أعزائي الكرام
لقد أثبت لي ناشط في الإخوان بعد الحوار معه علي تهدئة الموقف ، وأن ترك العمل ليس من الإسلام ــ الذي تقولون أنكم تدعون به ــ في شيء ، فقال بالحرف الواحد : لقد اجتمعنا مع الوزير وقال : أريد وقفة منكم في الشارع ، ولوح إلى وجوب المظاهرات والوقفات الاحتجاجية .
فبالله على على الجميع ، هل يعقل ذلك من وزير التعليم ؟
ولو كان ممكنا ، فلماذا إذن يدعو الإخوان إلى اسقالة الوزير الذي طلب منهم التظاهر والاحتجاجات ، والمطلوب من المساكين الذين يسمعون بلا تحليل أن يصدقوا فقط دون تفكير . و نعطي لعقولنا ــ التي تميزنا عن الكائنات الأخرى ــ إجازة .
حرام عليكم ، لقد ارتبط العمل الصالح بالإيمان في أكثر من 55 آية في القرآن الكريم ، وذكرت كلمة الإصلاح 3 مرات ، وكلمة إصلاحها الخاصة بتعمير الأرض بالعمل والجد ذكرت ( مرة ) بصيغة النهي من الله ، والمصلح ( مرة في البقرة ) ، لعلم الله به من المفسد والعياذ بالله ، وكلمة مصلحون ذكرت مرتين ، ولم أجد مرة واحدة لوقف العمل مهما كانت الأسباب ، وهذا لا يعني أن نرضخ لما نحن فيه من إذلال وهوان ، لا والله فأنا من أكثر الناس الذين ظلموا ، بسبب الوساطة اللعينة ، ولكن بما أن النظام السابق سقط ورحل بلا عودة ، ويعلم النظام الحالي كيفية سقوطه ، فليبدأ النظام الحالي في العدل الاجتماعي ، وإعطاء الحقوق لأصحابها ، وإرجاع ما يخصهم من ضياع كرامة المعلم ، ونبدأ نحن أولا بإرجاع ما ضيعناه من إهدار لكرامتنا ، بسبب الدروس الخصوصية ، وبسبب الغش الذي يحدث في المدارس ، ولا أقول بعدم الشرح في الفصول لأن كل معلم لديه من الضمير ما يجعله يلتزم بالشرح إلا الأقلاء والقلائل ، ولكن تعلمون جيدا أن البعض ــ بسبب أو بآخر ــ يضطر لأسباب كثيرة أن يعطي ضميره إجازة في أوقات كثيرة ، بحجة أن نسبة المدرسة يجب أن تكون كذا وإلا تحول الجميع إلى التحقيق ، فيضطر البعض للغش وحرمان البعض من فرص التفوق الحقيقية ، وأتحدى أن يحترم طالب متميز أي معلم يساعد على الغش .
فهيا نصلح أنفسنا أولا ونغيرها حتى يغير الله ما نحن فيه ، ولن يتغير ما نحن فيه بدون تغيير الأنفس ، وحتى لو زيدت المرتبات إلى أضعاف مضاعفة ، فلن يبارك الرزّاق فيها ، وأقسم بالله على ذلك ، لن يبارك الله لنا فيما يهبنا ويعطينا إلا بالرضا ، وإصلاح الذات ، ولو تغير ذلك لولّى الله علينا من يصلح أحوالنا بلا تعطيل للعمل الذي دعانا الله له ، وبلا ذنوب نتحملها فوق ما نحن فيه ، هذا والله من وراء القصد ، واعلموا أن هذه الكلمات ستصل إلى من يعقلها جيدا ، ومن يفهمها بعقله وقلبه ، وأقسم بالله ما أريد إلا الصالح العام ، وعلى الدولة والوزارة أن تعلم أننا لسنا ضعفاء ، وما كتبته الآن هو من مصدر قوة ، ومن مصدر الصبر الذي إذا نفد ما أوقفه الطوفان ، وليعلم الجميع في الوطن أننا ظُلِمنا كثيرا ولينظروا لنا من هذا المنطلق ، والأيام بيننا والإمتحانات العامة ليست ببعيدة ، وأقسم بالله على قدر ما نحن فيه من صبر ، وما ندعو إليه من التصبُّر ، لا يوحي بضعف ، بل والله نحن على استعداد أن نُحوّل كل هذا الصبر إلى ما لا يحمد عقباه ، وسنعطيكم الفرصة لتنظروا إلى موظفي التربية والتعليم ، أساس التقدم العلمي ، الذي يسود به دول العالم ، وأنتم تعرفون جيدا قيمة المعلم في الخارج ، وقد قمت بعمل بحث في ذلك في الكلية ، فأعطاني الدكتور المشرف ( صفرا مع مرتبة الشرف ) ، وطلب إعادته في أي موضوع آخر ، بعيدا عن السياسة ، فعكسته اسهزاء به 180 درجة فأعطاني امتياز من وجهة نظره ، وكم أتمنى من الوزارة أن يعطوا للجميع الفرص ــ من معلمي البلد ــ في تقديم الأبحاث للنهوض بالوطن ، ولا يكتفون بما يسمونهم مستشارين ، فقد يصل معلم بسيط إلى أفكار جديدة ورائعة وتنهض بالمجتمع .
وفي النهاية أرجو من الجميع ألا يأخذ رأيي على محمل لا أقصده ، فوالله مل أريد إلا الإصلاح .
|