الموضوع: من واقع الحياة
عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 10-09-2011, 06:07 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,413
معدل تقييم المستوى: 18
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

ثلاثة
الأول قائد طائرة إنجليزية على وشك أن تهبط في مطار هيثرو بلندن. تتعطل محركات طائرته على مشارف المطار و تتهاوى الطائرة نحو الأرض ، في ثوان معدودة لا تتجاوز نصف دقيقة يوجه الطيار طائرته بعيدًا عن المرور و المنطقة السكنية المجاورة و يبقى متحكمًا فيما بقي له من أجهزة بعد انقطاع الكهرباء عن معظم أجهزة الطائرة ، رباطة جأش الرجل تجعله يهبط بقدر من الأمان على أرض خلاء تتحطم الطائرة تحطمًا غير مروع. يأمر الرجل المضيفون بإخلاء الطائرة فيخرج منها المسافرون بغير تدافع ، يبقى الطيار و مساعده في الطائرة ريثما يطفئون أجهزتها ثم يتركونها على عجل حتى لا تهلكهم النار لو اندلعت في الحطام ، ينجو الجميع نتيجة الهبوط المميز.
أما الثاني فقائد طائرة أمريكية اصطدم سرب مهاجر من طيور الأوز المهاجر بطائرته ، معطلًا محركيها على ارتفاع عالي في الهواء ، يتصل الطيار ببرج مراقبة الطائرات معلنًا حالة الطوارىء و مرسلًا نداء استغاثة و سائلًا عن مطار قريب يحط به. فالطائرة تتهاوى للأرض و ستصلها بعد دقائق.
لا ، لا يمكنه العودة للمطار الذي أقلع منه على قربه ، تعطل المحركات قطع الكهرباء عن العديد من أجهزة الطائرة التي تساعده في التحكم و الدوران بها ، ستسقط إن فعل.
لا و لا يمكنه الإتجاه لكل المطارات التي نصحه مراقب حركة المرور بالهبوط بها فهي بعيدة و الطائرة توشك أن تحط على الأرض.
سأهبط في نهر هدسون. هكذا أبلغ الطيار مراقب حركة المرور على الأرض.
هالكون إذًا، هكذا ظن المراقب الأرضي حتى كادت أن تنهار أعصابه.
و الطائرة ما هي بقارب ، لو أخطأ الطيار زاوية الهبوط لابتلعته المياه على الفور بلا أمل في نجاة المسافرين على متنها.
يخبر الطيار المضيفون بتوجيه ركاب الطائرة للجلوس و الاِستعداد للصدمة بخفض رؤسهم و التمسك بالمقعد الذي يسبقهم. يلتزم الجميع بتلك التعليمات و يحدوهم أمل النجاة في جحيم الخوف. يرسل أحد المسافرين رسالة لزوجته على الهاتف النقال يخبرها أنه يحبها ، لا لم يرغب في أن تتوتر لو عرفت أنه على وشك الاصطدام و مصيره مجهول.
بثبات أعصاب يوجه الرجل الطائرة يدويًا و يهبط على سطح الماء ، مجددًا يغلقها و يأذن للمسافرين بالخروج و يفتح المضيفون أبوابها ليقف ركابها المائة و الخمس و الخمسون على جناحيها ريثما تحضر زوارق الإنقاذ كي تنقلهم للبر الآمن.
على بر أمان سالمين ، يحتفي الجميع بالنجاة و يتوجون طاقمها أبطالًا فينالون حظهم من الشهرة و الجاه نتيجة ثبات 3 دقائق متواصلة.
الثالث طيار كندي كانت طائرته في منتصف رحلتها في أجواء كندا عندما أعلن الحاسب الآلي انخفاض مستوى الوقود في المحركات ثم تعطل المحركين واحدًا تلو الآخر.
لحسن حظ الرجل أن الطائرة مصممة بحيث يمكنها الطيران على الهواء لو تعطلت محركاتها لفترة . يرسل الطيار نداء الاِستغاثة للمراقب الأرضي .
يحدث المراقب الأرضي نفسه: أنا أتحدث مع رجل ميت لا محالة!
تختفي الطائرة من شاشة الرادار أمام المراقب الأرضي.
يلتفت طاقم المراقبون الأرضيون لمساعدة الطائرة المنكوبة و يحضر أحدهم جهازًا قديمًا للرادار و يستخدمه حتى يحدد مكان الطائرة على وجه التقريب.
