عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 18-10-2011, 11:48 PM
Khaled Soliman Khaled Soliman غير متواجد حالياً
معلم أول أ لغة إنجليزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 9,294
معدل تقييم المستوى: 26
Khaled Soliman has a spectacular aura about
افتراضي

إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .

و أشهد أن لا إله إلى الله ، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين

أما بعد :جزاكم الله خيراً حبيبنا في الله أبو إسراء علي هذا العرض المتميز
إن كل ما أخشي أ ن تأخذهم خطواتهم وسعيهم بالإبتعاد عن الدين وعن الإسلام إلي الإلحاد
فقد كثرت مقولة إن الدين شرٌّ ما بعده شرّ عند الملاحدة فتجدهم يكررون هذا العبارة في معظم مواقعهم و مدوناتهم و منتدياتهم و هذه المقولة إن قصد بها كل دين غير الإسلام فحق لما عليه الأديان الأخرى من خرافات وأضاليل وأكاذيب حتى النصرانية و اليهودية لم تسلم من التحريف و التضليل و الخرافات أما الإسلام فقد تكفل الله بحفظه و اشتمل الإسلام على كل محاسن الأديان السابقة .
و الإسلام كله خير و ما أتى إلا لجعل الناس في خير دينا و دنيا إذ الإسلام يدعو إلى الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر لردع نفوس أهل الإسلام الضعيفة عن التهاون في الواجبات و ارتكاب المحرماتقال تعالى : ﴿ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ .

و الإسلام يدعو إلى حسن الأخلاق و حسن الأعمال قال تعالى : ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾.

و الإسلام يدعو لحفظ العقول فحرم ما يؤدي لتدميرها قال صلى الله عليه وسلم : « كل مسكر خمر ،وكل مسكر حرام ».

و الإسلام يدعوإلى حفظ الأموال فنهى عن القمار و ما يفسد الأموال قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمـَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسـِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِـنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبـُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾.

و الإسلام يدعو للرحمة بالآخرين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء ».

و الإسلام يدعو إلى عدم الإسراف في الطعام والشراب و بذلك تحفظ الصحة قال تعالى : ﴿ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾
و نهى الإسلام عن التبذير في إنفاق الأموال قال تعالى : ﴿ وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً ﴾.

و الإسلام يدعو للشورى مما يؤدي إلى توحيد الأمة و اجتماعها على كلمة واحدةقال تعالى : ﴿ فبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ .

و الإسلام يحوي الجواب عما أراده الخالق من الإنسان و من أين أتي و إلى أين المصير قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً أي : يا أيها الناس خافوا الله والتزموا أوامره, واجتنبوا نواهيه; فهو الذي خلقكم من نفس واحدة هي آدم عليه السلام, وخلق منها زوجها وهي حواء, ونشر منهما في أنحاء الأرض رجالا كثيرًا ونساء كثيرات, وراقبوا الله الذي يَسْأل به بعضكم بعضًا, واحذروا أن تقطعوا أرحامكم. إن الله مراقب لجميع أحوالكم
فبينت الآية أن الله هو خالق الإنسان و أن الله خلق جميع البشر من نفس واحدة آدم عليه السلام ، و قال تعالى : ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ
أي : وما خلقت الجن والإنس وبعثت جميع الرسل إلا لغاية سامية, هي عبادتي وحدي دون مَن سواي
قال تعالى :﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ .

و الإسلام يوافق العلم و لا يخالفه بل قد شهدت الاكتشافات العلمية للإسلام بالصحة قال تعالى : ﴿ و َلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ ، و ثبت علميا أن الإنسان العناصر التي يتكون منها الإنسان هي نفس العناصر التي تتكون منها الأرض ،و قال تعالى :﴿وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً
والوتد في كلام العرب هو ما يكون منه جزء ظاهر على سطح الأرض ومعظمه غائر فيها ، وقد ثبت علميا أن للجبال جذور ممتدة تحت الأرض ، والتي ثبت أخيراً أنها تزيد على الارتفاع الظاهر بعدة مرات .
ثم يأتي بعض الملاحدة يريدون إلباس الأمور علينا فيقولون إذا كانت الغاية من معرفة الدين والتحلي به، التمسك بالأخلاق المُثلى، فلتكن دعوتنا إلى هذه الأخلاق مباشرة دون الدعوة إلى الدين و لا حاجة إلى الدين ولنختصر الطريق إلى الغاية دون أن نقيم المسافات الطويلة بيننا وبينها. و اختصار الطريق يعني نبذ الدين و عدم الحاجة إليه ، والاستعاضة عن الدين بتدريس الأخلاق مباشرة .

