الحلقة الثانية
البرد قارس في الخارج
و الرياح تزمجر و تعوي بوحشية
صوت الرعد تهتز له أركان بيتنا
انهمر المطر بغزارة
و صار البرد يطرق زجاج نافذتنا بقوة
لمع البرق في السماء فاهتز بسببه كياني كله ،،
التصقت بأمي ، فضمتني إلى صدرها و طوقت جسدي الصغير بذراعيها
فشعرت بقلبي يخفق بشدة ..
أسرعت أمي نحو النافذة فأغلقتها و أسدلت الستائر التي لم تفلح في عزل ذلك الرعب أو إيقاف طرقات المطر العنيفة على النافذة الصامدة ..
مرت دقائق خوف و هلع تلتها دقائق أخرى مماثلة ..
و بعد ذلك ،،،
خفت صوت الريح
و صمت الرعد
و تحول طرق المطر الشديد على النافذة إلى ترانيم تهمس بحنان و رقة
و تسأل : من وراء النافذة ؟
هل لي بصديقة تلاطفني و تسهر معي ؟
نظرت لأمي أستأذنها في إزالة الستائر و فتح النافذة لذلك الطارق الذي يريد أن يسرقنا من وحدتنا و يسهر معنا ... طارق لا يأتي من الباب !!
تقدمت أمي نحو النافذة و فتحتها ..
اقتربت من حافتها و نظرت نحو السماء
كان القمر مضيئا يملأ أرجاء المكان ضؤه
و زخات صغيرة من المطر تداعب أوراق الأشجار فتترك عليها قطرات براقة كالنجوم
تهتز الأغصان برقة فتعزف لحنا هامسا ينفذ إلى الأعماق ليزرع فيها فيها السكينة
و الطمأنينة و الهدوء و الأحلام البيضاء الناصعة الطهر ..
التفت نحو أمي فابتسمت لي و كأنها قرأت في عيني حلم الغد البعيد ..
أقفلت أمي النافذة و اقتادتني إلى غرفة جدتي ..
فقد حان موعد حكاية الليلة .
|