عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 20-10-2011, 01:29 AM
الصورة الرمزية الدكتورة سلوى
الدكتورة سلوى الدكتورة سلوى غير متواجد حالياً
مــٌــعلــم
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 680
معدل تقييم المستوى: 18
الدكتورة سلوى is on a distinguished road
افتراضي

أَيْنَ أَيَّامُ لَذَّتِي وَشَبَابِي
لمحمود سامي البارودي
غاية ما يقال فيه إنه رب السيف والقلم، وإنه باعث النهضة الشعرية الحديثة، وواضع الأساس الأول في بناء صرح الشعر العربي الحديث بعد عهود طويلة من الضعف والانتكاس.
وهذه القصيدة واحدة من بكائياته التي قالها وهو في منفى في سرنديب - ****انكا الآن - يحن فيها ويتشوق إلى مصر، ويبكي صديقيه الأديبين: حسين المرصفى، وعبدالله باشا فكري.
يقول البارودي:
أَيْنَ أَيَّامُ لَذَّتِي وَشَبَابِي أَتُراهَا تَعُودُ بَعْدَ الذَّهابِ
ذَاكَ عَهْدٌ مَضَى وَأَبْعَدُ شَيْءٍ أَنْ يَرُدَّ الزَّمانُ عَهْدَ التَّصَابِي
فَأَدِيرَا عَلَيَّ ذِكْراهُ إِنِّي مُنْذُ فارَقْتُهُ شَدِيدُ المُصَابِ
كُلُّ شَيءٍ يَسْلُوهُ ذُو اللُّبِّ إِلَّا ماضِيَ اللَّهْوِ فِي زَمانِ الشَّبابِ
لَيْتَ شِعْرِي مَتَى أَرَى رَوْضَةَ الْمَن يَلِ ذَاتَ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ
حيث تجري السفين مستبقات فوق نهر مثل اللجين العذاب
مَلْعَبٌ تَسْرَحُ النَّوَاظِرُ مِنْهُ بَيْنَ أَفْنانِ جَنَّةٍ وَشعابِ
كُلَّما شَافَهَ النَّسِيمُ ثَراهُ عَادَ مِنْهُ بِنَفْحَةٍ كَالْمَلابِ
ذَاكَ مَرْعَى أُنْسِي وَمَلْعَبُ لَهْوِي وَجَنَى صَبْوَتِي وَمَغْنَى صِحابِي
لَسْتُ أَنْسَاهُ ما حَيِيتُ وَحاشَا أَنْ تَرانِي لِعَهْدِهِ غَيْرَ صَابِي
لَيْسَ يَرْعَى حَقَّ الْودادِ وَلا يَذْ كُرُ عَهْداً إِلَّا كَريمُ النِّصَابِ
فَلَئِنْ زالَ فَاشْتِيَاقِي إِلَيْهِ مِثْلُ قَوْلِي باقٍ عَلَى الأَحْقَابِ


معاني الكلمات
ملاب : نوع طيب(عطر)
هداب: سعف الشجر المنسدل0
جماليات النص
أين ايام لذتي وشبابي ؟
الغرض البلاغي في هذا البيت التحسر
الشرح:
يبدأ البارودي وكأنه يبكي على أيام شبابه ويتشوق إليها محاولا استرجاع ذكرياته، فيتسأل هل يمكن أن تعود مرة أخرى؟ وهو يجيب عن سؤاله: لقد ذهبت تلك الأيام ولن تعود، ولهذا يطلب من صاحبيه كعادة القدماء أن يعيدا عليه ذكريات الأيام التي لا يمكن نسيانها محاولة منه استرجاع هذه الذكريات الجميلة
ثم راح يصور لنا بعد ذلك تلك الأماكن التي قضى فيها شبابه ليبرز حنينه وهو في منفاه إلى رؤيتها من جديد، إنها روضة المنيل ذات الأشجار الجميلة من نخيل وكروم، المطلة على النيل حيث تجري السفن فيه كأنها في سباق على مياه النهر الفضية ، وقد حفت بشاطئيه قصور تتلألأ كأنها قباب عالية وحدائق ممتدة يجول النظر في أرجائها مستمتعا بما تشتمل عليه من أشجار وارفة ومياه جارية،فإذا هب النسيم على أرضها الندية عاد وقد امتلأ بروائح أزهارهالعطرة0
بين هذه الربوع الجميلة قضى الشاعر أيام شبابه بين أهله وأصحابه،وهي أيام لا يستطيع نسيانها مهما امتدت به الحياة، وإذا كان الشباب قد زال وانقضى فإن شوقه إلى تلك الأيام وحنينه إليها لن ينقضي أبدا بل هو باق على مر الزمان بقاء شعره الخالد0
__________________
مع أطيب الأمنيات بالتوفيق
الدكتورة/سلوى عزازي