عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 21-09-2011, 01:12 PM
الصورة الرمزية Mr.Hani
Mr.Hani Mr.Hani غير متواجد حالياً
عضو مميز 2013
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 11,758
معدل تقييم المستوى: 28
Mr.Hani will become famous soon enough
افتراضي






كلام إبراهيم عيسى عن معجزة القرآن


__________________________



_____


فى كتابه الشهير ( مجرد اختلاف فى وجهات النظر ) يقع عيسى فيما اتهم به الناس و هو " الخلط "


لقد اتهم المسلمين و علماءهم فى هذا الكتاب أنهم وقعوا فى الخلط بين معنى كون القرآن معجزة و بين كونه رسالة تحمل آيات الحكمة و الرحمة و القوانين الأخلاقية


و لمزهم أن هناك الكثيرين الذين تشغلهم " طريقة " سماها البحث عن المعجزات



و الحقيقة أنه فى هذا السياق و ان كان قد أثنى على رحمة الله فى القرآن و القوانين الأخلاقية التى يحويها لكنه وقع كما قلنا فى الخلط الذى اتهم به غيره


لقد أقر عيسى أن القرآن حوى آيات الله المحكمات


و ما الآية فى الاصطلاح و اللغة إلا المعجزة ؟


من استقراء كلمة "آية " فى القرآن نجدها تعنى


"1" آية بمعنى المعجزة


"2" آية بمعنى العبرة والعظة


"3" آية بمعنى الإعجاز الالهى في خلق السماوات والأرض وما بينهما ..


وإليكم التفصيلات


آية بمعنى المعجزة ..



آية بمعنى المعجزات التى كانت للأنبياء السابقين مثل معجزة موسى " وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ : النمل 12 " .


و قد اتفق المسلمون على أن المعجزة الإلهية الخاتمة هى معجزة القرآن الكريم التى نزلت بديلا عن المعجزات الحسية السابقة التى كانت للأنبياء السابقين ، والتي جاءت معجزة عقلية مستمرة إلى يوم القيامة ، وفى القرآن وآيته المختلفة عن الآيات السابقة يقول تعالى "وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ : النحل 101 ـ 102 " ولذلك فإن كل فقرة فى القرآن تعتبر فى حد ذاتها آية ، لأن القرآن كله "آيات " يقول تعالى: ( "الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ) ( الحجر 1 ) (طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ ) (النمل 1 )( تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ) (الجاثية 6 )


والمعجزة تأتى للتحدى ، تحدى البشر وإثبات عجزهم عن الإتيان بمثل تلك الآية، لذا تحدى موسى سحرة فرعون بما معه من آيات العصا و يده (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ) طه 17 ـ ) (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا ) (الاسراء 101 )


وزعم المشركون ان : محمدا قد اخترع القرآن ، فتحداهم رب العزة بأن يؤتوا بمثيل للقرآن : (أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ ) ( الطور 33 ـ 34 )


بل تحداهم بأن يؤتوا بعشر سور مثله مفتريات على حد زعمهم : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) ( هود 13 ) بل تحدى الناس جميعا ان يؤتوا بسورة واحدة من مثله(وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) ( البقرة 23 ) بل تحدى الله تعالى الجن والانس أن يؤتوا بمثيل للقرآن الكريم (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ) (الاسراء 88)


4 ـ ولكن هناك آيات خوارق للإنقاذ مثل إنقاذ إبراهيم من النار (قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ )( الأنبياء 68 ـ ). و وآيات للتكريم مثل تسخير الجبال والطير والحديد لداود و تسخيرالجن والريح لسيلمان ، (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاء مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ) (سبا 10 )


ومثل الإسراء لخاتم النبيين ، يقول تعالى عنه " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ) ( الاسراء 1 )


و تأتى الآية بمعنى العبرة


و تأتى أيضا بمعنى بديع الخلق ولكن هذا ليس موضوعنا الآن



ما يلزمنا هو من أين أتى عيسى بالتفريق العجيب بين الآية و المعجزة و هو الذى يناقض صريح القرآن كما سميت معجزات موسى عليه السلام



الأخطر من ذلك هو ادعاء عيسى أنه لا حاجة للمعجزات حتى يتحرك القلب أو العقل و هذا ما يناقض النص و المنطق


أما عن النص فقد صح عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه قال ( ما من نبي من الأنبياء إلا وقد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إليَّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة ) متفق عليه .




ومن عظيم حكمة الله عز وجل أن جعل معجزات رسله من جنس ما أبدع فيه القوم المرسل إليهم، إمعاناً في الحجة، وقطعاً للعذر، فلو جعلت معجزة الرسول في أمر يجهله من أرسل إليهم ، لكان لهم عذر في عدم إحسان ما يجهلونه .



فموسى عليه السلام أرسل في قوم كان السحر شائعا بينهم ، فآتاه الله من الآيات ما فاق به قدرة السحرة على أن يأتوا بمثله ، فلما رأى السحرة ذلك ، علموا أن هذا أمر ليس من فعل السحر ، وإنما هي المعجزة الربانية التي أيَّدَ الله بها نبيه موسى ، فما كان من السحرة إلا أن آمنوا وأذعنوا .



