** ثمرات و فضائل المحبة في الله **
       
للمحبة  في الله        ثمرات طيبة يجنيها المتحابون من ربهم في الدنيا و الآخرة منها: 
      
      1) محبة الله تعالى : 
      عن معاذ رضي الله عنه قال :  سمعت رسول        الله صلى الله عليه و سلم يقول : "قال الله تبارك و تعالى : وجبت  محبتي        للمتحابين فيّ ، و المتجالسين فيّ و المتزاورين فيّ ، و المتباذلين  فيّ "        (رواه مالك و غيره ) 
      و قول الملك للرجل الذي زار أخا له في الله :"إني رسول الله إليك  بأنّ الله        قد أحبّك كما أحببته فيه" 
      
      2) أحبهما إلى الله أشدّهما  حبا        لصاحبه : 
      عن أبي الدرداء رضي الله عنه  يرفعه        قال :" ما من رجلين تحابا في الله إلا كان أحبّهما إلى الله أشدّهما  حبا        لصاحبه " (رواه الطبراني ) 
      
      3) الكرامة من الله : 
      عن أبي أمامة رضي الله عنه  قال : قال        رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما من عبد أحبّ عبدا لله إلا  أكرمه الله        عز وجل " ( أخرجه أحمد بسند جيّد) 
      وإكرام الله للمرء يشمل إكرامه له بالإيمان ، والعلم النافع ، والعمل  الصالح        ، و سائر صنوف النِّعم 
      
      4) الاستظلال في ظلّ عرش  الرحمن : 
      عن أبي هريرة رضي الله عنه  قال : قال        رسول الله صلى الله عليه و سلم : "إنّ الله تعالى يقول يوم القيامة :  أين        المتحابون بجلالي ؟ اليوم أظلّهم في ظلّي يوم لا ظلّ إلاّ ظلّي (  رواه مسلم)        ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في " مجموع الفتاوى " :"  فقوله : أين        المتحابون بجلال الله ؟ تنبيه على ما في قلوبهم من إجلال الله و  تعظيمه مع        التحاب فيه ، و بذلك يكونون حافظين لحدوده، دون الذين لا يحفظون  حدوده لضعف        الإيمان في قلوبهم " 
      و عن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه  و سلم :        " سبعة يظلهم الله تعالى يوم لا ظلّ إلا ظله : إمام عادل ، و شاب نشأ  في        عبادة الله ، و رجل 
      قلبه معلّق بالمساجد ، و رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه و تفرّقا  عليه …" (        متفق عليه)
      
      5) وجد طعم الإيمان : 
      قال عليه الصلاة و السلام : "  من أحبّ        أن يجد طعم الإيمان فليحبّ المرء لا يحبه إلا لله ( رواه الحاكم و  قال : صحيح        الإسناد و لم يخرجاه و أقرّه الذهبي) 
      
      6) وجد حلاوة الإيمان: 
      عن أبي هريرة رضي الله عنه  قال : قال        رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من سرّه أن يجد حلاوة الإيمان،  فليحبّ        المرء لا يحبه إلا لله" ( رواه أحمد و الحاكم و صححه الذهبي ) 
      و عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "  ثلاث من        كنّ فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله و رسوله أحبّ إليه مما  سواهما ، و        أن يحبّ المرء لا يحبه إلا لله ، و أن يكره أ يعود في الكفر بعد إذ  أنقذه        الله منه ، كما يكره أن يلقى في النار " (متفق عليه) 
      قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "مجموع الفتاوى":" أخبر  النبي صلى        الله عليه و سلم أنّ هذه الثلاث من كنّ فيه وجد حلاوة الإيمان ، لأنّ  وجد        الحلاوة بالشيء يتبع المحبة له ، فمن أحبّ شيئا أو اشتهاه ، إذا حصل  له        مراده،فإنه يجد الحلاوة و اللذة و السرور بذلك و اللذة أمر يحصل عقيب  إدراك        الملائم الذي هو المحبوب أو المشتهى … فحلاوة الإيمان ، تتبع كمال  محبة العبد        لله ، و ذلك بثلاثة أمور : تكميل هذه المحبة ، و تفريعها ، و دفع  ضدها 
      "فتكميلها" أن يكون الله و رسوله أحب إليه مما سواهما ، فإن محبة  الله و        رسوله لا يكتفى فيها بأصل الحبّ ، بل لا بدّ أن يكون الله و رسوله  أحبّ إليه        مما سواهما 
      و " تفريعها" أن يحب المرء لا يحبه إلا لله 
      و "دفع ضدها " أن يكره ضدّ الإيمان أعظم من كراهته الإلقاء في النار "  
      
      7) استكمال الإيمان : 
      عن أبي أمامة رضي الله عنه  قال : قال        رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من أحبّ لله ، و أبغض لله ، و  أعطى لله ،        و منع لله ، فقد استكمل الإيمان " (رواه أبو داود بسند حسن) 
      
