عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11-09-2011, 09:38 AM
جهاد2000 جهاد2000 غير متواجد حالياً
أحصائى أول مكتبات
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
العمر: 51
المشاركات: 2,512
معدل تقييم المستوى: 19
جهاد2000 will become famous soon enough
افتراضي اقتحام السفارة الإسرائيلية.. ضعفُ حكومةٍ أم تهورُ ثوارٍ ؟!

اقتحام السفارة الإسرائيلية.. ضعفُ حكومةٍ أم تهورُ ثوارٍ ؟!

السبت 12 شوال 1432 الموافق 10 سبتمبر 2011

أسامة نبيل

تصَاعدت الأحداث في مصر فجأة، بعد هدوء نسبي شهِده شهر رمضان الكريم، وسرعان ما اشتعلت بعد استشهاد ستة جنود مصريين برصاص الاحتلال الإسرائيلي على الحدود، ثم خروج تظاهرات تطالب بطرد السفير، لينتهي الأمر بنجاح أحد الشباب بإنزال العلم الإسرائيلي من أعلى السفارة الموجودة غرب النيل بمحافظة الجيزة.

وعادت الأمور للهدوء "الحَذِر" لأيام قليلة، وسرعان ما اشتعلت مع الدعوة للخروج في تظاهرة "مليونية تصحيح المسار"، التي قُررت يوم الجمعة التاسع من سبتمبر، تلك المليونية التي سبقتها اشتباكات بين رجال الأمن وعدد من مشجعي كرة القدم "الألتراس"، ليبدأ اليوم وكأنه يومًا للانتقام من الشرطة، إذ سرعان ما لجأ البعض إلى مقر وزارة الداخليَّة؛ لتنقل وسائل الإعلام حرائق بداخلها دون معرفة الجاني! لكن تأتي النيران على غرفة الأدلة الجنائيَّة، ولم يكتف الشباب بذلك، بل انتقلوا إلى مقر السفارة الإسرائيلية للتنديد مجددًا ، وهناك كانت الأحداث أشد عنفًا وأعلى وتيرة، ربما يتوقف عليها مستقبل العلاقات المصرية الإسرائيليَّة بكاملها.

البداية

الدعوة للمشاركة في مليونية "تصحيح المسار"، كانت البداية التي حركت الأحداث، حيث طالب القائمون عليها، وهم تيارات يساريَّة وليبرالية، وسط غياب تام للإسلاميين، بوضع خارطة طريق واضحة للديمقراطية ومدنية الدولة، ووقف كافة محاكمات المدنيين أمام المحاكم العسكريَّة، وسرعة إصدار قانون الغدر، وتعديل قانون مجلس الشعب بعد التقسيم الحالي للدوائر، الذي جاء صادمًا للجميع إضافة إلى المطالبة بإلغاء مجلس الشورى.

ورغم أنَّ المطالب لم تتضمن "معاقبة إسرائيل"، إلا أنَّه يبدو أن فشل اكتمال "المليونية"، جعل البعض يفكر في عمل بطولي يُنسي الناس "فشل الدعوة للمليونية"، فكان الحل في "السفارة الإسرائيليَّة".

توجَّه البعض عقب صلاة الجمعة إلى مقر السفارة الإسرائيليَّة، وهي لا تبعد كثيرًا عن ميدان التحرير رافعين اللافتات والشعارات المنددة بمقتل الجنود على الحدود، ثم قاموا بتكسير سور عازل، كانت قد بنته قوات الأمن أمام مقر السفارة بالشواكيش، وظلت وسائل الإعلام تنقل على الهواء مباشرة عملية تكسير الجدار العازل، وسط تهليل وفرحة المتظاهرين وبعض الأهالي الذين هالهم المشهد.

