عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 25-10-2011, 10:41 AM
Khaled Soliman Khaled Soliman غير متواجد حالياً
معلم أول أ لغة إنجليزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 9,294
معدل تقييم المستوى: 26
Khaled Soliman has a spectacular aura about
افتراضي

الأمير عبد العزيز بن محمد واستمرار الجهاد

واستمرَّت الحرب في سجال بين الأمير ابن سعود وبين خصومه، كدهام بن دواس حاكم الرياض، الذي تعقَّب الدعوة وأنصارها من عام (1159هـ) حتى فتح الله على يد الأمير عبد العزيز بن محمد بن سعود وجنوده الرياضَ عام (1187هـ).

ومن خصومه -أيضًا- عريعر بن دجين حاكم الأحساء الذي أغار على حريملاء في عام (1172هـ)؛ وقد كان عريعر قاسيًا لا يتَّصف بالشفقة أو الرحمة؛ إذ كان يقتل كلَّ مَنْ ظفر به من أنصار الدعوة، ويُغير على مدنهم وقراهم كلما سنحت الفرصة، وكان شاغله الأكبر القضاء على الدرعية؛ ذلك الخطر الذي يقض مضجعه باستمرار؛ ولذلك خرج في عام (1178هـ) وقد جمع كيده من كل ناحية، واستنفر كثيرًا من أهل القرى والمدن وتوجَّه نحو مركز الدرعية في جيش ضخم، وكلما مرَّ على قرية أو قبيلة قدَّموا له ولاءهم، وقد حاصر الدرعية مدَّة عشرين يومًا أو أكثر لكن جنود الدعوة دافعوا عنها دفاع الأبطال البواسل، حتى ألقى الله الرعب في جنود عريعر وأتباعه، فانقلبوا بحول الله وقوته خاسرين خاسئين[34].

واستمرَّ الأمير محمد بن سعود في محاولاته المتعاقبة لصدِّ عدوان المناوئين، والهجوم عليهم بقصد نشر الدعوة إلى أن توفَّاه الله في عام (1179هـ)، فتولَّى ابنه عبد العزيز أمور الحكم؛ حيث تابع مسيرة أبيه في الجهاد، ولم يكن الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود –رحمه الله- يقطع أمرًا دون الشيخ، ولا ينفِّذه إلا بإذنه[35].

استطاع الأمير عبد العزيز أن يفتح الرياض في عام (1187هـ)، بعد حروب دامت ما يقرب من ثلاثين عامًا بين دهام بن دوّاس وأتباعه، وبين أنصار الدعوة السلفية، وقد أرسل الإمام محمد بن عبد الوهاب –رحمه الله- رسالة بالغة الأثر للأمير عبد العزيز بمناسبة هذا الفتح، جاء فيها: "أُحِبُّ لك ما أحبُّ لنفسي، وقد أراك الله في عَدُوِّك ما لم تؤمِّل، فالذي أراه لك أن تُكثر من قول الحسن البصري؛ كان إذا ابتدأ حديثه يقول: اللهم لك الحمد بما خلقتنا ورزقتنا وهديتنا وفرَّجْتَ عنَّا، لك الحمد بالإسلام والقرآن، ولك الحمد بالأهل والمال والمعافاة، كبَّتَّ عَدُوَّنَا، وبسطت رزقنا، وأظهرتَ أمننا، وأحسنتَ معافاتنا، ومِنْ كل ما سألناك ربنا أعطيتنا، فلك الحمد على ذلك حمدًا كثيرًا طيِّبًا حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت"[36].

إن هذه الرسالة الطيِّبَة من الإمام للأمير دَرْسٌ من دروس العقيدة الجليَّة؛ حيث الالتجاء إلى الله وحده، وضرورة شكره دون سواه، فهو من وهبهم هذا النصر دون التعويل على غيره سبحانه من الأمور المادِّيَّة أو المعنويَّة.
بين الإمام محمد بن عبدالوهاب وأخيه سليمان

وكان الشيخ محمد بن عبد الوهاب قد خالف أخاه سليمان؛ ذلك لأنه دأب على كتابة الرسائل المليئة بالأكاذيب والمفتريات، وما كان ذلك إلا حسدًا وغيرة، وكان الشيخ يردُّ عليه اتهاماته ومفترياته بالحجة الواضحة، والموعظة الحسنة، ثم شاء الله أن يهدي سليمان بن عبد الوهاب في آخر الأمر، فرجع إلى أخيه في الدرعية تائبًا عام 1190هـ، فأحسن إليه الشيخ، وأكرم وفادته، وتوجد رسالة سليمان بن عبد الوهاب مطبوعة باسم "الصواعق الإلهية في الرد على ال*****ة"، وأعداء التوحيد يتشدقون بذكر هذه الرسالة؛ بيد أنهم يذوبون خجلاً وحياءً عند ذكر رجوع سليمان وتوبته[37].

ولما رأى الأعداء أن قوة الشيخ وأنصاره من أهل نجد تزداد وتنمو يومًا بعد يوم، التجئوا إلى استعمال الأساليب الدنيئة؛ فاتهم سليمان بن محمد بن سحيم الشيخَ بتُهَمٍ وافترى عليه مساوئ عديدة، وأرسل إلى مدن الخليج والأحساء وغيرها بهذه الشائعات، لكن الشيخ ردَّ على هذه الرسائل ردًّا مفصلاً مفحمًا، وقد اشترك مع أدعياء العلم والعمل في هذه الافتراءات أصحاب العروش والقصور من الأمراء والحكام على النواحي؛ وذلك للحفاظ على مراكزهم وملكهم[38].
رد مع اقتباس