:: نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها ::
" تأمل في قوله تعالى عن المنافقين ( ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ ) [ البقرة / 17 ]
كيف قال ( بِنُورِهِمْ ) فجعله واحداً ، ولما ذكر ( الظلمات ) جمعها ،
لأن الحق واحد ـ وهو الصراط المستقيم ـ بخلاف طرق الباطل ، فإنها متعددة متشعبة ، ولهذا يفرد الله الحق ويجمع الباطل ،
كقوله ( اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ ... الآية ) ".
[ ابن القيم ]
*******************************
شرب عبدالله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ ماء باردا ، فبكى فاشتد بكاؤه ، فقيل له ما يبكيك ؟! قال : ذكرت آية في كتاب الله :
( وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ ) فعرفت أن أهل النار لا يشتهون إلا الماء البارد وقد قال الله عزوجل :
( أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ ) .
**************************
" صليت خلف الشيخ عبدالرحمن الدوسري ـ رحمه الله ـ كثيرا ، فما أذكر أنه استقامت له قراءة الفاتحة بدون بكاء ، خصوصاً عند قوله تعالى :
( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) " .
[ د . عبدالعزيز بن محمد العويد ]
************************************
" كم من معان دقيقة من أسرار القرآن تخطر على قلب المتجرد للذكر والفكر ، وتخلو عنها كتب التفاسير ، ولا يطلع عليها أفاضل المفسرين ، ولا محققوا الفقهاء " .
[ عبد الرؤوف المناوي ]
*******************************
قام ابن المنكدر يصلي من الليل ، فكثر بكاؤه في صلاته ، ففزع أهله ، فأرسلوا إلى صديقه أبي حازم ، فسأله : ما الذي أبكاك ؟ فقال : مر بي قوله تعالى : ( وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ) فبكى أبو حازم معه واشتد بكاؤهما ،
فقال أهل ابن المنكدر : جئنا بك لتفرج عنه فزدته ! فأخبرهم ما الذي أبكاهما .
***************************
" البكاء مستحب مع القراءة ، وطريق ذلك : أن يحضر قلبه الحزن ، فمن الحزن ينشأ البكاء ، وذلك بأن يتأمل ما فيه من التهديد والوعيد ، والمواثيق والعهود ، ثم يتأمل تقصيره في أوامره وزواجره ، فيحزن لا محالة ويبكي ، فإن لم يحضره حزن وبكاء ، فليبك على فقد الحزن والبكاء ، فإن ذلك أعظم المصائب ".
[ أبو حامد الغزالي ]
*****************************
التأمل في القرآن هو تحديق ناظر القلب إلى معانيه، وجمع الفكر على تدبره وتعقّله
وهو المقصود بإنزاله، لا مجرد تلاوته بلا فهم ، ولا تدبر قال تعالى
: ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ )
*******************************
سمعت العلامة ابن باز يبكي لمَّا قريء عليه قوله تعالى ـ عن أهل الكتاب ـ : ( وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً ) ويقول : نعوذ بالله من الخذلان ! بدلاً من أن يزيدهم القرآن هدىٍ وتقىٍ زادهم طغياناً وكفراً !
وهذا بسبب إعراضهم وعنادهم وكبرهم ،
فاحذر يا عبدالله من ذلك حتى لا يصيبك ما أصابهم " .
[ د . عمر المقبل ]
*******************************
" من المفاتيح المعينة على تدبر القرآن : معرفة مقصد السورة ، أي : موضوعها الأكبر الذي عالجته ، فمثلاً : سورة النساء تحدثت عن حقوق الضعفة كالأيتام ، والنساء والمستضعفين في الأرض ،
وسورة المائدة في الوفاء بالعقود والعهود مع الله ومع العباد ،
بينما سورة الأنعام ـ هي كما قال أبو إسحاق الإسفراييني ـ : فيها كل قواعد التوحيد وقس على ذلك " .
[ د . عصام العويد ]
*******************************
" لم ترد آية في الربا إلا جاء قبلها أو بعدها ذكر الصدقة أو الزكاة ،
وفي هذا إشارة لطيفة بأن الربح الحقيقي في الصدقة والزكاة ، لا بالربا ، كما يتوهم المرابون ،
و آية الروم كشفت المكنون : ( وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ) .
[ أ . د . ناصر العمر ]