ولما بعث الله تعالى عيسى عليه الصلاة والسلام في بني إسرائيل كان فن الطب فيهم شائعاً، فاقتضت حكمته تعالى أن جعل كثيراً من معجزاته عليه السلام من قبيل أعمال أهل الطب، فأبرأ الله على يديه الأبرص والأكمه - الذي ولد أعمى - وأحيا الموتى، وكل من البرص والكمه فضلا عن الموت من الأمراض المستعصية التي لم يكن بمقدور الأطباء في ذلك الزمان التسبب في الشفاء منها ، فآتى الله عيسى عليه السلام معجزة الشفاء منها بلمسة ودعاء، وكل ذلك يدل على أن فعله عليه السلام لم يكن من جنس ما يفعله الأطباء، فإن الأطباء يمكنهم أن يشفوا من البرص ، لكن بعد معالجة وزمن، وكذلك يمكنهم أن يشفوا من العمى الذي يكون عرضياً ليس مخلاً بجوهر البصر، وأما شفاء الأكمه عديم البصر فهذا ليس في طاقتهم ، وكذلك إحياء الموتى.



ومثل ذلك مع نبينا صلى الله عليه وسلم، فقد بعث في قوم كانوا أهل فصاحة وبيان، وكان صلى الله عليه وسلم أميا لا يقرأ ولا يكتب، فلما بعثه الله عز وجل جعل معجزته من جنس ما نبغ فيه العرب، وهو الكلام الفصيح، فآتاه الله القرآن، وتحدى العرب أن يأتوا بمثله فعجزوا ، ثم تحداهم أن يأتوا بعشر سور مثله فعجزوا، ثم تحداهم أن يأتوا بمثل سورة منه فعجزوا ، ثم أعلمهم بأنه لو اجتمع البشر كلهم، وتظاهرت الجن معهم على أن يأتوا بمثل هذا القرآن ما استطاعوا أن يأتوا بمثله، قال تعالى : { أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين } (يونس: 38)، وقال تعالى: { أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين } (هود: 13). وصدق الله إذ يقول: { قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا } (الإسراء:88). كما سبق و بينا




فالمنطق البسيط يوضح أن المكذب أو المعاند يحتاج إلى شىء يبهره و يخضع عنقه و يسلم بقدرة و عظمة ما كان به يكذب و لذا كانت المعجزات و أعظمها كما قال العلماء معجزة القرآن التى لا تنقضى عجائبها إلى يومنا هذا و اعترف بها العلماء من كل التخصصات


يقول الدكتور موريس بوكاى فى مقدمة ترجمته للقرآن :



"ان هذا هو الكتاب الذى ادخرته العناية الالهية لنبى البشر



, وان هذا الكتاب ندوة علمية للعلماء ,



ومعجم لمن يطلب الغة ,


ودار معارف لمن يطلب الشرائع والقوانين



ويمكننا ان نقول :



ان جميع الكتب السماوية التى انزلت قبله لا تساوى اكثر من آية من اياته"



بينما يقول المستشرق المنصف بارتلمى شتيلر :



"ان القرآن بقى اجمل مثال للغة التى انزل بها ,



ولم ارى ما يشبه ذلك فى جميع ادوارالتاريخ الدينى للعالم الانسانى "


(فى جولة مع المستشرقين ص55)



اما جستاف لوبون فيقول


"حسب هذا الكتاب جلالة ومجدا ان الاربعة عشر قرنا التى مرت عليه لم تستطع ان تجفف من اسلوبه الذى لا يزال غضا كأن عهده بالوجود امس ,


ولم يكن هذا النبى الجليل داعيا الى الاخرة وحدها بل امر اتباعه بان ياخذوا نصيبهم من الدنيا " (المرجع السابق)


وناتى الى جميس يتشنر الذى يقول :


هذا هو القرآن الكريم


معجزة نبى الاسلام ورسول السلام خاتم الرسل والانبياء " ( (المرجع السابق )



وقال الشاعر الألمانى الشهير جوته في ديوانه:



عما إذا كان القرآن خالدا؟


أنا لا أسأل عن ذلك!...


أما أنه كتاب الكتب


فإنني أؤمن بذلك كواجب على المسلم



واخيرا نختم بما قالته الكاتبة ارم استرونج



" لقد جاء محمد بالقرآن الذى فاق وتجاوز كل الالفاظ الادبية التى عرفها العرب حتى ان هؤلاء القرشيين الذين رفضوا الخضوع للاسلام قد تأثرو ا بالقرآن واضطربوا بسببه


وذلك لانه كما قلنا مخالفا لمعهودهم فى اللغة ولانماطهم الادبية ,


انه لم يكن كإلهامات كهانهم وشعرائهم ,


ولا هو كرقى وتصورات السحرة ,


بل ان القرآن قد ملك عليهم عقولهم وقلوبهم ,


وقد اسلم كثير منهم بسبب تاثرهم بالقرآن الذى لولاه ما كان الاسلام نفسه




هذه شهادات غير المسلمين عن القرآن عدا بوكاى فقد اسلم كما نعلم


و يبدو الفارق واضحا بين انبهارهم باعجاز القرآن


و بين ما سماه عيسى خلطا بين المعجزة و الرسالة


هدانا الله و إياه الله و غفر لنا و له



جمع و ترتيب


دكتور محمد على يوسف


__________________


For You Only
أنا البحر في أحشاءه الدر كامن فهل تسائل الغواص عن صدفاتي
رد مع اقتباس