أعزائي المعلمين
رد على أخ قد أخطأ في حقي وهو من المعلمين بالتربية
أولا // أشكرك على إهانتك
ثانيا // وهو الأهم أنا معلم وليس لي دخل سوى وظيفتي .
ثالثا // لا أعطي دروسا خصوصية أو مجموعات في المدرسة .
رابعا // الشهيد علينا هو الله العزيز القدير .
خامسا // والأهم ــ والذي أدعو الله أن تتفهمه جيدا من أخ أو إنسان عادي خوفا من أن كلمة (أخ) تثير مشاعرك وتغضبك ــ هو النظر في أعمالنا ، وأقسم لك بالله ما اشتريت أرضا إلا بعد أن تركت الدروس الخصوصية ، والأرض ليست بالكثير ، لكن المهم أن تعرف أن البركة هي كل شيء في الأرزاق ، فكثيرا من الناس يعيشون كالساقية في الحياة ، ولن يقدّر الله لهم إلا رزقا معينا لن يتحصلوا إلا عليه ، مهما فعلوا ، ومهما عملوا من أعمال كثيرة ، وهنا لا أدعو للتكاسل ( حاشا لله ) لكن علينا الأخذ بالأسباب وترك الرزق على الله .
ومن فضلك لو كنت صادقا فيما ادعيت أنك تعمل ( 3 ) ثلاثة أعمال بجوار عملك ولم تستطع كفاية أولادك فانظر إلى أموالك وستجدها والله العظيم يدخلها ما هو حرام ( وأنا آسف عزيزي ) ولكن لأني مؤمن وعليّ نصحك وأعلم أننا لا يمكن أن نكونوا صادقين وديننا هو الكاذب .
وإليك هذه الطرفة الصادقة :
أن أحد الأشخاص ذهب لشيخ يلتمس فيه الصدق والإخلاص ، وقال له : يا شيخ ، إن لي بعض الأطفال ولم أكفهم المعيشة . (( وكأن لسان الحال ينطبق عليك ))
فقال الشيخ له : هل تعمل .
فقال الرجل : نعم .
فقال الشيخ : وكم تأخذ أجرا .
فقال الرجل ــ على سبيل المثال الحالي ــ : عشرون جنيها.
فقال الشيخ : خذ من صاحب العمل خمسة عشر جنيها .
فتعجب الرجل وقال يا شيخ ؟؟؟
فقال الشيخ : أجئتني سائلا أم مجيبا .
فقال : سائلا .
فقال له الشيخ : أواثق أنت من إيماني .
فقال الرجل له : نعم .
فقال الشيخ : إذن لا تجادلني .
وعاد الرجل وعمل بالنصيحة ، وكانت النتيجة أسوأ مما ذي قبل .
فهرول الرجل ــ بعد المدة التي اتفقا عليها ــ إلى الشيخ وأعلمه أن الأولاد كادوا يأكلونني من الجوع .
فقال الشيخ : إذن خذ عشرة جنيهات ولا أراك إلا بعد شهر .
فعاد الرجل وهو مهموم ، أينفذ كلام الشيخ ، أم يضرب به عرض الحائط ، لكنه في النهاية صمم أن ينفذة .
وبعد أول يوم بدأ الطعام يزيد عن حاجة الأولاد ، وبدأت الأولاد تشبع على غير عادتها ، وبعد أيام معدودة بدأ الرجل في توفير بعض النقود التي اشترى بها ملابس جديدة لهم ، وبعد الفترة المحددة ، ذهب الرجل وعليه من الثياب الجديدة ما شاء الله .
والشاهد هنا
أراد الرجل أن يعرف لما حدث حقيقته .
فقال الشيخ : كنت تعمل وتأخذ ما لا تستحقه من أجر ، ودخل فيه مالا يحق لك ، وهو محرم عليك ، فكان الحرام يأكل الحلال ، وعندما أخذت ما يحل لك وخرجت الأموال الحرام منه ((( بارك الله لك فيه ))).
فالبركة أخي الكريم ــ ( حتى لو لم تقبل هذه الكلمة ) فأنت والله وغيرك أخوة رغما عني وعنك مصداقا لله (( إنما المؤمنون أخوة )) ــ هي ما يجب أن نعيش عليها ، وإلا فليحاسب كل منا نفسه قبل أن نحاسب غيرنا ونتهمه بالجهل .
وعلى كل حال أنا مسامحك ومسامح كل تسول له نفسه بأني لا أريد الإصلاح ، ولو كنت دققت قليلا في مقالي لفهمت ما أعانيه ، وبارك الله لك في أولادك ولا تنسى قول الله تعالى :
(( وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا ))
|