اخى الكريم
اود ان اوضح شى بسيط جدا وهو ان النظام السابق كان يتعامل مع بعض المشكلات بمبدا المسكنات لانه كان يعتبر ان حل هذه المشكلات من ضرب الامر العسير جدا مثل مشكله العشوائيات ومشكله الفتنه الطائفيه ومشكله العلاقه بين المالك والمستاجر فى النظام القديم . ومشكله تحقيق العداله الاجتماعيه .ومشكلات اخرى وبعد زوال النظام البائد زال اثر المسكن واتضح المرض وطفا على السطح . ان كل الاحتجاجات والمطالب الفئويه التى تحث الان فى مصر لها سبب مشروع ومنطقى لا اسنطيع ان الوم اصحاب المطالب الفئويه كما اننى لا يمكن ان الوم اى مطالب بحق شرعى فى هذا الوقت ان القهر الذى كانت تمارسه الدوله ضد هذه الفئات كان حائلا بين ظهورها حتى يتسنى علاجها . انما كان النظام السابق يسكنها قليلا بمعنى تمرير الازمه حتى تهدا العاصفه وتعود الامور الى نصابها مستغلا بذلك طيبعه الشعوب العربيه التى تثور تثور وتهدا تهدا ويعود كل شى الى مكانه . لا اشك اننا كمجتمع مصرى نعانى من امراض خطيره قد تصل الى امراض سرطانيه قد تعصف بصحه الوطن .
ان مايحث الان يعكس بصوره كبيره ثقافه مجتمعنا ثقافه هذا الشعب الذى ظل النظام البائد سنين طوال يمارس عليه دور القهر والتهميش السياسى والخواء الروحى والتمركز حول الذات وغياب التنميه البشريه حتى يخرج جيل من المتعلمين الاميين سياسيا المغيبين دينيا وروحيا الفاسد اخلاقيا .
ان مايحث الان اننا نريد ان ناخذ حقوقنا ونسترد كرامتنا وننتزع حرياتنا المسلويه ونطالب بالعداله الاجتماعيه والقضاء على الفساد وتحقيق الديمقراطيه واعلاء سلطه القانون .
لكن المشكل هنا هو طريقه التعبير . ان اسلوب تعبيرنا يعكس قدر ثقافتنا . ولك ان تتخيل شعب يمارس عليه دور التهميش السياسى والخواء الروحى والدينى طيله ثلاثين عاما يحاول ان ينتزع حقوقه لابد ان يحدث نوع من الهوجائيه والعشوائيه . لاننا لم نتربى طيله ثلاثه عقود على اسلوب التعبير بشكل حضارى . واسترداد حقوقنا بشكل سلمى وامن . ان الاحتجاج كان محرما فى الماضى البائد . اننا نحتج لاول مره فى حياتنا ولابد ان تخرج افعالنا عن الاطار المعقول . لقد زال الخوف من قلوبنا واصبحع تصرفاتنا تعتمد على الانضباط الذاتى الذى لم نتربى عليه فقد كان انضابطنا فى الماضى ليس انضباط ذاتى ولكنه كان انضياط تحت سلطه القهر والخوف .
اعرف اخى الكريم اننا دائما نقارن تصرفاتنا الان وطريقه احتجاجنا بالطريقه الاوروبيه فى اسلوب تعبيرها ونتهم انفسنا بالتخلف الحضارى والجهل السياسى . وهذا اتهام باطل لان الغرب واوروبا سبقتنا فى مجال التنميه البشريه . اننا الان مازلنا نحبو فى مجال ممارسه الحريه واسلوب التعبير الحضارى .
ان مايحث ليس ثوره مضاده ولكنه اسلوب تعبير خاطى وانفلات نابع من ثقافتنا فى اسلوب التعبير وعدم التربيه على الانضباط الذاتى
فى ظل غياب الدين عند البعض. وفى ظل وجود فراغ دستورى القى بظلاله على الحاله الامنيه . اننا مازلنا نحاول تبرير اخطائنا وايجاد الحجج والمسوغات التى تبرر انفلات البعض وخروج الكثير منا عن النص بادعاء وجود اصابع خفيه ومؤامرات خبيثه تعبث بامن الوطن . اننا لانريد ان نعترف باخطائنا ونواجه الحقيقه . لذلك اخترنا شماعات كثيره متنوعه حتى نقنع انفسنا اننا فى حاله جيده . لقد بات علينا ان نؤمن بمبدا المؤامره ليس مجرد الايمان فقط لكن اليقين . اننا اصبحنا مرضى بتخيل المؤامره انها سبب الانفلات .والتسيب الذى نعيشه.
|