وكذلك الرافضة والشيعة ينسبون إلى أبي موسى الأشعري وعبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنّهما خدعا علي بن أبي طالب رضي الله عنه فلو كان يعلم الغيب كما زعموا كان سيعلم ذلك الموقف ولكن القوم قوم بهت كذبة، وكذلك النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في بعض الغزوات كان يرسل من يستطلع أخبار المشركين، فلو كان يعلم الغيب ما كان سيرسل أحدًا.
والرافضة والشيعة إسناد علم الغيب للأئمة عندهم شيء مسلّم به، وبوبوا على ذلك أبوابًا، وذكروا بعض المغيبات التي ذكرها الأئمة، كما هو موجود في بعض كتبهم منها كتاب ((سلوني قبل أن تفقدوني)) ومنها كتاب ((علي والوصية)) ومنها كتاب ((مفاتيح الجنان)) وغير ذلك من كتبهم، وكذلك ذكر في كتاب ((مفاتيح الجنان)) المتقدم الذكر أن أئمة آل البيت هم الذي سوف يحاسبون العالم يوم القيامة، وأن الذي ليس بشيعي سوف يدخلونه النار، والذي هو شيعي سوف يدخلونه الجنة، وهذا الكلام موجود في كتاب ((علي والوصية)) رقم الحديث (100-103)، ويفسرون قول الله عز وجل: ﴿وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم ﴾، أن علي بن أبي طالب سوف يقف على الأعراف ويعرف من ناصره ويدخله الجنة، ويعرف من أبغضه ويدخله النار.
|