اقتحام السفارة

مع تصاعد الأحداث، تمكن عدد من المتظاهرين من اقتحام مقر السفارة الإسرائيليَّة من خلال شرفات الطابق 18 للمبنى السكني الذي تشغل السفارة 3 طوابق منه، ثم قام المتظاهرون بإلقاء أوراق تتضمن بيانات عن أرصدة بنوك وتعاملات مع الحكومة المصرية من غرفة الوثائق والأرشيف بالسفارة، ووقعت بعض المصادمات بين المتظاهرين وقوات الأمن، أسفرت عن إشعال النيران في 4 سيارات تابعة للأمن المركزي، والاستيلاء على متعلقات وأدوات الجنود المتواجدين بمحيط السفارة، إلا أنَّهم قاموا بتسليمها لقوات الجيش فور وصول 3 مدرعات لتفرقة المتظاهرين.

وسبق اقتحام السفارة، عملية هدم لسور عازل أقامته قوات الأمن أمام مقر السفارة الإسرائيليَّة، حيث نجح المتظاهرون في تحطيم الجدار، مستخدمين الشواكيش والمطارق الحديدية، وسط هتافات لتشجيعهم على الاستمرار، وانضم عدد كبير من متظاهري التحرير إلى متظاهري السفارة، وشاركوهم في هدم الجدار وكان غالبيتهم من "ألتراس" مشجعي ناديي الزمالك والأهلي، وردّدوا هتافات "بسم الله - الله أكبر.. بسم الله"، و"الشعب يريد طرد السفير"، و"على سيناء رايحين شهداء بالملايين"، و"يا شهيد نام وارتاح واحنا نكمل الكفاح"، وبعد الهتافات احتفل مئات المتظاهرين أمام السفارة بهدم السور، وأطلقوا مئات الصواريخ والشماريخ والألعاب الناريَّة، بينما نجح 3 من المتظاهرين في الوصول إلى الطابق الـ19 من المبنى، ونجحوا في إنزال العلم الإسرائيلي، مرة أخرى، بعدما سبق ونجح أحد الشباب في إنزاله في تظاهرات سابقة.

ردود الفعل الإسرائيليَّة

في أول رد فعل إسرائيلي، أُعيد السفير اسحاق ليفانون إلى "تل أبيب"، بصحبة عائلات أعضاء السفارة، بعد استدعاء حكومته له بسبب تداعيات محاولة اقتحام مقر السفارة.

وصرَّحت مصادر مسئولة بمطار القاهرة بأنَّ السفير و71 إسرائيليًا من طاقم السفارة وأسرهم وبعض رعايا إسرائيل لدى مصر غادروا على طائرة عسكريَّة خاصة وصلت من تل أبيب.

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف بنيامين نتنياهو، فوصف مقتحمي السفارة الإسرائيليَّة بالقاهرة بـ"الغوغائيين"، وقال: "الهجوم على السفارة من قِبل الجماهير المصرية أمر خطير جدًا، ولكن كان من الممكن أنَّ يكون أخطر إذا نجحت الحشود في عبور الباب الأخير والإضرار برجالنا"، وأضاف نتنياهو: "العمل الحاسم الذي قامت به السلطات المصرية من أجل تحرير رجالنا، يستحق الشكر، ولكن يجب ألّا يمر الأمر مرور الكرام".

فيما وصفت تسيبي ليفني زعيمة حزب كاديما المعارض؛ اقتحام السفارة في مصر بأنَّه حادث خطير في العلاقات بين الجانبين، غير أنها أكدت أنَّ "السلام بين إسرائيل ومصر مصلحة استراتيجية لكلتا الدولتين، ويجب الحفاظ عليه رغم المظاهرات في الشوارع".

لكن المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، صرَّح : إنَّ إسرائيل تريد إعادة سفيرها إلى مصر قريبًا، وأضاف المتحدث روني صوفير، لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي: إنّنا "نطلب إعادة سفيرنا إلى القاهرة قريبًا، في ظل ترتيبات أمنيَّة مناسبة".

وذكر صوفير أنَّ إسرائيل ومصر تعملان على الحفاظ على اتفاقية السلام التاريخيَّة التي وقّعها البلدان في 1979.

