فى آخر الأمر يظل الخبث خبثا ويظل المعدن النافع نافعا ..
وهذا هو جوهر المثل أن الباطل وإن زهى وانتفش فلا قيمة له فى واقع الأمر ،
وأن الحق وإن اختفى خلف زبد الباطل فهوالباقى والأنفع للناس بإذن الله
تعالى .
__________________

العلم النافع .. صدقة جارية
|