و الجواب أن هذا الكلام دعوة إلى نبذ الأخلاق و القيم الفاضلة ، و إلى التحرر من ضابطها ، و يكذب هذا الكلام تاريخ الإنسانية إذ لم تشهد أمة أو جماعة التزمت القيم الأخلاقية و تقيدت بضوابطها دون الاعتماد على وازع خارجي يقودها إلى ذلك ، و لا يوجد وازع ينجح في حمل الناس على هذا الالتزام ، إلا الوازع الديني .

و إن حضور الدين في مشاعر الحب والخوف والرضا والغضب والرغبة والكره تنمي في شخصية الإنسان مقاومة الانحراف و الشر ، بينما خلو المشاعر من التدين يؤدي إلى سهولة انحراف الإنسان .



و في المجتمعات غير الملتزمة بالدين، يمكن أن يقدم الناس على ارتكاب جميع أنواع الأعمال غير الأخلاقية ، فعلى سبيل المثال، لا يمكن للإنسان المتدين أن يقبل التعامل بالرشوة أو القمار أو أن يحسد أحدا، أو أن يكذب لأنه يعلم أن عليه مراقبة أعماله وتذكر الحساب بعد الموت. ومن جهة أخرى، فإن ّالشخص غير المتدين لا يمنعه شيء عن ارتكاب هذه الأ عمال .

إنه ليس كافيا أن يقول الشخص غير المتدين : "أنا لا أؤمن بالله ولكنني لا آخذ رشوة " أو أن يقول : " أنا لا أؤمن بالله و لكنني لا أقامر". و السبب، أنّ الإنسان الملحد الذي لا يخشى الله ولا يستشعر رقابته، ولا يخاف الحساب بعد الموت قد يرتكب أيا من هذه الأفعال عند تغير المواقف أو الأوضاع من حوله .

وإذا قال شخص ما : " أنا ملحد ولكنّني لا أزني" فالشخص نفسه قد يرتكب الزنا في مكان يعتبر فيه أمرا عاديا. وممكن للشخص الذي لا يأخذ رشوة أن يقول : "إنّ ابني مريض، وعلى وشك الموت، علي أن أقبل الرشوة " هذا إذا لم يكن في قلبه خوف من الله تعالى.

وفي حالة غياب الدين ، فإن السرقة نفسها يمكن أن تصبح أمرا مشروعا تحت ظروف معينة. و على سبيل المثال، فالناس الذين لا دين لهم يمكن أن لا يعتبروا - حسب رأيهم - أن أخذ المناشف وأدوات الزينة من الفنادق سرقة.

و من ناحية أخرى فإن الشخص المتدين لا يظهر مثل هذا العمل لأنه يخشى الله ولا ينسى أن الله يعلم سره وعلانيته، فالمؤمن يعمل بإخلاص ويتجنب المعاصي، ويمكن لشخص بعيد عن الدين أن يقول : " أنا ملحد ولكنّني أتسامح مع الناس، فأنا لا أشعر برغبة في الانتقام ولا أكره أحدا "، ولكن في يوم ما يمكن أن يحدث شيء ما يجعله يظهر تصرفا غير متوقع منه، كأن يحاول قتل شخص ما أو إيذائه لأنّ الأخلاق التي لديه تتغير بحسب البيئة والظروف التي يوجد فيها.

أما الإنسان المؤمن بالله واليوم الآخر فلا يحيد أبدا عن الأخلاق الفاضلة مهما كانت المؤثرات ، فأخلاقه غير متقلبة و الخلاصة لا أخلاق بغير دين ، و لا دين بغير أخلاق .

و الخلاصة أن دين الإسلام كله خير فعبارة هؤلاء الملاحدة أن الدين شر ما بعده شر منقوضة بوجود دين الإسلام الذي حوى كل الخير هذا و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
رد مع اقتباس