عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 28-09-2011, 11:39 PM
الصورة الرمزية aymaan noor
aymaan noor aymaan noor غير متواجد حالياً
رئيس مجلس الادارة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 26,986
معدل تقييم المستوى: 10
aymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond repute
افتراضي

عجز العقل العلمانى
عنوان أكثر من رائع وفيديو رائع ولكنه يؤكد على بديهيات لا يختلف حولها اثنان
أولا : أن المذاهب الانسانية مهما علا شأنها فهى لاتمثل الا جزء واحد من الحقيقة وليس الحقيقة كلها
ثانيا : أن تطور العقل البشرى وممارسة المذاهب على أرض الواقع تتيح لاصحاب المذهب تطوير فكرهم ومذهبهم ومعالجة أوجه القصور فيه .
ثالثا : ( أ ) فعلى سبيل المثال بالنسبة للمجال الاقتصادى ، لقد ظهرت الرأسمالية مع عصر تطور الآلة وعصر الصناعة ، و أتاح هذا المذهب لأصحاب رؤوس الأموال فرص الربح مما ساهم فى انشاء الكثير من المصانع التى ساهمت فى زيادة الانتاج و فى النهضة الصناعية .
( ب ) ولكن نتيجة لاهمال حقوق العمال وازدياد الفقر فى الطبقات العاملة ، ظهر مذهب آخر و هو الشيوعية أو الاشتراكية التى تنادى بحقوق الطبقة العاملة والاهتمام بهم ، و تبنت هذا المذهب مجموعة من الدول وعلى رأسها الاتحاد السوفيتى السابق .
( جـ ) و نتيجة لذلك بدأت الدول الرأسمالية تعيد من تطوير مذهبها الرأسمالى فبدأ الاتجاه الى الاهتمام بالعمال و فرض الضرائب على أرباح أصحاب رؤوس الأموال ، حىتى تستطيع هذه الدول من تحقيق العدالة الاجتماعية بين الطبقات المختلفة للأفراد .
( د ) حتى الدول التى نادت بالشيوعية ( الاشتراكية ) ، اكتشفت ضرورة تعديل مذهبها ، فبدأت تسمح بامتلاك رؤوس الأموال ، و بأن من حق كل فرد أن يمتلك وفقا لطاقته وقدراته وألا يتساوى الجميع الا حسب مساهمته فى الانتاج و حسب قدراته الخاصة والتى تختلف بطبيعتها بين الأفراد .
رابعا : أما الاسلام فالأمر مختلف بينه وبين المذاهب الانسانية ، فالاسلام دين وليس مذهب فلسفى أو اقتصادى ، و لكى يحقق النظام الاقتصادى فى الاسلام الهدف المرجو منه لابد ألا نفصل بين الدين كوازع أخلاقى و بين والمذهب الاقتصادى الاسلامى .
خامسا : يظل السؤال مادام الاسلام يملك نظرية اقتصادية واحدة ( كما يدعى البعض ) ، اذن لماذا لم تتقدم الدول الاسلامية اقتصاديا ، ليس الآن فقط ولكن من قبل أن تختلط الدول الاسلامية بالحضارات الأخرى وبالمذاهب الأخرى ، لماذا كان المجتمع الاسلامى يعيش تحت خط الفقر ، لماذا كان المجتمع الاسلامى مجتمع فى بعض عصوره كان الأغنياء يمتلكون كل شئ والفقراء يعيشون تحت خط الفقر . و لماذا المجتمع الاسلامى الآن يعيش عالة على غيره من الدول الأخرى
سادسا : الاجابة ببساطة لأن المسلمين ابتعدوا عن فكرة الايمان والتى هى أصل ضرورى لنجاح النظام الاقتصادى ( مهما كانت طبيعة هذا النظام سواء رأسمالى أو اشتراكى أو غير ذلك ) ، فالمسلم الحق يدفع الزكاة دون أى رقابة من الدولة ، فهو يدفعها لأن الله أمره بذلك ( هذا يمثل الوازع الدينى )
سابعا : خلاصة القول ، لايعيب المذاهب الانسانية قصورها عن ادراك كل الحقيقة ، فهذه طبيعة العقل البشرى ، كما أنه ليس فى الاسلام نظام اقتصادى واحد يضمن العدالة الاجتماعية الكاملة اذا تحول هذا النظام الى مجرد قوانين ، فإنه سيؤدى حتما الى سيطرة جانب على آخر مع مرور الزمن ولن يحقق الهدف المرجو منه .
ثامنا : الحل الوحيد أن يوضع نظام اقتصادى اسلامى متمثلا فى قوانين تكون منبثقة من الدين ( كمبادئ عامة ) و منبثق أيضا مما وصل اليه العقل البشرى من نظريات اقتصادية انسانية ، مع الاهتمام بتنمية الحس الدينى لدى الأفراد والذى يكفل أن يكون الانسان رقيبا على نفسه ليس فقط خوفا من عقاب القانون ولكن خوفا من عقاب الله فى الآخرة ، فالحس الدينى والايمان هو الكفيل الوحيد لتحقيق العدالة الاجتماعية .
تاسعا : يمكننا تطبيق هذا الأمر فى كل مناحى الحياة من اقتصاد وسياسة وعلم واجتماع وغيرهم من أمور الدنيا . فلابد أن نؤكد أنه لايوجد نظام اسلامى واحد ، و لكن يوجد مبادئ عامة تحكمها الشريعة الاسلامية مع ترك التفصيلات للنتاج البشرى والاستفادة من الآخرين والذين سبقونا فى التقدم ، فنأخذ منهم مايتناسب و ما لايتعارض مع المبادئ العامة التى ينص عليها الاسلام .
عاشرا : و بذلك يكون من غير المجدى تسفيه العقل البشرى وماينتجه من مذاهب ، و لكن يجب الاطلاع عليها ودراستها لناخذ منها مايتوافق معنا و مع مجتمعاتنا وما يتوافق مع أصولنا
و فى النهاية شكرا لصاحب الموضوع على موضوعه القيم وجزاك الله خيرا