بعد ثورة يوليو52 بـ 45 يوما فقط
صدر قانون الإصلاح الزراعي الذي قلب الطبقية
رأسا على عقب لصالح المزارعين الفقراء .. لماذا ؟
لأن كانت مصر دولة بمعنى الكلمة ..
لأن كان فيه حكومة بحق ...
لأن كان فيه رجل مصري الأبوين والمولد والتربية
اسمه جمال عبد الناصر (طبعا مع اللواء نجيب الذي لايقل وطنية )
واليوم يمر على بداية الثورة أكثر من سبعة أشهر ونحن (محلك سر)
ءأتوني ببلد في العالم تكون النسبة بين أقل وأكثر
راتب (حكومي) 140000 مائة وأربعين ألف ضعفا ..
لن تجدوا ذلك ولا في المريخ ولا في بلاد الواق الواق
ولا في الأساطير ولا في روايات الخيال العلمي ولا في قاع الجحيم ..
لو نصبوا الشيطان الكبير (إبليس) حاكما على أمة
من الأمم فلن يخطر على باله إن يفعل بهم ما يُفعل بنا ،
ولو خطر على باله فلن يطاوعه قلبه ..
فما بالنا ونحن محكومون بـ .. بني آدمين مثلهم مثلنا يأكلون الطعام
ويمشون في الأسواق ..
سيقول السفهاء ماذا تقدمون أيها المعلمون ؟
نقول : أنتم وضعتم المعلم في المربع العاطل
واضطررتموه إلى أن يلجأ إما للدروس الخصوصية أو التسول ،
وفي الحالتين تقل كفاءته العلمية .. وجعلتم امتحان الكادر
والتدريبات مهازل .. ولكنكم إذا وضعتم المعلم في المربع
المنتج فكيف سيكون ؟؟؟؟
أنا أقول لكم : سيستريح ماديا ويقرأ كثيرا وينافس ويتحدى
ويستعرض معلوماته وعضلاته العلمية
ويفخر ويتفاخر وتنشأ المنافسات العلمية الخالية من العقد والضنك ..
ضعوا المعلم في مكانه الصحيح يا أولي الأمر ثم انظروا
كيف سيكون وماذا سيقدم .
كيف لعامل أو ساع أو فراش في بنك أن يكون مليونيرا ،
ويكون المعلم شحاتا .. ؟
هل يمكن أن يتقبل أي عاقل أن يكون راتب مدير عام مساويا ل 6 كيلو لحما ،
بينما يتقاضى عامل أمي بل وجاهل آلاف مؤلفة
عشرة وعشرين وثلاثين وأكثر ؟
وهل من العدل والإنصاف أن يخرج المعلم
المربي للأجيال بعشرين أو حتى أربعين ألفا نهاية
حدمته بينما يحصل الأقل منه موهبة وعلما وكفاءة
على مليون جنيه لمجرد أن هذا يعمل في وزارة
خدمية وذاك يعمل في وزارة منتجة .. طيب السؤال :
هل كانت التربية والتعليم وزارة منتجة ثم التحق
بها أولاد الكلب دول وقلبوها بقت خدمية ؟؟؟
طيب هل كانت وزارة كذا في الأصل خدمية
ثم جاء والتحق بها أولاد الأصول
الأكابر هؤلاء وحولوها إلى منتجة ؟؟؟
طيب إيه رأيكم إن المنطق معكوس .
.
ما تعتبرونه منتجا هو في الأصل استهلاكي أو مستهلِك
لأنه يكلف الدولة رواتب تظلم الفقراء بجانبه إذا
اجتمعا أمام سلعة يشترونها ..
بلاش كده البترول ده مش مخزون محدد واللي يخرج منه لايعود ..
هذا إذن استهلاك .. أما التعليم فأنت تبني الإنسان ،
الله خلق وأنت تبني .. إنها رسالة الأنبياء أيها التافهون ..
عايزين الحتة بتاعتنا دي اللي اسمها مصر تبقى دولة ؟؟؟
إجابة واحدة : التعليم .. ثم التعليم .. ثم التعليم × 1000000000000000000000000000000000000000000000
|