وأعلن البيت الأبيض في بيانٍ أنَّ الرئيس باراك أوباما يشعر بقلق حيال اقتحام محتجين للسفارة الإسرائيليَّة بالقاهرة، وأبلغ نتنياهو أنَّ الولايات المتحدة تتخذ خطوات للمساعدة في حل الأزمة، دون وقوع مزيد من أعمال العنف‏.‏

وقال البيان: إنَّ أوباما دعا أيضًا الحكومة المصرية إلى "احترام التزاماتها الدوليَّة، وحماية أمن السفارة الإسرائيليَّة‏".

ولكن الأمر لاشك سيترك أثرًا سيئًا لدى الإسرائيليين، وتزداد مخاوفهم مع تزايد خلافاتهم مع تركيا، وفي ذلك تقول صحيفة "جارديان" البريطانيَّة: إنَّ القلق يجتاح إسرائيل بعد حادث اقتحام مبنى سفارتها بالقاهرة، وخاصة أنَّ الأحداث تأتي في فترة انقطعت فيها العلاقات الوثيقة بين إسرائيل وأقوى حلفائها الاستراتيجيين بالمنطقة (تركيا)، فضلاً عن التوتر الشديد الذي أصاب علاقتها بمصر بمجرد سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك.

وأضافت الصحيفة أنَّ زيارة رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان لمصر تعتبر أول زيارة يقوم بها زعيم تركي إلى مصر منذ 15 عامًا، والتي تعتبر بداية لحملة دبلوماسيَّة عنيفة تَشنّها أنقرة ضد إسرائيل.

وأوضحت الصحيفة أنَّ أزمتي مصر وتركيا منفصلتين، وإنْ كانت أسبابهما تتشابه، فكل من البلدين شهدتا اعتداء إسرائيليًا، مع رفض إسرائيل الاعتذار لكل منهما، مما أسفر عن علاقات مهددة وشديدة الحساسية بين البلدين الجارتين لإسرائيل.

طوارئ الحكومة

وفي مصر، يبدو أنَّ الأمر لن يمر مرور الكرام، إذ أنَّه مع فجر اليوم التالي لاقتحام السفارة الإسرائيليَّة بالقاهرة، عقد مجلس الوزراء اجتماعًا طارئًا مع المجلس العسكري –الذي يدير البلاد-، لبحث تطورات الموقف، وفيه قدمت الحكومة استقالتها إلا أنَّ المجلس العسكري رفضها.

وصرَّحت الحكومة المصرية عقب الاجتماع أنَّه سيتم تفعيل كافة بنود قانون الطوارئ، حفاظًا على هيبة الدولة، مشيرةً إلى أنّه قد تمت إحالة 38 من المقبوض عليهم في أحداث السفارة الإسرائيليَّة إلى محكمة أمن الدولة العليا طوارئ.

وطالب وزير الإعلام المصري أسامة هيكل، في كلمة له عبر التليفزيون المصري، كافة القوى الوطنية ووسائل الإعلام بتحمل المسئوليَّة في مواجهة ظاهرة الانفلات الأمني، مؤكدًا على قيام أجهزة الأمن، باتخاذ ما يلزم للتصدي لأعمال البلطجة وتأمين المنشآت بالطرق القانونيَّة، وحقها الشرعي في الدفاع عن النفس.

وهي القرارات التي زادت الأمر اشتعالاً، ودفعت البعض للتظاهر أمام السفارة الأمريكيَّة بالقاهرة، بل وصل الأمر لحد محاولة اقتحامها، ومطالبين بطرد السفير الأمريكي.

وردّد المتظاهرون هتافات "تسقط أمريكا.. تسقط إسرائيل"، و"الشعب يريد طرد السفير الأمريكي", ووضع المحتجين حواجز في منتصف الشارع لشلِ حركة المرور.

وقامت أسرة الشيخ عمر عبد الرحمن ـ المعتصمة أمام السفارة للمطالبة بالإفراج عن الشيخ الضرير ـ بإقناع الشباب بالتظاهر بشكل سلمي، تجنبًا لأية مشاكل.


المصدر

http://www.islamtoday.net/albasheer/...-12-155933.htm
رد مع اقتباس