3ـ فى سبيل المال يمكن تفسير سلوك مبارك مذ كان طالبا الى الآن وهو ممدد على سرير فى المحكمة . ولد حسنى مبارك فى بيئة متواضعة شأن معظم المصريين ، وأوتى قدرا متواضعا من الذكاء لم يؤهله لدخول كلية عالية المستوى كالطب والهندسة ، فكان الأمثل له فى الالتحاق بكلية عسكرية ليس فقط لأنها تناسب ظروفه المالية والاجتماعية ومستوى الذكاء ولكن الأهم إنها ستعطيه سلطة ونفوذا، وهو يريد النفوذ ليصل الى النقود .. أعطى كل حياته لعمله ، كان يظل فى الكلية دون أن يسافر الى قريته أو الى اهله ليوفر النقود، وبعد تخرجه كان يبيت فى محل عمله ،و بعد زواجه اعتاد ان يكون أول من يأتى للعمل وآخر من يغادر. عرف الركوع لمن يملك ترقيته ، واستخدمهم سلالم للصعود ، وحالما يصعد الى درجة فى السلّم يرفس من أوصله اليها. السادات ومبارك من محافظة المنوفية، مبارك كان يزور السادات فى قريته ويتقرب منه ،فأوصل السادات إسمه الى الدائرة الضيقة فى عصر عبد الناصر. فترقى بسرعة الى أن إختاره السادات نائبا له وردّ فضل السادات عليه بقتل السادات،وستكشف الأيام عن ضلوعه فى اغتيال السادات .
4 ـ مبارك كان يتفانى فى تنفيذ الأوامر مهما بلغ شططها . مبارك هو المسئول عن قتل عشرات الألوف من السودانيين المدنيين الأبرياء من أتباع حزب الأمة فى جزيرة أبا ، ضربهم بالقاذفات السوفيتية دون رحمة أملا فى رضا عبد الناصر فاستحوذ على إعجاب عبد الناصر. وفى مؤامرة سرية أخرى انتهى به الأمر الى الاعتقال فى المغرب . بالطاعة المطلقة ترقى مبارك بسرعة صاروخية متخطيا الكثيرين من أساتذته. بجانب طاعته المطلقة لرؤسائه ساعده كونه فى سلاح الطيران ، لأن الرؤساء المستبدين يخشون سلاح الطيران ، فهو السلاح الأسرع الذى يمكن به تدمير الرئاسة والرئيس، فلا بد من أن يكون قادة سلاح الطيران من الموالين للرئيس المتفانين فى طاعته، وفى هذا تفوق مبارك على الجميع نفاقا وتملقا وركوعا وسجودا. زاد على ذلك أنه عمل معلما للطيارين ، واستاذا لدفعات منهم ، وصاحب تأثير عليهم .
5 ـ فى معركته للوصول الى الرتب العليا ـ وهو ضابط ـ كان كعادته بخيلا مقترا الى درجة النذالة. رفض أن ينفق على والدته فاضطرها الى رفع دعوة عليه،واضطر مبارك خوف الفضيحة لأن يدفع لأمه بعض المفروض عليه. وقد عثر المحامى نبيه الوحش على أوراق هذه القضية فى أدراج المحاكم ونشرها.