مواقف تجلى فيها الوفاء بالعهد
1. روى أنس بن مالك رضي الله عنه قال " غاب عمّي أنس بن النضر عن قتال بدر ، فقال : يا رسول الله غِبْتُ عن أوّل قتال قاتلتَ فيه المشركين !! لئن الله أشهدني قتال المشركين لَيَرَيَنَّ الله ما أصنع ، فلمّا كان يوم أُحد وانكشف المسلمون ، فقال : اللهمّ إنّي أعتذر إليك ممّا صنع هؤلاء ـ يعني أصحابه ـ وأبرأ إليك ممّا صنع هؤلاء ـ يعني المشركين ـ ثمّ تقدّم ، فاستقبله سعد بن معاذ ، فقال : يا سعد بن معاذ ، الجنّة وربّ النضر إنّي أجِدُ ريحها دون أُحُد ... قال أنس : فوجدنا به بضعا وثمانين ما بين ضرية بالسيف أو طعنة بالرمح أو رمية بالسهم ، ووجدناه قد مثّل به المشركون ، فما عرفه أحد إلا أخته بشامة ببَنَانِه … [ رواه البخاري ]
2. عن عَوْفُ بنُ مَالِكٍ قال " كُنّا عِنْدَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم سَبْعَةً أَوْ ثَمَانِيَةً أَوْ تِسْعَة ً، فَقَالَ : أَلاَ تُبَايِعُونَ رَسُولَ الله ؟ وَكُنّا حَدِيثَ عَهْدٍ بِبَيْعَة ، قُلْنَا قَدْ بَايَعْنَاكَ يا رسول الله ، ثم قال : أَلاَ تُبَايِعُونَ رَسُولَ الله ؟ فقلنا : قد بايعناك يا رسول الله ، ثم قال : أَلاَ تُبَايِعُونَ رَسُولَ الله ؟ قال : فَبَسَطْنَا أَيْدِينَا وقلنا : قَدْ بَايَعْنَاكَ يا رسول الله ، فَعَلَى مَا نُبَايِعُك ؟ قال : أنْ تَعْبُدُوا الله وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ، وَتُصَلّوا الصّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَتُطِيعُوا ـ وأَسَرّ كَلِمَةً خَفِيفَةً ـ ولاَ تَسْأَلوا النّاسَ شَيْئا ، فَلَقَدْ رأيت بعض أولئك النّفَرِ يَسْقُطُ سَوْطُهُ أحدهم ، فَمَا يَسْأَلُ أحَداً يُنَاوِلَهُ إِيّاه ُ" [ رواه مسلم ]
3. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّه عَنْهمَا قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ لَمْ تُعْبَدْ بَعْدَ الْيَوْمِ ، فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ ، فَقَالَ : حَسْبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَدْ أَلْحَحْتَ عَلَى رَبِّكَ وَهُوَ فِي الدِّرْعِ فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ : { سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ } [ رواه البخاري ]
4. " عن عائشة رضي الله عنها قالت : جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو عندي ، فقال لها : من أنت ؟ قالت : أنا جثامة المزنية ، فقال : بل أنت حسانة المزنية ، كيف أنتم ؟ كيف حالكم ؟ كيف كنتم بعدنا ؟ قالت : بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، فلما خرجت قلت : يا رسول الله تُقبل على هذه العجوز هذا الإقبال ؟ فقال : إنها كانت زمن خديجة ، وإن حسن العهد من الإيمان " [ المستدرك على الصحيحين ]
5. وفاء يزيد بن السكن في غزوة أحد قال الله صلى الله عليه وسلم " من يردهم عني وله الجنة " فتقدم يزيد بن السكن ودافع عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى سقط شهيدا ، فقال صلى الله عليه وسلم " ضعوا خده على قدمي ، ثم رفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه إلى السماء فقال : اللهم إني أشهدك أن يزيد بن السكن قد وفّى " [ رواه مسلم ]
6. يقول عبدالله بن أبي الحمساء ، بايعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث بيعة وبقيت له بقية فوعدته أن آتيه بها في مكانه ، فنسيت ثم تذكرت بعد ثلاث ، فجئت فإذا هو في مكانه فقال : يا فتى ، لقد شققت عليّ ، أنا هاهنا منذ ثلاث أنتظرك " [ رواه أبو داود ]