عن تجربة
تستطيع أن تطعن الشخص ثم تخرج السكين من جوفه لكن تكون قد تركت أثرا لجرح غائر
لهذا لا يهم كم من المرات قد تأسفت له لأن الجرح لا زال موجودا كذلك إذا جرحت صديق لك و أردت أن تتأسف فالاعتذار عن خطأ كالجبس على الكسر يدوم طويلا طويلا لكي يعود الأمر لسابق عهده .لكنك في المرة التي تقول " أنا آسف" ,لابد أن تنظر لعيني الشخص الذي تكلمه كي تصل الكلمة من القلب للقلب لأن العيون هم شفاه القلب لذلك فإنهما لا يكذبا أبدا فمن الممكن أن تكون قد أخطأت في حقه دون قصدك أو تصرفت بطريقة تبدو لك عادية و لكنها بالنسبة للآخرين لا تبدو كذلك و ليس من المعقول أن تترك أي سوء تفاهم صغيرا لا يساوي شيئا يدمر الصداقة العظيمة التي قلما توجد في تلك الأيام و ليس من الممكن أيضا بسبب غطرسة عمياء و كبرياء زائد ترفض اعتذار يمكن أن يكون جبيرة لكسر أنت سببه بقصد أو من دون قصد و تضيع صداقة كان لها طريق ممدود فأعطي الناس أكثر مما تتوقع تنال منهم فوق ما تستحق . و بالرجوع للخطأ ذاته ففي التنقل من حفرة لحفرة و مهما تعمقت فإنك تعرف منها الصديق الحق و الصديق المزيف و لا شرط للأصدقاء ألا يتخاصما و لكن شرط عليهم ألا يدوم الخصام و أن يحترما بعضهما في الهنيهة التي يختصمان فيها . و بعدما تعود المياه لمجاريها لا تنجرف مثلما كانت و لكنها تأخذ فترة من الزمن لكي تعود أقوي مما كانت عملا بالحكمة التي تقول
" الضربة إذا لم تمتني فتقويني"
لكي تكون قد جنيت الثمرة الجيدة في الصداقة هو
""معرفة من الذي يمكن أن تستودعه سرك ويقوم بنصحك و يشد أزرك و يود لو يموت فداء ظافر إصبعك "
# الصداقة كنز نادر و الصديق الوفي من شبه المستحيلات #
|