يسأل الطيار برج المراقبة عن أقرب مطار فيقترح عليه واحدًا على بعد عشرات الكيلومترات.
لأن الأجهزة التي تقيس ارتفاع الطائرة و سرعتها لا تعمل فإن مساعد الطيار أخذ يحسب يدويًا و بالتقريب سرعة الطائرة و ارتفاعها و استنتج أن الطائرة ليس بوسعها أن تصل ذلك المطار القريب.
اقترح برج المراقبة مطارًا قديمًا ذو مدرج واحد لم يعد يستخدم منذ فترة فقرر الطيار أن يهبط عليه لأنه الأقرب.
يعطي المضيفون المسافرين تعليمات الحفاظ على سلامتهم و يخبرونهم بالإشارة التي عليهم عندها أن يخفضوا رؤسهم استعدادًا للصدمة و يدربونهم سريعًا على التوجه لمنافذ الطوارىء للخروج عند الهبوط ، كل ذلك و لا أحد يتوقع النجاة ، الكل يفكر في الموت و يندم على أخطائه لكنهم يمتثلون للأوامر التي تلقوها بالهدوء و الصبر.
تعترض الطيار عقبة أخرى بعد إنزاله عجلات الطائرة فسرعة الطائرة المرتفعة بلا قدرة على خفضها ستجعلها تصطدم بالممر عند الهبوط و تتحطم بلا أمل في نجاة أحد.
للطيار و مساعده خبرة بالطيران الشراعي لذلك اعتبر الطيار طائرته طائرة شراعية و وجهها على نحو مماثل. في نادي الطيران الشراعي كان قد سمع عن مناورة تساعد الطيار الشراعي على خفض سرعته عند محاولته الهبوط و رغم أن لم يجربها فإنه قرر أن يفعل شيئًا مماثلًا بالطائرة المعطلة التي بين يديه.
مفاجأة أخرى تنتظر القائد فالممر الذي حسبه فارغًا صار الآن ناديًا عليه العديد من السيارات و البشر يستجمون و يتسابقون!
يبدأ الهبوط (السقوط) و من ثم محاولات الطيار إيقاف الطائرة على ممر يلعب عليه ولدين بدراجتهما دون أن يريا الطائرة المقبلة نحوهما.
يخدم الحظ قضية الرجل فتتدمر العجلات الأمامية نتيجة الاصطدام بالممر و ينخفض أنف الطائرة في الأرض لذلك ينجح الطيار في إيقاف الطائرة في مسافة معقولة دون أن تصيب الأولاد أو غيرهم من الناس الذين فاجأتهم تلك الطائرة بالهبوط بينهم.
ولّد الاحتكاك بين مقدمة الطائرة و الأرض حرارة أذابت العازل الذي يغلف المقدمة و تصاعد الدخان في كابينة القيادة. أطفىء الطيار و مساعده أجهزة الطائرة بحسب الإجراءت المتبعة في حالة الطوارىء و أمر الطيار الجميع بالخروج على عجل خشية اندلاع النيران بالطائرة.
فتحت المضيفة الأبواب و جهزت مهبط الطوارىء و ساعدت الجميع على الخروج بينما خرج الطيار و مساعده و أخذا يخمدان ألسنة النار التي بدأت تظهر ، بمساعدة من توافد ممن كان على مقربة من الطائرة ، جاءوا و معهم أجهزة إطغاء الحريق. و بذلك يكون الطيار قد طار بطائرته المعطلة 17 دقيقة و قطع عشرات الكيلومترات. و يكون الأول من نوعه الذي يهبط بطائرته بسلام بعد تعطل محركاتها بالكلية.
لا يصاب أحد بأي إصابات عدا خدوش و تسترد الطائرة عافيتها بعد الإصلاح لتكمل مسيرة ربع قرن أخرى في السماء بلا حوادث. و يكمل الطيار عمله في مجال الطيران بينما يرتقي المساعد فيما بعد ليصبح قائدًا أيضًا.
في مقابلة مع الطيار و إجابة على سؤال: كيف أفادته تلك الحادثة ؟
قال الرجل: ازدادت ثقتي بنفسي و تأكدت من قدرتي على حل المعضلات.
الثالث أكثرهم إبهارًا.
رد مع اقتباس