      8) دخول الجنة: 
      عن أبي هريرة رضي الله عنه  قال : قال        رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا و لا  تؤمنوا        حتى تحابوا ، أولا أدلّكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام  بينكم "        (رواه مسلم) 
      
      9) قربهم من الله تعالى و  مجلسهم منه        يوم القيامة :
      عن أبي مالك الأشعري قال : "  كنت عند        النبي صلى الله عليه و سلم فنزلت عليه هذه الآية :" يا أيها الذين  آمنوا لا        تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم" (المائدة 101) قال : فنحن نسأله  إذ قال :        3 إنّ لله عبادا ليسوا بأنبياء و لا شهداء ، يغبطهم النبيون و  الشهداء بقربهم        و مقعدهم من الله يوم القيامة ، قال : و في ناحية القوم أعرابي فجثا  على        ركبتيه و رمى بيديه ، ثم قال : حدثنا يا رسول الله عنهم من هم ؟ قال :  فرأيت        في وجه النبي صلى 
      الله عليه و سلم البِشر ، فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " هم  عباد من        عباد الله من بلدان شتى ، و قبائل شتى من شعوب القبائل لم تكن بينهم  أرحام        يتواصلون بها ، و لا دنيا يتباذلون بها ، يتحابون بروح الله ، يجعل  الله        وجوههم نورا و يجعل لهم منابر من لؤلؤ قدام الناس ، و لا يفزعون ، و  يخاف        الناس و لا يخافون " (رواه أحمد و الحاكم و صححه الذهبي ) 
      
      10) وجوههم نورا يوم القيامة :
      من الحديث السابق في قوله :"  يجعل        الله وجوههم نورا" 
      
      11) لهم منابر من لؤلؤ: 
      نفس الحديث السابق في قوله :"  يجعل        لهم منابر من لؤلؤ قدام الناس " 
      
      12) لهم منابر من نور : 
      و في حديث ابن عمر رضي الله  عنهما قال        : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إنّ لله عبادا ليسوا  بأنبياء و لا        شهداء يغبطهم الشهداء و النبيون يوم القيامة لقربهم من الله تعالى ، و  مجلسهم        منه " ، فجثا أعرابي على ركبتيه فقال : يا رسول الله صفهم لنا و  جلِّهم لنا        ؟قال:" قوم من أقناء الناس من نزّاع القبائل ، تصادقوا في الله و  تحابّوا فيه        ، يضع الله عزّ و جلّ لهم يوم القيامة منابر من نور ، يخاف الناس و  لا يخافون        ، هم أولياء الله عزّ و جلّ الذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون " (  أخرجه        الحاكم و صححه الذهبي ) 
      
      13) يغبطهم الأنبياء و  الشهداء يوم        القيامة:
      من الحديثين السابقين : حديث  الأشعري        و ابن عمر رضي الله عنهم في قوله صلى الله عليه و سلم:" يغبطهم  الشهداء و        النبيون يوم القيامة لقربهم من الله تعالى ،و مجلسهم منه "
      
      14) تسميتهم بأولياء الله :
      من حديث ابن عمر السابق في  قوله صلى        الله عليه و سلم :" هم أولياء الله عز و جل " 
      
      15) انتفاء الخوف و الحزن  عنهم يوم        القيامة :
      من الحديثين السابقين : حديث  الأشعري        و ابن عمر رضي الله عنهم : " لا خوف عليهم و لا هم يحزنون " و قوله "  و لا        يفزعون ، و يخاف الناس و لا يخافون " 
      
      16) أنّ المرء بمحبته لأهل  الخير        لصلاحهم و استقامتهم يلتحق بهم و يصل إلى مراتبهم ، و إن لم يكن عمله  بالغ        مبلغهم : 
      عن ابن مسعود رضي الله عنه  قال:جاء        رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ،كيف تقول  في رجل        أحبّ قوما ولم يلحق بهم ؟ قال : "المرء مع من أحبّ" (الصحيحان) 
      و في الصحيحين أيضا عن أنس رضي الله عنه أنّ رجلا سأل النبي صلى الله  عليه و        سلم متى الساعة ؟ قال : " ما أعددت لها ؟ " قال : ما أعددت لها من  كثير صلاة        و لا صوم و لا صدقة ، و لكني أحبّ الله و رسوله، قال :" أنت مع من  أحببت" ،        قال أنس : فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه و سلم  :"أنت مع من        أحببت" فأنا أحب النبي صلى الله عليه و سلم و أبا بكر و عمر ، و أرجو  أن أكون        معهم بحبي إياهم ، و إن لم أعمل بمثل أعمالهم 
      وعن علي رضي الله عنه مرفوعا:"لا يحب رجل قوما إلا حشر معهم"(  الطبراني في        الصغير)