عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 17-09-2011, 01:53 PM
الصورة الرمزية aymaan noor
aymaan noor aymaan noor غير متواجد حالياً
رئيس مجلس الادارة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 26,986
معدل تقييم المستوى: 10
aymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond repute
افتراضي هل الإضراب حلال أم حرام

هل الإضراب حلال أم حرام

- طالعنا فى الصحف وهنا فى المنتدى فتوى لجماعة من الجماعات الاسلامية تفتى بأن اضراب الأطباء والدعاة وبالطبع وبالقياس عليه المعلمون حرام شرعا .ان ما قالته هذه الجماعة يمثل بوضوح هذا الخلط الغير محمود فى اقحام الدين فيما ليس منه ، مازال يعيب بعض شيوخ الاسلام انهم دائما ينظرون الى الأمور الدنيوية من حيث الحلال والحرام ، و نحن نقول لهم لا أيها الشيوخ الافاضل ، فكلامكم لا قيمة له ، فهناك أفعال دنيوية لها معايير أخرى غير الحلال والحرام ، فنحن أعلم منكم بشئون دنيانا ، فهناك أفعال انسانية تندرج تحت مسمى الصح والخطأ ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بالحلال والحرام ، فلا حاجة بنا الى فتاواكم .
- أننى أتعجب من هذه الفتوى التى حتى لم تتبع قواعد الفقه الاسلامى المعروف من تقسيم الفعل من حيث الحكم عليه الى خمسة مراتب وليس اثنان فقط ( حلال ومندوب ومباح ومكروه وحرام ) . فهم انكبوا على كتبهم القديمة وحاولوا أن يقيسوا عليها ، ففى النهاية ليس هذا من الدين ولكنه مجرد فتوى تعبر عن وجهة نظرهم فقط ، فجعلوا الفعل اما حلالا أو حراما ، فاما أنت مع الدين واما أنت ارتكبت فعلا حراما تأثم عليه . و لكنا نقول لهم ( الدين يحدد لنا كليات و أمور عامة ، ولا يدخل فى تفصيلات جزئية ومتغيرات ، فهذه الأمور جميعها تندرج تحت مسمى المباح ، فليس فيها تحليل أو تحريم )

ويظل السؤال هل الاضراب حلال أم حرام
الاضراب سلوك بشرى يستخدمه فرد أو جماعة للحصول على مايراه حقا له ، و قد كفلته له المواثيق الدولية والتى هى من صنع البشر وليس الدين ، كما كفلته له قوانين الدولة التابع لها لأن هذه الدولة وقعت على المواثيق الدولية فأصبحت ملزمة بها ، و هى أيضا لا علاقة لها بأى دين لا الاسلام ولا المسيحية ولا اليهودية .
فيصبح السؤال هل الاضراب صح أم خطأ
اسمح لى أن اجيبك ببساطة عن هذا السؤال
أولا :
من وجهة نظر المعلمون
- أننا كمعلمون نرى أن الدولة أهدرت حقوقنا لفترات طويلة ، فلم تعير مشكلة التعليم ولا المعلمين أى اهتمام ، مما كان له اثر بالغ السوء على حالة المعلم المادية ،
- فأصبح يبحث عن زيادة رزقه عبر وسائل أخرى أشهرها اقباله على الدروس الخصوصية ، أو العمل بعد الظهر فى أى عمل آخر و فى معظم الاحيان يكون العمل لايليق مع كرامته كمعلم .
- حتى وحين ارادت الدولة تحسين حال العاملين فيها أهدرت حقوق المعلمين فحرمتهم من زيادة الـ200 % بحجة أنهم يتقاضون كادرا خاصا ،
- رغم أن هذا الكادر حصلنا عليه بعد اهانات لم يتعرض لها أحد سوى المعلمون ، كما أن الكادر كان محاولة ضئيلة لاصلاح حال التعليم ، فلا يجب أن تتراجع الدولة عنه الآن .
- لأنه بنفس هذا المعيار يجب أن يتساوى جميع العاملين فى جميع الوزارات ، فتحذف الزيادات من العاملين فى البنوك والبترول وغيرها من الوزارات ، كما يجب أن يشمل أيضا رواتب المستشارين فى جميع الوزارات بما فيهم وزارة التربية والتعليم والذين يتقاضون أجورهم بالآلاف .
أما من وجهة نظر الدولة ،
- ترى الحكومة أن مما لاشك فيه أن المعلمون والاطباء وغيرهم من طوائف المجتمع يعانون من مشكلات كثيرة ناتجة عن سوء الحكم على يد النظام السابق ،
- و لكنها فى نفس الوقت تعلن أن قدراتها الحالية لاتمكنها من حل جميع مشاكل المواطنون ، ولذلك فهى تطالب الجميع بالصبر والتحمل ، حتى تستقر الأمور وتيدأ الدولة فى اعادة ترتيب أولوياتها وميزانيتها ،
- مع وعدها بتحسين حال جميع مواطنيها مع زيادة الاستثمارات لزيادة عوائد الدولة
يبقى السؤال هل الاضراب صح أم خاطئ
أجيب على هذا السؤال وفقا لبديهيات الديموقراطية التى ارتضيناها كسبيل للحكم
1- أن الاضراب حق مكفول للجميع فى اطار الشرعية والقانون ، و ألا يكون فيه اعمال بلطجة أو تخريب أو اعتداء على حرمات الآخرين .
2- اذا كان عدد المضربون يزيد على عدد الغير مضربين ، فهذا معناه أن الأغلبية ترى أنه واقع عليهم ظلم بين ،
- وواجب الحكومة فى هذه الحالة أن تشكل وفدا على أعلى مستوى للتفاوض مع المضربين ،
- و أن تسعى الى تحقيق جزء كبير من مطالبهم وفقا لما تتيحه امكانيات الدولة ،
- و بالطبع نكون واهمين اذا اعتقدنا أن الدولة ستحقق جميع الطلبات ، و لكنها ستحقق معظمها ، لأن هذا رأى الأغلبية .
3- أما اذا كان عدد المضربين أقل من عدد الغير المضربين ، فهذا سيكون معناه أن هذه الطلبات لاتمثل الأغلبية ولكنها تمثل طلبات فئة قليلة منهم
- و فى هذه الحالة ستتفاوض الحكومة معهم أيضا للوصول الى طلبات معقولة ،
- و لكن الحكومة ستكون فى هذه الحالة فى موقف اقوى ولذلك سيكون لزاما على المضربين التنازل عن الكثير من طلباتهم ،والاكتفاء بالحصول على بعضها مع وعد الحكومة بتنفيذ باقى الطلبات على مراحل وفى وقت آخر
الخلاصة
- ولذلك فعليك أيها المعلم أو الطبيب أو الداعى ، أن تحدد ماتريده أنت ومايمثل قناعاتك الشخصية ، فإن كنت تشعر بأنه بالفعل حقوقك أصبحت مهدرة و أذا كنت مقتنعا بأن الدولة يمكنها أن تحقق لك الآن ماتطالب به ، إذن فكن مع المضربين ولا تخشى شيئا فهذا حق كفله القانون لك .
- أما اذا كنت ترى بأن ظروف الدولة فى هذه المرحلة لا تسمح لها بتحقيق أى من هذه الطلبات ،و اذا كنت تثق بأن الغد سيكون افضل من اليوم ، و بأن الحكومة سوف توفى بوعودها ، فأصبر و مارس عملك ، ولا تضرب
فى النهاية لابد أن يكون ماتختاره ممثلا حقيقيا لاختيارك وقناعاتك الشخصية .
رد مع اقتباس